نحلم ونحقق نفرح ونصفق
السبت - 23 سبتمبر 2023
Sat - 23 Sep 2023
هذا العام، شعار اليوم الوطني الـ93 للمملكة العربية السعودية (أدامها الله وحفظها): (نحلم ونحقق).
ما بين الحلم والحقيقة مسافة كبيرة وفجوة عميقة، لا يقرب هذه المسافة ولا يردم هذه الفجوة ـ بعد توفيق الله وفضله ـ سوى رؤية قائد ملهم، وعزيمة شعب مؤمن، فتترتب الأولويات، وتتحد الجهود، وتُقهر الظروف، فنحلم ونحقق، نشمر ونصدق، نخطط ونطبق، ننجز ونوثق، ثم نفرح ونصفق.
ثنائية الأحلام وتحقيقها، ليست أمرا جديدا علينا، فالملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ حلم بتأسيس هذه البلاد المباركة وتوحيدها، فحقق الله له ما حلم به وخطط له، هو ومن معه من رجال أبطال أوفياء، ثم تجددت الأحلام وتحققت في عهده الميمون، وعهود أبنائه الملوك الكرام من بعده، من توسعة الحرمين الشريفين ورعايتهما، ومن بناء السدود في الأودية، وتحلية مياه البحار، وحفر الأنفاق في الجبال، وبناء الكباري بينها، وإنشاء الخطوط البرية بين المدن، والنهوض بالصناعة والزراعة والعمران، وتطوير التعليم والصحة، والحفاظ على الأمن داخليا، وحماية الحدود خارجيا، وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين.
وفي عهد الملك سلمان (حفظه الله)، وولي عهده محمد بن سلمان (وفقه الله)، تضاعفت هذه الأحلام وتطورت، وبات هم تحقيقها الشغل الشاغل لجميع أفراد الوطن قيادة وشعبا، حتى أصبح اسم المملكة العربية السعودية يتردد صداه في جميع ميادين التفوق والنجاح والفخر حول العالم.
ومن الأمور الجميلة في ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما أكثرها، أنه أعاد تشكيل معاني بعض الكلمات في الأذهان.
فمثلا كلمة (المستحيل) لم يعد لها المعنى السابق ذاته لرؤية 2030، وما تحقق من هذه الرؤية، من مكتسبات ملموسة في المحافل الدولية، ومنشآت حاضرة على أرض الواقع، لهو أعظم دليل على ذلك، كذلك كلمة (الحلم) هي الأخرى تغير مدلولها، ولم تعد الأحلام المرتبطة بالمنام تعنينا أو نعبأ بها، إنما تعنينا تلك الأحلام الموقظة للهمم، المحفزة للإبداع والإتقان، والتي يطلقها مهندس الرؤية من حين لآخر في شتى المجالات، وجميع الاتجاهات، والتي تكون خططا مدروسة على الورق، ثم لا تلبث أن تكون كيانات شامخة مبهرة، وإلهامات آسرة مشرقة.
إذا كانت الأحلام تُطلق وتتحقق على مستوى بلادنا الغالية، بعظمتها وشموخها وتحدياتها، فما لنا نحن كأفراد صالحين طموحين، لا نخطط أحلامنا ونطلقها ونحققها، ففي ذلك نجاح وسعادة لنا، وخير وفائدة للوطن.
فما نحن كأفراد سوى قطع صغيرة بديعة من الفسيفساء في لوحة عظيمة اسمها الوطن، متى ما كانت هذه القطع في مكانها الصحيح، كانت اللوحة أزهى وأبهى.
basem_slr@