عبدالله مشرف المالكي

الدبلوماسية الرياضية

الأحد - 17 سبتمبر 2023

Sun - 17 Sep 2023

مثلت الدبلوماسية الرياضية الخيط الخفي الذي يربط بين الشعوب وبعضها في أوقات التوتر والخلافات بين الحكومات. كما مثلت أحيانا صوتا مختلفا يعبر عن الحس الإنساني الصرف بعيدا عن المواقف الرسمية المتشددة، والمحكومة بالقواعد السياسية.
فعززت الدبلوماسية الرياضة منذ قديم الأزل السلام والتفاهم، وسدت الفجوات التي خلفتها الحروب والصراعات، ووطدت العلاقات بين الجماهير، ووحدت هتافاتهم للعبة الجميلة، والمهارة الاستثنائية، ونمّت لديهم مفاهيم التنافس الشريف.
والدبلوماسية الرياضية فاعل في الحياة السياسية شرقا وغربا، وشمالا وجنوبا، فلا ينكر أحد تأثير المقاطعة الرياضية في جنوب أفريقيا في عصر الفصل العنصري، أو دبلوماسية "البينج بونج" التي قامت بها الولايات المتحدة والصين في السبعينات، أو الاستبعاد الأحدث للرياضيين الروس وبيلاروسيا من البطولات نتيجة الحرب في أوكرانيا.
ولأننا منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نسعى إلى تحقيق حضور فعال ومؤثر في جميع المجالات، ولأننا بفضل هذه الرؤية نعالج كل ملفاتنا بناء على دراسات شاملة لتعظيم العائد من خلفها، كان لا بد لنا أن نعيد توظيف ملف الرياضة ليكون أكثر من مجرد ملف ترفيهي.
وهكذا، ومنذ 2021 تقريبا أصبحت الرياضة السعودية ملفا منتجا يدعم خطة التحولات الكبرى من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد المتنوع، وفي الوقت نفسه تسهم بدورها في تعريف شعوب العالم بالنقلات الحضارية العملاقة التي يجريها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على مستوى العمران الفكري والمدني.
والمتابع للصحافة العالمية يلحظ تزايد الأخبار عن المملكة بوتيرة متزايدة، منذ بدء الإعلان عن انتقالات نجوم الصف الأول في كرة القدم الأوروبية مثل: كريستيانو رونالدو، ورياض محرز، ونجولو كانتي، وكريم بنزيمة، وروبرتو فيرمينو، وجوردان هندرسون، ونيمار دا سيلفا، وغيرهم إلى الفرق السعودية.
الرائع في التغطية الصحفية لانتقالات هؤلاء اللاعبين البارزين، أنها لم تقتصر على التعريف بأنديتهم الجديدة، أو حتى التقديم للدوري السعودي أو الرياضة في المملكة وحسب، وإنما أصبحت هذه التغطيات بمثابة نشرة دعائية للسعودية وحضارتها، وللملكة وشعبها ومعالمها ومنجزاتها.
وهنا، تتضح جوانب أخرى للاستثمار الرياضي تجعل منه رافدا في خطة عامة، الهدف منها ليس ضخ الأموال في مجال تنافسي لغرض كسب البطولات والألقاب للأندية السعودية فقط. وإنما يعمل هذا الرافد مع بقية الروافد في بناء مستقبل المملكة الجديد، المعتمد على أوعية اقتصادية مختلفة ومتباينة، كل منه يصب في زيادة الدخل العام، إضافة إلى المكاسب المعنوية الأخرى مثل بناء صورة ذهنية أكثر حداثة عن البلاد.
الكلمات المفتاحية:
الاستثمار الرياضي
السياسة
الإعلام العالمي
رؤية السعودية 2030
الرياضة السعودية