فهد محمد الأحمري

استثمار مباني المدارس.. مكاسب للطلاب والأسر والوطن

الاحد - 17 سبتمبر 2023

Sun - 17 Sep 2023

استغلال مباني المدارس العامة والجامعات مساء لتحويلها إلى أندية رياضية يمكن أن يكون فكرة جيدة لتحقيق العديد من الفوائد، بما في ذلك توفير مساحات لممارسة الرياضة وإشغال أوقات الفراغ للطلاب والتخفيف على الأسر من تكاليف الانضمام إلى الأندية الرياضية التجارية واكتشاف مهارات رياضية ومنها أيضا دخل إضافي لخزانة الدولة وقد يترتب على ذلك توجه الأندية الرياضية التجارية لتخفيف رسومها على أفراد المجتمع على إثر هذا المشروع الذي نحن بصدده نظرا لتوجه مجموعة من المشتركين إلى أندية المدارس.

المقترح المطروح يدخل في أول ركائز الرؤية وهو مجتمع حيوي من خلال تهيئة واستحداث مجموعة من الخيارات المتنوعة، وتعزيز مشاركة الفرد والمجتمع في الأنشطة الرياضية والفنية والثقافية، والتمتع بحياة صحية مفعمة بالنشاط، وابتكار مشاريع واعدة ومشوقة، توفر الفرص الاقتصادية والاستثمارية أهمها الاستثمار في الإنسان.

ومن ثمرات هذا المشروع التنافس الرياضي الصحي وقد نعود على إثره إلى دوري المدارس وتتنافس الأندية الرياضية على تتبع واكتشاف المواهب في هذا المشروع الأمر الذي سيضخ مواهب جديدة إلى منتخباتنا الوطنية.

والمطلب المهم عند تشريع المقترح هو التنوع الرياضي، حيث يفرض على هذه الأندية الرياضية المدرسية تقديم مجموعة متنوعة من الأنشطة الرياضية لتلبية احتياجات واهتمامات الطلاب المختلفة تفاديا للتركيز على كرة القدم.

قد يتطلب تحويل المباني المدرسية إلى أندية رياضية تجهيزات إضافية مثل صالات الألعاب الرياضية وملاعب القدم والتنس وحمامات السباحة على أن يتم تأمين هذه التجهيزات بطريقة توفر بيئة آمنة ومناسبة لممارسة الرياضة.

ورغم الفوائد الجمة التي قد يراها المتحمس لهذا المشروع الكبير، إلا أنه لا يمكن تجاهل المتطلبات والتحديات في هذا الطريق.

وأهم المتطلبات الإيمان بثمرة الفكرة ومن ثم تبنيها وعمل دراسات جدوى مستفيضة والتعاون والتنسيق بين قطاعات التعليم والرياضة والجهات ذات العلاقة كقطاع الثقافة على سبيل المثال الذي قد يستثمر المشروع في مناشط ثقافية وفنية لاكتشاف وتبني المواهب الوطنية اليافعة.

الاستدامة المالية مهمة هنا، حيث يلزم تحديد كيفية تمويل هذه الأندية الرياضية المدرسية.

يمكن أن يتضمن ذلك تخصيص موارد مالية من القطاع العام أو تغطية التمويل من بند المسؤولية الاجتماعية في القطاع الربحي والقطاع الثالث أو إقامة شراكات مع تلك القطاعات وربما توكل المهمة برمتها لشركات متخصصة ذات خبرة مع ضمان الرسوم الرمزية على الطلبة تحت إشراف وزارة التعليم.

ومع هذا لا نغفل التحديات ومنها، تكاليف المرافق والخدمات الإضافية في المباني المدرسية والتشغيل والصيانة وتوفير المدربين والمعدات اللازمة الأمر الذي يتطلب استثمارات مالية ليست بالقليلة قد تغطيها الشراكات الاستراتيجية ورعايات القطاعات التي ستتسابق لاستغلال الملصقات الدعائية وجداريات المباني للدعاية لمنشآتها.

موضوع الإدارة والتنظيم تحد آخر، حيث يتطلب تشغيل الأندية الرياضية المدرسية، إدارة فعالة وتنظيما جيدا لضمان تقديم بيئة آمنة وجودة تدريبية وبرامج تعليمية مصاحبة.

للأمانة، لا أعلم إن كانت الفكرة مطروقة مسبقا في أوساط المنظومة التعليمية أو الرياضية غير أن المشروع يبدو له ظواهر إيجابية عديدة ولا ننكر أنه مشوب بالعقبات والمعوقات والتحديات إلا أن النتائج المحمودة تنتظرنا في النهاية مهما امتد بنا المطاف.

fahadalahmary1@