افرح يا ولدي بيومك الوطني

افرح يا ولدي بيومك الوطني المجيد، افرح وأنشد أجمل الألحان، واشدُ بأجمل القصائد، فأنت تحتفي بذكرى ليست كأي ذكرى، إنها ذكرى توحيد هذا الكيان الشامخ، وطن العز والكرامة والفخر؛ المملكة العربية السعودية.

تمر علينا اليوم يا ولدي الذكرى الـ93 لتوحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إذ وحّد هذا الوطن العظيم بتوفيق من الله، ثم بحنكته السياسية ودعم رجاله الأوفياء، لتبدأ مرحلة عظيمة لهذا الوطن الوليد؛ مرحلة بناء وتقدم على جميع الأصعدة، داخليا وخارجيا. كيف لا؟ ونحن أبناء الجيل الحالي، قد لا نتصور كيف كان واقع ما يرويه لنا الآباء والأجداد، ممن عاشوا وعاصروا ما كانت عليه مناطق وطننا قبل توحيده، وخلال بداية مرحلة الاستقرار ورسم خطط التنمية، وبناء العلاقات الخارجية واستثمار الموارد.

لقد قام المغفور له الملك عبدالعزيز وأبناؤه من بعده ـ عهدا بعد عهد ـ بمسيرة حافلة من البناء والتطوير في مجالات عدة، بدأت بالنهضة العمرانية والتعليمية والخدمية في شتى مجالاتها، وصولا إلى هذا العهد الزاهر عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان (حفظه الله)، عهد حافظ على المكتسبات التي حققها وطننا طوال الفترات الماضية، وأحدث نقلة نوعية بمجالات ريادية زادت من اقتصاد البلاد، وحققت للمملكة حضورا عالميا بمختلف المجالات: السياسية والتعليمية والثقافية والسياحية والرياضية؛ ومشاريع واعدة ستكون مجالا وافرا لاستيعاب المورد البشري للمملكة العربية السعودية، الذي يشكل الشباب النسبة الأكبر من تعداد سكانه، وستكون رافدا لدعم موارد الدولة من الاستثمارات الخارجية، وجاذبة لمن يزور المملكة بقصد السياحة بداية من آثارها الساحرة وطبيعتها الجذابة مثل العلا وأبها والطائف، وثقافتها الجميلة مثل الدرعية إلى الإبداع والجمال العمراني والتجاري والسياحي، مثل الرياض وجدة والخبر إلى مدن المستقبل مثل نيوم وذا لاين والقدية وغيرها.

ولا ننسى الزيارة لمكة المكرمة قبلة أكثر من مليار مسلم، والمدينة المنورة مدينة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما يتم فيهما من تطوير كبير يوازي مكانتهما العظيمة في قلوب المسلمين.

افرح يا ولدي بيوم وطنك الذي يوفر لك ما يحلم به الكثير والكثير، بمن هم في مثل سنك في شتى بقاع العالم، افرح واستشعر قيمة ما يحظى به من يسكن هذا الوطن من أرقى الخدمات، من تعليم عام وجامعي مجاني، ورعاية صحية متقدمة قد لا تتوافر في كثير من الدول التي سبقتها في عمرها الزمني، افرح واعتز بوطنك الذي يقدم لك كل ما تحتاجه من خدمات ذكية وأنت في منزلك، وتستطيع إنهاءها خلال تطبيقات في جوالك، دون أن تضيع أياما وأياما في التنقل بين مكاتب ومناطق متعددة للبحث عن توقيع هنا أو هناك.

افرح واحتف بوطن تعرف فيه ما لك من حقوق، وما عليك من واجبات، وتجد أنه في كل يوم يقدم لك الأفضل والأفضل.

ختاما، يا ولدي: لك أن تحتفي بهذا اليوم، بيومك الوطني، ولكن لتعلم علما يقينا أن الاحتفاء الأعظم هو أن تكون واعيا بأن حق الوطن عليك، أن تحافظ عليه وتدافع عنه وأن تكون مسهما في بنائه، وعصيّا على أعدائه الذين لا يريدون بك ووطنك خيرا، وأن تكون جنديا في خدمة وطنك وطاعة قيادته الرشيدة، في مجالك وموقعك، وتعلم يا ولدي أن للوطن أعداء يحاولون النيل منه، ولكن سيكون سعيهم إلى بوار بعون الله وتوفيقه، وحنكة قياداتنا ووعي أبناء الوطن أمثالك.

دمت يا وطني شامخا، وأعاد الله يومك الوطني كل عام، وأنت وقيادتنا وشعب المملكة العربية السعودية ومن يقيم على أرضها بخير.



salehsalmanalen@