اليوم الوطني السعودي.. نحلم ونحقق!

قبل أيام من احتفالات المملكة بيومها الوطني الثالث والتسعين كان لحديث سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان مع شبكة (فوكس نيوز) الأمريكية صدى طيبا وأثرا واسعا، وحظي اللقاء بانتشار كبير داخل وخارج المملكة، لما لسموه من حضور بارز وتأثير سياسي واقتصادي مهم، ولما حمله اللقاء من عناوين رئيسة ومضامين في غاية الأهمية، فالأمير محمد -حفظه الله- كقائد وزعيم سياسي يمثل دولة ذات قيمة عالمية له كاريزما غير عادية، وشخصية شامخة فذة، وله فكر متفرد ورؤية متميزة، ويحظى باهتمام عالمي واسع، تماما كما هو الاهتمام الداخلي، إلا أن الاهتمام الداخلي منبعه الحب والتقدير الشخصي لسموه، والإيمان بنجاح طموحاته، والرغبة الصادقة في المساهمة معه في تحقيق رؤاه وخططه التنموية الواعدة.

الأمير - حفظه الله - وهو في موقع الحدث في شاطئ نيوم وخلفه المشروعات الوطنية العملاقة تجري كما خطط لها، لخص حديثه للعالم بأن ما يحدث في المملكة إنما هو قصة نجاح لا تضاهيها قصص نجاح أخرى، فالسعودية أعظم قصة نجاح في القرن الـ21، وشعبها مؤمن بالتغيير إيمان سموه، فهو فرد من أفراد الشعب السعودي يؤمن بالتغيير وتحقيق الإنجازات والمعجزات، وأن الرؤية ذات أبعاد كبيرة وتستحق بذل الجهد والعطاء للوصول لأهداف أكبر وطموحات أعظم، وأن العمل من أجل التغيير والتطوير مستمر دون توقف، وبما يتوافق مع قيمنا الثابتة ومبادئنا الوطنية الراسخة، ودون إملاءات أو تدخلات من أحد.

وأكد سموه في حديثه عن خدمة الحرمين الشريفين وما يشهدانه من اهتمام وعناية من لدن القيادة أن المملكة مهوى أفئدة ملياري مسلم، يتوجهون إليها في صلاتهم خمس مرات في اليوم والليلة، ويقصدون بيت الله الحرام لأداء العمرة والحج ولو لمرة واحدة في الحياة، مع زيارة قبر رسوله صلى الله عليه وسلم، والصلاة في مسجده، وأن خدمة هؤلاء القاصدين ورعايتهم واجب ديني، والاهتمام بالحرمين ورعايتهما شرف وميزة اختص الله بهما أهل المملكة عن غيرهم.
ومن النواحي الأمنية والجيواستراتيجية أكد سموه أن أمن المملكة له الأولوية القصوى، مهما كانت التحديات أو بلغت التضحيات، وأن إيران وهي بلد مجاور إذا ما حصلت على سلاح نووي فإنه من الواجب على المملكة الحصول عليه، لا لاستخدامه وزعزعة الأمن، وإنما حفظا للتوازن العسكري في المنطقة، فالمملكة بطبيعتها بلد دأبت قيادتها على احترام الحقوق والالتزام بالواجبات، وأنها تؤمن إيمانا راسخا بأهمية نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي وتبادل المنافع والمصالح المشتركة بين دول العالم وبما يحفظ الأمن والسلم العالميين.

حديث الأمير عن إيران لم يخل من الإشادة بما حظي به نادي النصر السعودي من استقبال وترحيب جماهيري أثناء تواجده في طهران الأسبوع الماضي، الأمر الذي يعكس نجاح الرؤية في المجال الرياضي ويعزز من مكانتها بعد استقطاب أبرز نجوم العالم في اللعبة وتدعيم الحركة الرياضية بما يضمن نجاحها على صعيد الاستثمار الرياضي ويسهم في تقريب شعوب المنطقة ونشر ثقافة التسامح والاعتدال فيما بينها.

ولي العهد -حفظه الله- كعادته في اللقاءات التلفزيونية بدا مرتاحا واثقا ومبتسما، وكان يرد على أسئلة المحاور بإسهاب واطمئنان، فعندما سأله المحاور عن حالة وضع الرئيس الأمريكي وصفه بالذكي، وأن علاقة المملكة بأمريكا علاقة استراتيجية وتخلق فرصا حقيقية للسلام في المنطقة خاصة في اليمن وفلسطين، وفي أوكرانيا أيضا، وأن علاقة البلدين الإيجابية تشكل قوة داعمة نحو تطوير العلاقات التجارية بين الشرق والغرب وتعزز من فرص نجاح توقيع مجموعة من الاتفاقيات في قمة العشرين المنعقدة في نيو دلهي مؤخرا.

أعظم احتفالية يمكن أن تكون في اليوم الوطني السعودي هي في كلمات ولي العهد حفظه الله، فهو يتحدث بلسان كل مواطن سعودي يحلم بالتغيير ويؤمن بالنجاح ويعتز بالقيم والثوابت الوطنية، ولذلك أرى أن احتفالاتنا باليوم الوطني بجانب مظاهر الفرحة والابتهاج ينبغي أن تكون في الاعتزاز بقيادتنا الرشيدة والالتفاف حولها ومعها، والمساهمة بكل ما نستطيع في سبيل تحقيق رؤى هذا القائد العظيم، وأن نفتخر به وبما يقدمه من أعمال ومنجزات وطنية تدعو للفخر والاعتزاز، كيف لا وهو واحد من الشعب السعودي!



drbmaz@