تشكل المعارض حدثاً ثقافياً مهماً يتجه نحو التأثير المعرفي والتطلع إلى رؤية الثقافات عن كثب، مع الاعتزاز والتسويق للثقافة المحلية على المستوى الدولي، وقد نجحت وزارة الثقافة في خلق مساحة كبيرة من المعرفة والتآلف الثقافي في معرض "بين ثقافتين" ، والذي استمر على مدى 14 يوماً في الدرعيةعاش خلالها الزوار تجربة ثقافية عميقة تروي قصص الحضارات القديمة السعودية واليمنية، بهدف مدالجسور الحضارية بين مختلف الثقافات، وتعزيز التواصل الثقافي بينها، إلى جانب ترسيخ المكانة الاستثنائية والعمق الحضاري للثقافة السعودية.
احتضن معرض "بين ثقافتين" أربعة أقسام: أوّلها "بين جسور الفن" والذي تتشكل من خلاله نقطة الالتقاء بين الثقافتين الأصيلتين للمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية الشقيقة، ويحوي مجموعة من الأعمال لبعض الفنانين السعوديين واليمنيين، الذين ركزوا خلالها على الشعر والخط العربي كعمل "نحن الحجاز ونحن نجد" من قصيدة للشاعر السعودي غازي القصيبي رحمه الله، كُتبت بالخط المدني الذي يُعد أحد أهم الخطوط العربية القديمة، إضافة إلى عمل بعنوان "قصيدة من أرض بلقيس" للشاعر اليمني عبد الله البردّوني، كُتبت بالخط المسند.
ويتمثل قسم "بين الطين والعمارة " في تصويرالزخارف والفنون التي تتزين بها الأبواب السعودية؛مثل الباب النجدي الذي يتميز بمتانته وزخارفه السداسية الشهيرة والتي تسمى "البيذانة" وهي"بذرة الجوزة". إضافة لباب "جدة التاريخية" المميز بالنقوش المحفورة، و "باب منطقة عسير" بألوانه المبهجة وزخارفه المقتبسة من فنّ القطّ العسيري، أما الأبواب اليمينة فتميزت بجمالية العمران الإسلامي العربي والنقوش المستوحاة من الطبيعة مثل باب مدينة "صنعاء القديمة" وباب مدينة "زبيد التاريخية" وباب مدينة" شبام" العريقة في حضرموت.
ويأتي قسم "بين الإرث والثقافة" الذي شمل محطتي "بين الواقع والافتراض" و "بين الخيال والطبيعة" وعمل على دمج الطبيعة السعودية واليمنية من خلال لقطات متنوعة للمناطق الجغرافية الساحرة لكلا الدولتين،مستخدماً تقنيات حديثة تمنح الزائر رحلة لخوضتفاصيل الطبيعة بدقة، بالإضافة إلى دمج الإيقاعات الصوتية والموسيقية من الثقافتين اللتين اكتملتا مع الصورة.
أما قسم "بين الزيّ والحُليّ" فقد احتوى على الأزياء التراثية التي تعد من عناصر الإرث التاريخي والحضاري لكلا البلدين، واستعرض خلاله أبرز الأزياء السعودية كالثوب" المدوحي" في نجد والمطرز بالقصب، و"الثوب المديني" الخاص بعروس المدينة المنورة والمصنوع من قماش القز الأحمر، وجاء عقب ذلك "الثوب العسيري"، وزيّ "المنطقة الشمالية".
واشتمل المعرض على الأدوات الإيقاعية المتنوعة بين البلدين، كالطبل النجدي الذي ارتبط ارتباطاً وثيقاًبالعرضة السعودية، وآلة الطار المرتبطة بالفنون الشعبية، فيما ضمّت اليمن مجموعة من الآلاتالموسيقية، مثل: الرق، الدربكة، الطبل العدني، المزمار اليمني، "القنبوس" وهو العود اليمني القديم.
وقد صوّر المعرض أنماط التمازج الحضاري الذي أخذ الزائر في رحلة ممتعة جعلته يتثقف في تاريخ الحضارتين السعودية واليمينة، ليستكشف من خلالالأعمال والأقسام بعض الجوانب الثقافية والتاريخية والفكرية والفنية والشعرية والموسيقية والاجتماعية؛ مما جعل المعرض يشكّل بصمة في فضاء الثقافة
الأكثر قراءة
الأحساء تعزز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية بـ 5 مناطق مميزة
شركة إيديكس تفوز بعقد تطوير البنية التحتية للمرحلة الأولى من المنطقة اللوجستية بميناء جدة من شركة DP World Logistics
النصر عاد للواجهة والشباب بطلا لبراعم التايكوندو
مبدعون سعوديون يعرضون قصصهم المُلهمة نحو منصات الأزياء العالمية
شركة سامي نافانتيا تُطلق نظام حزم الجديد HAZEM Lite CMS
السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو الاستدامة البيئية ومكافحة الانبعاثات الكربونية