"جربة" التونسية تعبر إلى قائمة التراث العالمي

أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو في جلساتها - اليوم - إدراج مواقع جديدة في قارات مختلفة إلى قائمتها العالمية، وذلك ضمن أعمال الدورة الـ 45 المنعقدة في الرياض.
وعبرت مدينة "جربة" التونسية بصعوبة إلى القائمة بعد مداولات طويلة ومقترحات أسفرت عن إدراج "المشهد الثقافي" في المدينة الذي يرمز إلى أن الاختلاف والتنوع ثروة حقيقية وأن الحاجة أم الاختراع، إذ إن العوامل القاسية لم تمنع في الماضي مجموعات بشرية من الاستقرار في مجال مشترك وابتكار محيط اجتماعي واقتصادي متأقلم، حسب المنظمة العالمية.
وجاء إدراج المدينة الواقعة جنوبي تونس وسط تضامن ودعم سعودي وعربي كبير، أعقبته فرحة عارمة بين أعضاء الوفد التونسي، الذي يعلق آمالاً عريضة منذ بداية أعمال اللجنة في الرياض الأسبوع الماضي، على تصنيف المدينة رغم ما يواجه ذلك من تحديات.
وأعربت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية الدكتورة حياة قطاط في تصريح خاص لوكالة الأنباء السعودية، عن سعادتها بأن يأتي التتويج في أرض عربية وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، التي ترأست اللجنة بنجاح باهر، وأظهرت فيما شهدنا خلال جولتنا عناية فائقة بإحياء التراث، مشيرةً إلى أن إرث جربة النادر في تنوعه الثقافي ونموذجه الرائد في التعايش أصبحت محمية بالقانون.
وأدرجت على قائمة التراث العالمي موقع كاوناس المعاصرة في لتوانيا، بكونها شاهداً على التقدم الذي حول البلدة الريفية التي توثق عمارة ما بين الحربين العالميتين إلى مدينة عصرية حديثة، كما أدرجت اللجنة موقع جورديون الذي يضم آثاراً تاريخية لمملكة فريجيا في العصر الحديدي.
وأضافت لجنة التراث إلى قائمتها أيضاً جاتتس والمنظر الطبيعي للجنجل في دولة التشيك، وهو أحد المناظر الطبيعية المرتبطة بتقاليد زارعة الجنجل المعروف باستخدامه عالمياً في صناعة البيرة، وواحد من المواقع التراثية التي توثق تطور الزراعة الصناعية، والنظام الاقتصادي والاجتماعي لزارعة الجنجل من أواخر العصور الوسطى حتى اليوم.
وشهدت أعمال اللجنة أيضا إدراج كل من المشهد الثقافي لشعب خيناليج وطريق "كوتش يولو" في أذربيجان، والحديقة الأثرية الوطنية تاكاليك أباج في غواتيمالا، وحديقة جبال بالي الوطنية في إثيوبيا لقائمة التراث العالمي.
وكانت اللجنة أدرجت ووسّعت حدود 19 موقعاً جديداً على التراث العالمي في اليومين الماضيين، شملت مواقع طبيعية وثقافية مختلفة.
ويترقب العالم إعلان لجنة التراث العالمي، نتائج التصويت لضم أكثر من 50 موقعاً جديداً إلى قائمة التراث العالمي، من بينها 37 موقعاً ثقافياً، و12 موقعاً طبيعياً، وموقعان متعدّدا الأهمية، إلى جانب مناقشة 5 تعديلات على حدود المواقع التراثية القائمة.
يذكر أن اللجنة شرعت منذ أمس في التصويت على إدراج عشرات المواقع المرشحة لدخول قائمة التراث العالمي، ومن المقرر أن تستمر في ذلك حتى نهاية أعمال دورتها الـ45 المنعقدة في الـ 25 من الشهر الجاري.