شاهر النهاري

عراقة شباب وطن يحلق فوق قمم الفوز

السبت - 23 سبتمبر 2023

Sat - 23 Sep 2023


نظرة محبة إلى وجهه الرزين المشع، المشبع بكل أمنيات عشق حواسي وحماسي، وهو فيض عنفوان يتبسم ويحتوي نضارة شباب وطن يبلغ من العمر 93 عاما، وهو في عيني وجيناتي ووعي مقاساتي يقين شموخ راسخ بإدراك أنه يبلغ أضعاف ذلك، بعصور وأعماق وعراقة وأبعاد وقيم تاريخية ومعنوية وأثرية.

اليوم عيده الحميم الجميل، وأبناؤه وبناته يلتفون حوله يحتفلون ويوقدون شمعات محبته بشموس ولاء نوراني، وهو ينظر إلى الجميع بعطف تلك العين المحبة الملهمة، فلا يشعر أحد أنه تعدى 9 عقود، وهو يشرح بأسبقيات عنفوان رفعته ووقاره وحريته وسلامه النفسي، وصفاته وأحبابه وأفعاله وطموحاته ورؤيته ويقينه، مرتقيا روح الأمل وقمم الفوز بلا حدود في كل الاتجاهات، بثقة الشباب وطموحهم ويقينهم، وروعة وصلابة الطريق وقوة شغف الوقود، وبوصلة لا تزوغ اتجاهاتها عما يحبه ويرضاه ساكنوه، ومن يلتفون حوله من العرب والمسلمين والأصدقاء.

كل المحبين تجمعوا يحتفون ويبوحون بطيب ما في صدورهم، أنفاسا طيبة على وهج شموعه، التي يفيض ضياؤها صامدا أمام مختلف أشتات الرياح.
هذا هو الوطن السعودي الأكبر مني عمرا، رغم أنه صديقي ورفيق نعومة أظافر طفولتي، ونعيم رضاعتي وحضن براءتي، وكمال نظرتي وقوام خطوتي، وهو عضدي وأرضي وسماء نجومي وجبال دعم صلابتي، وخضار دربي ورياح صبابتي وسحابتي، ونخلة رطب طيباتي وزهرة أشواقي وجرعات صبري وعطشي، وفرشاة لوني وحروف قصيدتي، وعنفوان نفسي وكرامة وجودي، وكل معاني مصداقية الحب مختصرة في اسمه السعودي وخريطته وقيادته وشعبه، وتاريخه ووجوده العريق المتجدد بالحب وزخم عطاء مضخات القلب، وعضلات سواعد العاملين وعرق جباه المخلصين، وخلايا أدمغة النابهين ومعجزات الطموح ترتقي بساط ريح، وتكتب تحقق الأساطير على وجه واقع الوجود.

عيد وطننا السعودي اليوم، ولو أن عيده يطيب لنا في كل يوم وساعة، بمواقف له مع التاريخ مشهودة تبلغ ذروة الحنكة والدبلوماسية والسياسة والسلام، والتحركات المستبصرة العلمية والعملية الحريصة، تحتوي لحظية أعمارنا المتباركة ببقاء وطول عمره وعنفوان مفاهيم البقاء للأصلح.
وطننا السعودية، ولنا معها في كل زاوية مثل، وهي من يضرب أعظم الأمثال ويحكيها، ومن يرتقي بأجنحة العمل نحو سماء التقدم والتقنية والصناعات والمنعة العسكرية، بنفس روح نشر العدالة والسلام والأمن والرخاء لسعادة المواطن والمقيم.

أجدادنا الغر الميامين، كانوا بدايات حوز النصر وبناء الصروح والذود عن الحوض والتمسك بعروة الثقة والأمل، ونحن على ما تركوا لنا أمناء مخلصون، نبني كما أسسوا ونذود كما افتدوا، ومن أشبه أباه فما ظلم، وكل سعودي يجد ذاته في متابعة انتصاراته، وكل سعودية تجد قيمتها في ثوب جدتها العفيف الشفيف المحب، الراعي الباني للأجيال بحليب الفخر وعجين الثقة وبركات خبز محاسن القيم، وخطوة العز المتزنة الواعية لصعوبات الدروب، تعبرها بسرعة البرق وبنفس ثقة أجدادنا، من صنعوا أحلاما حققناها اليوم على أرض الواقع، ورويناها بعرق الجباه العالية ودماء البسالة الطاهرة، وكتبناها بعقولنا الواعية، التي تعرف أن أعياد هذا الشباب الوطني المتجدد لا تنتهي.

أيام وطن نحبه ويحبنا، نرفعه ويرفعنا، نحفظه ويحفظنا، نشبهه ونفتديه، وهو يشمل طيب وجودنا وأعمارنا، بعطف من جوده القديم المتجدد في طيب أعيادنا.




shaheralnahari@