جزيئات مفصلية!

نبحث عن الأشياء التي تشبهنا وتأخذ من عفويتنا، نفتش عن صندوق صغير بداخلنا ثم يأخذ من صمتنا ألما مريرا، نتجرع الصبر حتى يسكن كل شيء يأخذ من قوتنا، نبحر ونفكر ونيأس ونهتم دون أدنى فكرة لدينا.. لا نعلم لماذا فعلنا هذا، العمق الذي يكتسح مساحة بداخلنا لا نفضل العبث به حتى لا يفسد جمال يومنا، نضع حلولا دون اكتشاف ما دواعي تلك المشاكل التي لا نفهمها، الحديث صعب والتعبير عن أنفسنا نحتار أهو محل تعقيد أم استشفاء؟، الغابة التي تجبرنا العيش بها بيننا وبين أنفسنا هي خالية من معالم الطبيعة ولا نرى منها سوى السواد، نعيش بفكر سوداوي ونظن أننا اقتربنا من العيش بطريقة واضحة؛ حين تغيب الشمس عن غابتنا سنعيش دون رؤية كل شيء جميل حولنا وتركيزنا سوف يصبح على أننا لسنا بخير والتوفيق ليس ملازمنا؛ نعم لم ننظر بعد نظرة حقيقية حولنا وما هي النعم التي نعيشها في ظل تخبطات أفكارنا وأخطاء معتقداتنا وضياع أوقاتنا.

الأمل منطفئ بقلوبنا وبعيد كل البعد عن نظرتنا الخارجية نحو الأشياء، والسبب بسيط؛ لأنه لم تتحقق بعض الأمور التي نريدها ونحتاجها الآن، وهذا ما أصابنا بالعمى عن الحياة التي نحن بها، الطموح عال دون فرصة حقيقية وإمكانية فعلية؛ لأننا لم نقطع سوى نصف الطريق، وكذلك نطمح بتحقيق المزيد دون فرص وتوفيق؛ نعم لسنا مخطئين إلا لعدم إكمالنا لهذا الطريق.

للأمنية ثمن غال علينا، وتحقيق أي من أمانينا أمر مستحيل بعقولنا ولا صحة له في عصرنا؛ لأننا نغامر في الخيال أكثر من حياتنا ونبحر بأفكارنا ونجهل تطبيقها لذلك فشلنا بتحقيق الهدف واقتصرنا على مخيلتنا، لا أمل سوف ينطفئ دون سيطرة منا ولا طموح سيتوقف لأجل فرصة تأتينا ولا أمنية تحدث دون إدارة من أنفسنا، السعي جزء والمنطق جزء والتفكير جزء والهدف جزء والفعل هو جامع كل الأجزاء بعضا بجانب بعض.

الأجزاء البسيطة قد تكون هي الحل الأفضل وقد تشكل مرحلة كبيرة في حياة كل من ابتغى تحقيق الاستمرار والاستقرار المعنوي والمادي، الجزيئات الصغيرة والتي يراها البعض أنها مجرد هامش قد تكون هي من تربط كل حلقة بعضها ببعض، الأشياء الصغيرة التي تظل متنفسا لنا ونقدس الاحتفاظ بها ولا نود إخراجها قد تفتح لنا آفاقا واسعة ومتجها آخر كالرسم الذي نخفيه خشية السخرية والكتابة التي نعبر بها ونخفيها خشية الانتقاد وطريقة الحوار وقوة الارتجال والتفاعل المجتمعي الذي نخفيه خشية التوبيخ والتميز والإبداع الذي نخفيه خشية أن ينظر إلينا بتهكم.

حياتنا تحمل جزئيات صغيرة ربما اكتشفناها الآن أو لم نكتشفها بعد، أفكارنا بحاجة إلى تطوير وهدف كي نعتمد على تلك الجزيئات، كل صورة في حياتنا هي في مثابة امتنان وكل عائق هو لنا تحد جديد، لم يولد أحد كبيرا ولن يصل أحد بدون فكر وهدف، لن نقسو في حق أنفسنا؛ لأننا لم نصل بعد ولكن سنسعى حتى نصل يوما ما، طموحنا سيكبر حين ندرك أن الأمل موجود والسعي لأهدافنا أمر غير مستحيل والفعل هو الطرف الأهم به.

3ny_dh@