منى الغامدي: "الدراسات البحثية في أدب الأطفال" تقليدية

الاثنين - 18 سبتمبر 2023

Mon - 18 Sep 2023

في ضوء مبادرة "الدراسات البحثية في أدبالأطفال واليافعين"، التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة مؤخراً؛ أوضحت أستاذ أدب الطفل المشارك في جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، الدكتورة منى الغامدي، بأن الدراسات التي تخص أدب الأطفال واليافعين تساعد في فهم متطلبات الخطاب الأدبي فهماً عميقاً، مسلطة الضوء على أثر الدعم في هذا المجال البحثي الأدبي، الذي يثير الحراك ويزيد الإنتاج.

-برأيك.. هل هنالك نقص في دراسات أدب الأطفال واليافعين في المكتبة العربية؟

نعم هناك نقص في دراسات أدب الأطفال واليافعين في المكتبة العربية، وإن وُجدت فهي تقليدية، و لاتزال الدراسات التي تتناول أدب الطفل بالتنظير والتقعيد مضطربة وتفتقد المنهجية في معظمها، فهناك خط رفيع دقيق في دراسات أدب الطفل يجمع بين جمالية النص ومناسبته للطفولة يرتقي به عن التقرير والتوجيه المباشر ويسعى إلى تنمية ذائقة الطفل الجمالية، فأدب الأطفال مازال بعيداً على أن يكون فناً كغيره من الفنون الإبداعية، وأرى أن ما يُكتب للأطفال -رغم أنه قليل- يفتقر إلى تحديد المرحلة العمرية المناسبة التي يخاطبها الكاتب، وهذا يُربك من يريد أن يشتري كتباً تناسب أطفاله على سبيل المثال.

- ما الذي يعني للباحث أن تُدعم وتنشر بحوثه في أدب الأطفال واليافعين؟

يعني ذلك الاستمرار في تقديم الدراسات التي تقيّم أدب الأطفال من قبل النقاد والدارسين، كما يشير إلى انتشار الوعي بفضل الخطاب الأدبي والنقدي، ويحافظ على السنوات الكثيرة التي قضيناها في تحليل وتقييم نصوص أدب الطفل وفي تأسيسنظرياتها واتجاهاتها؛ ويبين لنا أنها لم تذهب سدى، وأنها شكلت نقطة انطلاق للتفنن في الإبداع، لا سيما أن الدعم يحفز العملية الإبداعية.

-من وجهة نظرك.. ما الخصائص والمميزات التي تمكّن الدراسات البحثية من سبر أغوار هذا الجنس الأدبي؟

الفهم العميق لمتطلبات الخطاب الأدبي الموجهة إلى هذه الفئة العمرية من الطفولة من ناحية التربية والفن والجمال، فضلاً عن أهمية الوسيط الناقل سواءكان مقروءاً أو مكتوباً أو مسموعاً، بجانب أنه يساعد في منافسة أدب الطفل الأجنبي، والقدرة على جذب الطفل، والابتعاد عن المباشرة والتوجيه، والتعامل مع النصوص وفق الأحكام النقدية في أدب الكبار مع تطويعها لمستوى الطفولة العام والمستويات المرحلية من الطفولة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة والذكاء الصناعي في الدراسات والتقييم.

* حدد مشروع المنح البحثية عدداً من المحاور للباحثين، منها: الكتابة في فنون أدب الأطفال واليافعين المختلفة (القصة، المسرحية ، الأنشودة..)، بوسائطها المتعددة.. في رأيك،كيف استطاع المتخصص أن يغوص في هذه الأوعية المعرفية في أدب الأطفال واليافعين؟

طوّع الباحث الفنون الأدبية من قصة ومسرحية وأنشودة حتى تتناسب مع وعي الطفل وذلك بمراعاة مستوى الفهم والإدراك لديه، وهذه الفنون تؤدي مهمتها من خلال القص والتخييل، اللذين يسهمان في خلق الروح الإبداعية لدى الطفل واليافع وجعلهما قادرين على التفكير البناء، وكذلك تمنحهما الفرصة للتكيف مع مجتمعهما.

فالقصة على سبيل المثال، تستطيع بجمالية القص والتخييل والكلمة الموحية المؤثرة والمناسبة لإداراك الطفل غرس القيم، ومن خلال هذه المنظومة المتكاملة من المدخلات القيمية والفنية والإخراجية المعتدة بالثوابت والمتسقة مع متطلبات العصر الحاضر يستطيع أدب الطفل أن يحقق غاياته، ويصبح قادراًعلى المنافسة فكراً وفناً وإخراجاً، وينهض بدوره المتميز في تشكيل شخصية الطفل وتوجهه مع احتفاظه بأسلوبه الفريد في الإبداع والتأثير.

مالمنافع من هذا الرصد الدقيق الذي سيقوم به الباحث لأوعية متعددة احتوت هذا الأدب.. وكيف كان دورها -أي الوسائط المختلفة- في الأدب؟

إن الرصد الدقيق لإرث أدب الطفل من مظانه المختلفة، يسهم في إحصائه وقراءته ونقده، أما عن الوسائط فهي مسألة مهمة لأنها توصل النتاج الأدبي والفني للطفل، وهي المسؤولة عن تطور أدب الطفل، تُيَسِّرُه أو تُعَسِّره، وتنشره أو تحد من انتشاره، وإن تمكنا من توصيل أدب الطفل عبر الوسائط، فإننا كسبنا الاستمرار والتفاعل.

غير أن البحث في وسائط نقل أدب الأطفال يعيننا في رؤية مدى التفاعل بين النص ووسائطه، ولئن كان اللعب، وسرد الحكاية، والصحيفة، والمسرح،والمذياع، والتلفاز، والحاسوب، والإنترنت،والفيديوهات، والموسيقى، وسائل مهمة ترفد الأدب إلى الطفل، فهي توجب على الإنسان مسايرة التقدم المعرفي والتقني في سبيل تفعيل دور الأدب في الحياة.