جرد الذات
الأربعاء - 13 سبتمبر 2023
Wed - 13 Sep 2023
من أنا؟ هذا السؤال القصير يعكس لنا من الإجابات الكثير لتفسير العديد من المعاني والحقائق والتصورات التي نعرفها عن أنفسنا أو نكاد نخفيها أو تلك التي نحاول الاختباء وراءها؛ فمن الضروري توجيه هذا الاستفسار دائما لذواتنا لمعرفة وتقييم دواخلنا النفسية العميقة من جمالها وقبحها وسلبياتها وإيجابياتها؛ قال تعالى في محكم تنزيله «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» سورة الشمس.
لم يخلقنا البارئ صدفة ولم يكن وجود البشر عبثيا كي نعيش الحياة كيفما اتفق؛ هي خارطة طريق نسلكها بأسلوب ممنهج نعيشه بوعي نفسي ونستقرأه بإدراك ذاتي لجميع أمورنا التي حدثت معنا والتي تساعدنا كذلك لنعيش معها مستقبلنا قال تعالى «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون» سورة المؤمنون.
يرى الفيلسوف الإنجليزي ديفيد هيوم أن الذات مجرد تصورات الإنسان عن نفسه؛ كما يرى الباحث الأمريكي في علم النفس روي باومايستر أن الذات عبارة عن اعتقادات الفرد التراكمية عن نفسه وصفاته وهويته وتقديره لها وقدرته بها ودوره المجتمعي معها؛ أما الباحث النفسي الأمريكي كارل روجرز يرى أن تقدير الإنسان لذاته بمدى قبوله وتقبل المجتمع لها المؤدي لدرجة التقييم الذاتي والمجتمعي.
ومن وجهة نظري النفس معرفية أرى بأن تقدير الذات يحتاج لمتابعة أحوالها وتعاملاتها لتستقيم وتعتدل على عدة مستويات، مستوى النظرة العليا مع الله، ومستوى النظرة الشخصية مع النفس، ومستوى النظرة المجتمعية مع الآخرين وخانة الدور الفعال للنجاح، ومستوى النظرة التماثلية مع الجهد والاجتهاد للكفاح.
الجرد في مفهومه المحاسبي والمالي هو الكيفية التي يتم عن طريقها تحديد ومراقبة ما يوجد من مواد وأصناف داخل المخزن وأسلوب تحركها؛ بخروجها ودخولها وحساب كميتها وقيمتها وزمنها؛ وهذا الجرد اما انه مستمرا أو دوريا أو سنويا أو مفاجئا.
أما في المفهوم النفسي والمعرفي أرى بأن «جرد الذات» هو ذلك الأسلوب الواعي الممنهج والذي بموجبه يستطيع الإنسان إدراك تعاملاته الحياتية وحساباته مع الله كخالق ومع ذاته كمخلوق ومع عباد الله كمجتمع ومع حياته كمستخلف في الأرض لإعمارها أين يجد نفسه وكيف يصل للمثالية المتزنة من خلال التنافس الشريف والبعد عن الأنانية.
قال عليه الصلاة والسلام:»الكَيِّسُ -أي العاقل- مَن دان نفسَه -أي حاسبها- وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني».
هذا الجرد الذاتي يمنحنا الكثير من الفرص لتفنيد أنفسنا وتوعيتها وتقييمها وتقويمها لمعرفة قيمتها وتعديل اعوجاجها في كل مرة سواء أكان ذلك بطريقة مستمرة يوميا أو بطريقة دورية شهريا أو بنهاية وبداية كل عام أو بأسلوب فجائي للتنبيه من الغفلة التي تطرأ على الذات نتيجة تعودها وألفها على النعم.
Yos123Omar@
لم يخلقنا البارئ صدفة ولم يكن وجود البشر عبثيا كي نعيش الحياة كيفما اتفق؛ هي خارطة طريق نسلكها بأسلوب ممنهج نعيشه بوعي نفسي ونستقرأه بإدراك ذاتي لجميع أمورنا التي حدثت معنا والتي تساعدنا كذلك لنعيش معها مستقبلنا قال تعالى «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون» سورة المؤمنون.
يرى الفيلسوف الإنجليزي ديفيد هيوم أن الذات مجرد تصورات الإنسان عن نفسه؛ كما يرى الباحث الأمريكي في علم النفس روي باومايستر أن الذات عبارة عن اعتقادات الفرد التراكمية عن نفسه وصفاته وهويته وتقديره لها وقدرته بها ودوره المجتمعي معها؛ أما الباحث النفسي الأمريكي كارل روجرز يرى أن تقدير الإنسان لذاته بمدى قبوله وتقبل المجتمع لها المؤدي لدرجة التقييم الذاتي والمجتمعي.
ومن وجهة نظري النفس معرفية أرى بأن تقدير الذات يحتاج لمتابعة أحوالها وتعاملاتها لتستقيم وتعتدل على عدة مستويات، مستوى النظرة العليا مع الله، ومستوى النظرة الشخصية مع النفس، ومستوى النظرة المجتمعية مع الآخرين وخانة الدور الفعال للنجاح، ومستوى النظرة التماثلية مع الجهد والاجتهاد للكفاح.
الجرد في مفهومه المحاسبي والمالي هو الكيفية التي يتم عن طريقها تحديد ومراقبة ما يوجد من مواد وأصناف داخل المخزن وأسلوب تحركها؛ بخروجها ودخولها وحساب كميتها وقيمتها وزمنها؛ وهذا الجرد اما انه مستمرا أو دوريا أو سنويا أو مفاجئا.
أما في المفهوم النفسي والمعرفي أرى بأن «جرد الذات» هو ذلك الأسلوب الواعي الممنهج والذي بموجبه يستطيع الإنسان إدراك تعاملاته الحياتية وحساباته مع الله كخالق ومع ذاته كمخلوق ومع عباد الله كمجتمع ومع حياته كمستخلف في الأرض لإعمارها أين يجد نفسه وكيف يصل للمثالية المتزنة من خلال التنافس الشريف والبعد عن الأنانية.
قال عليه الصلاة والسلام:»الكَيِّسُ -أي العاقل- مَن دان نفسَه -أي حاسبها- وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني».
هذا الجرد الذاتي يمنحنا الكثير من الفرص لتفنيد أنفسنا وتوعيتها وتقييمها وتقويمها لمعرفة قيمتها وتعديل اعوجاجها في كل مرة سواء أكان ذلك بطريقة مستمرة يوميا أو بطريقة دورية شهريا أو بنهاية وبداية كل عام أو بأسلوب فجائي للتنبيه من الغفلة التي تطرأ على الذات نتيجة تعودها وألفها على النعم.
Yos123Omar@