فهد إبراهيم المقحم

نحلم ونحقق.. فماذا حققت؟

السبت - 23 سبتمبر 2023

Sat - 23 Sep 2023


في لقاء تاريخي وملهم على قناة FOX NEWS أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – أن وطننا بكل فخر واعتزاز سجل أكبر قصة نجاح في القرن الواحد والعشرين!
فوطننا الغالي يسير بخطى متسارعة في تحقيق رؤية طموحة ذات أهداف سامية ومعان عميقة؛ لكن السؤال الذي يجب أن يطرحه كل واحد منا على نفسه: بأي شيء أسهمت وماذا حققت في رسم تلك القصة التي نفخر ونفاخر بها؟
ذكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – في محاضرة له بعنوان: «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية» كلاما عميقا عن ما يميز وطننا وشعبنا الأبي بقوله: «الذي ميز الدولة السعودية عن غيرها أنها لم تقم على أيديولوجية فكرية أو عصبية قبلية أو إقليمية، وإنما قامت على أساس راية التوحيد التي يلتف حولها الجميع من أسر وقبائل، حاضرة وبادية»... إلى أن قال: «إن هذه الدولة – المملكة العربية السعودية – قدرها واستمرارها بعد توفيق المولى - عز وجل - إنما هو بالمحافظة على دينها الذي هو سبب عزتها ونصرتها على مر الأيام والسنين والقرون».

وصدق قائدنا ووالدنا – حفظه الله ورعاه، فالله وعدنا جل في علاه بقوله: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، فمن واجبنا الفردي لمجتمع راسخ وحيوي أن نحافظ على التوحيد في حياتنا، فنعظمه في قلوبنا، ونزرع معانيه ومبادئه السامية في قلوب أبنائنا وذوينا وكل من حولنا، وأن نكون يدا واحدة أمام كل من يكدر صفوه ويشوه عظمته وجماله.

تبني الأمم حضاراتها من رحم التعليم، فبصلاحه تستقيم مجريات الصحة والسلامة والصناعة والتجارة وغيرها من مجالات الحياة، وهو ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – بقوله «التعليم ركيزة أساسية تتحقق بها تطلعات شعوب أمتنا الإسلامية نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي الحضاري في المعارف والعلوم النافعة، والشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل».

فأخبرني أيها الطالب النجيب، هل تحرص كل الحرص على أن تتميز في دراستك؟ هل تعي أن مستقبلك ومستقبل وطنك – بعد توفيق الله – يتأثر بمستوى تعليمك، وما حققته من نجاح وتميز في مشوار دراستك؟ إن من واجبك أن تعزز دافعيتك للتعليم، فتتشرب العلوم الأساسية، وتتملك الجدارات والمهارات اللازمة؛ لتكون رقما صعبا ومنافسا عالميا في تخصصك ومجال عملك.

نصت المادة التاسعة من النظام الأساسي للحكم على أن «الأسرة، هي نواة المجتمع السعودي، ويربى أفرادها على أساس العقيدة الإسلامية، وما تقتضيه من الولاء والطاعة لله، ولرسوله، ولأولي الأمر، واحترام النظام وتنفيذه، وحب الوطن، والاعتزاز به وبتاريخه المجيد». كما نصت المادة العاشرة من النظام على أن «الدولة تحرص على توثيق أواصر الأسرة، والحفاظ على قيمها العربية والإسلامية، ورعاية جميع أفرادها، وتوفير الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم وقدراتهم».

فما الذي حققناه كوالدين نحو فلذات أكبادنا؟ لا أحد يشكك في حب الوالدين لأبنائهم، ولا في حرصهم على أن يكونوا أفضل منهم؛ لكن هذه المشاعر الدافئة يجب أن تترجم إلى برامج عملية في تربية الأبناء وتعليمهم والحرص الدؤوب على تعزيز ولائهم وسلوكياتهم ومهاراتهم؛ لتكون قاعدة صلبة في تحقيق نجاحهم ونجاح رؤية وطنهم.

تعزز رؤية وطننا الطموحة من تبني حكومة فاعلة تحفز على المواطنة، وتشجع المجتمع بجميع فئاته في شتى قطاعات الأعمال على القيام بدورهم، وأخذ زمام المبادرة لاستكشاف الفرص واستثمارها؛ للقيام بحق المواطنة والنهوض بالوطن نحو تحقيق رؤيته، والسؤال هنا: ما مبادراتك المهنية وإسهاماتك الفردية في تشكيل مستقبل وطننا الطموح؟
فالعامل أيا كان مكانه، في قطاع حكومي أو خاص أو غير ربحي، قادر على أن يكون يدا بيضاء في تحقيق أهداف الرؤية، سواء كان ذلك عبر ما تقدمه في عملك ووظيفتك، أو من خلال تعاونك ومقترحاتك لتطوير أعمال وخدمات غيرك، أو باهتمامك لتعزيز سلوكك ومهاراتك في شتى جوانب حياتك.

يؤكد قائد رؤية وطننا وعرابها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - «أن مستقبل المملكة مبشر وواعد – بإذن الله – وتستحق بلادنا الغالية أكثر مما تحقق»، كما يؤكد – أيده الله ورعاه – في مناسبات متفرقة «أن كل عناصر النجاح موجودة لخلق شيء عظيم، وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي»؛ فالمعول علينا أكثر مما قدمنا، لنحقق أحلامنا وأحلام وطننا بهمة وإصرار نحو الرفعة والقمة.



moqhim@