الوطن في يومه
الأحد - 24 سبتمبر 2023
Sun - 24 Sep 2023
هناك حب وحيد يجتمع عليه الناس ومن الصعب أن يجادل به أحد.. الحب المنفرد الخالي من الشوائب، الحب غير المصنع المغروس في القلوب.
هو تلك الحالة التي تصيبك فيها القشعريرة مختلطة بالامتنان عندما تنطق اسم المملكة العربية السعودية في محفل أو لقاء، وعندما ترى العلم أو تحمله، عندما يعزف النشيد الوطني فتقف شامخا، لتحيط بك هالة من المهابة والاعتزاز لأنك ولدت سعوديا.
أن تنتمي لوطنك يعني أن تهتم لمصلحته وتقدر تراثه وقيمه، تسعى لخدمته وتسهم في تطويره، أن تشعر بالفخر للانتماء لأرضه.. هو انتماؤك التاريخي والجغرافي، الثقافي والقيمي، وأن تعبر عن فخرك واعتزازك بالمشاركة في الفعاليات التي تحتفي بالوطن بشكل إيجابي متزن يدعم التعبير عن الانتماء، احتفاؤك يعكس فهمك لحضوره اللافت ومساهماته في العالم وقيمه التي يتميز بها.
وفي هذا المجال نقول «إن الاحتفاء لا يعني أننا نقدم الأحاسيس فقط على حقيقة الواقع الذي نعيشه ونلمس تغيره في السنوات الست الأخيرة.. عبارات الفخر والاعتزاز تصبح منطقية وملموسة؛ لأنها ترتبط بأرضية ثابتة تستحث المواطن على المزيد من الإنجاز.. هي المؤشر الحقيقي لما أصبح عليه الوطن وهي أنه يحلم ويحقق».
نحن نتحدث عن رحلة تحول تاريخية، ونمو اقتصادي كبير، وتواصل أكبر مع العالم، رحلة تحول ذكية ترتكز بداية على تغيير الصورة الذهنية، وتعزيز الكفاءة، وإرساء الأسس، ثم ستنتقل إلى تعزيز مكتسبات الرؤية وأثرها على جودة الحياة بالتغيير الذي أحدثته.. ثم سنصل إلى مرحلة التركيز على الاستمرارية، وتحقيق النتائج المستدامة، لمحاور تتكامل وتتسق مع بعضها في سبيل تحقيق أهداف الرؤية: المجتمع الحيوي والاقتصاد المزدهر والوطن الطموح. الهدف الرئيس تصب أعيننا أن نتحول إلى بلد ذي طبيعة إنتاجية وليست استهلاكية فقط، مجتمع منتج صناعيا وتجاريا وسياحيا ومعرفيا لتحقيق هدف تقليل الاعتماد على النفط إلى أقل من 50% بحلول 2030.
إن شواهد الإنجاز هي التي تستحق الوقوف عندها بالتحليل والتأمل؛ ليدرك الجميع أنها ليست فوضى خلاقة البتة، هي رؤية قيادية يساندها شعب يؤمن بقدراته ويطمح لتحقيقها مع قيادته، هناك يقين شعبوي بأن القائد البطل يظهر من بين مئة رجل، والرجل الحكيم يظهر من بين ألف رجل، والنجاح يظهر من بين مئة ألف شخص.. فكيف إذا اجتمعت كل هذه الصفات في قائد فذ يحفظه الله.
من هذه الشواهد إصدار أكثر من 197 تشريعا في مختلف المجالات، لتشمل أنظمة ولوائح وترتيبات تنظيمية، واعتبار الاقتصاد السعودي هو الأسرع نموا في مجموعة العشرين في عام 2022، كما تضاعف عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأصبحت البطالة لدينا في أدنى مستوياتها. تمت أتمتة عملية الحصول على تأشيرة العمرة لتصبح مدة الحصول عليها 5 دقائق فقط، وإطلاق «التأشيرة السياحية» والحصول عليها الكترونيا خلال دقائق، وحققت المملكة المركز الأول عالميا في سرعة الإنترنت على الجيل الخامس.
تصدرت المملكة الإنتاج العالمي لتحلية المياه المالحة بأعلى طاقة إنتاجية بلغت 5.9 ملايين م3 يوميا.
تم إطلاق مشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفر الوظائف وتجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشروعات البحر الأحمر. ارتفعت نسبة تملك المساكن إلى 60%. تم إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعية، بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر، وتحقيق التميز في الرياضات إقليميا وعالميا.
ارتفعت نسبة الممارسين للرياضة مرة واحدة على الأقل أسبوعيا إلى 19%، وعدد المسجلين في منصة التطوع 533,950 متطوعا ومتطوعة.
وصل عدد الجامعات والكليات إلى 63 جامعة وكلية وبلغت البحوث العلمية المنشورة 33,588 بحثا. ارتفعت نسبة نمو قطاع السياحة في المملكة ليصبح الأسرع نموا في العالم بنسبة 14%، شهد البنك الدولي للمملكة أنها أفضل مصلح في مجال تمكين المرأة، زادت مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة إلى 33.2%، وارتفعت نسبة الالتحاق برياض الأطفال إلى 23%. وصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1000 موقع، وأصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر.
كما تضاعفت أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال، وارتفعت قيمة ملكية المستثمرين الأجانب في سوق الأسهم السعودي بنسبة 195.9% لتصل إلى 208.3 مليار ريال.
تم اكتشاف خمسة حقول جديدة للزيت والغاز، ومواصلة تكامل قطاعي البترول والبتروكيميائيات، ارتفع معدل نضج الخدمات الحكومية الرقمية إلى 81.3%، واستردت الخزينة العامة 247 مليار ريال من تسويات مكافحة الفساد في الأعوام الثلاثة الماضية.
زادت نسبة إنجاز محاكم التنفيذ إلى 82%، ونسبة إنجاز محاكم الأحوال الشخصية إلى 59%، هناك تعزيز لمنظومة القضاء المتخصص، وتفعيل التقاضي الالكتروني. وتم الإعلان عن هدف الوصول إلى «الانبعاثات الصفرية» بحلول عام 2060... وكل ما سبق غيض من فيض.
الوطن لا يخلد إلى النوم يحضر أبيا في السهو واليقظة.. ينمو ويترعرع داخلنا.. لا نهرب منه إلا إليه.. نحن ذاتنا السعودية بلا تهوين أو تهويل.. لا ننفخ في بالونات أو نتوهم.. ننتمي له في الأصل والولادة.. تختلف تضاريسه بين جبل وسهل وبادية وصحراء وساحل وجزيرة وشبه جزيرة... ننتمي لذلك كله.. وإن بدأنا متأخرين أو تعثرنا.. نظل وقوفا شامخين لأننا نعرف الهدف أينما كان وكيفما كان.. لنثبت لأنفسنا قبل الآخرين أننا قادرون بتوفيق الله على صنع مستقبلنا وفق ما نريده نحن.
وأجل نحن الحجاز ونحن نجد.. هنا مجد لنا وهناك مجد.. ونحن جزيرة العرب افتداها.. ويفديها غطارفة وأسد.
كل عام والوطن بخير.
smileofswords@