عبدالمجيد السواس

عطف الأباء وبر الأبناء رسالة من الماضي إلى الحاضر والمستقبل.. خاطرة أب لأبنائه

الخميس - 14 سبتمبر 2023

Thu - 14 Sep 2023

من أول يوم قدمتم فيه إلى الحياة، تفعلت خاصية مميزة لدي وهي "الغريزة الأبوية"، تم تفعيلها بواسطة ضعف أجسامكم وجمال روحكم، حين أبصرت في ذلك اليوم ورأيت أناملكم الصغيرة، دعوت الله بأن يرحم والدي كما ربياني صغيرا.
كنتم وقود حياتي ودافعي الأكبر في شق طريقي وقطعت أصعب الوعود على قلبي بأن أصنع مستقبلا أفضل وأقرب إلى الكمال، وبينما كنت أنظر إليكم شغل بالي وسرحت وتذكرت المشاكل التي كان والدي يدفعها عني دون أن أشعر، وصرت أربط الأحداث ببعضها وعندها عرفت كم هو عظيم ذلك الأب.
ترك عمله وفرغ وقته لدفع ما يعكر خاطري، مشكلة صغيرة شكوتها على استحياء إلى والدتي، وكان يمكن حل هذه المشكلة هاتفيا مع إدارة المدرسة ثم أتفاجأ بقدوم والدي إلى المدرسة رغم شدة انشغاله، وتمضي الأيام وأدركت بأن المشكلة التي كانت تؤرقني لم تعد موجودة وباختصار أتذكر عطف والدي الذي كان يغمرني وهو المحفز الأكبر لعمل ما يرضي الله ثم يرضيه ويذلل الصعاب.
لقد رأيت حين قدومكم إلى الحياة شريط حياتي وتذكرت ما يسرني وما يحزنني واستجمعت قواي ونهضت في عجلة من أمري إلى صنع المجد لكم وتوفير الحياة الكريمة لإسعادكم وتهيأت للكفاح وتحمل لكمات الحياة لإجلاء ما يحزنكم وصرت أبصر حياتي ببريق أعينكم البريئة.
يا أعز الناس إلى قلبي حين أتذكر حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فاطمة بضعة مني وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني. عندها أصبح وأغدو وأمسي في تتبع احتياجاتكم وطلباتكم وأقيم نفسي وأتساءل هل أصبحت أبا صالحا؟ وأجيب في نفسي لن تدرك هذه الإجابة حتى ترى أحفادك وعطف أولادك بهم مقابل بر أبنائهم لأنك عندها تعلم بأنك قد نجحت في تفعيل الغريزة الأبوية لديهم.
يا أبنائي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له. فادعوا لي بالرحمة إذا صرت إلى ما صار إليه آبائي.