نبيل عبدالحفيظ الحكمي

ما هو النظام البيئي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية؟

الأربعاء - 13 سبتمبر 2023

Wed - 13 Sep 2023

النظام البيئي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية هو شبكة ديناميكية ومتطورة باستمرار من المؤسسات والشركات والمراكز والأفراد والموارد الذين يعملون معا لدعم تطوير وتسويق منتجات وخدمات الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.

عزيزي القارئ في مقالة اليوم سوف نذكر أهم المكونات الرئيسة للنظام البيئي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.

نبدأ بـ «شركات الأدوية والتقنية الحيوية الناشئة» حيث تعتبر من الدوافع الرئيسة للابتكار في الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية وعادة ما تقوم هذه الشركات بالتركيز على تطوير أدوية وعلاجات وأجهزة طبية مبتكرة يمكن أن تحسن بشكل عام جودة الحياة وتقلل من الأمراض.

ومن المكونات الخاصة بالنظام البيئي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية «المؤسسات الأكاديمية للبحث والتطوير» حيث تعد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لاعبين حاسمين في هذا النظام البيئي، حيث توفر هذه المؤسسات الابتكارات والاختراقات العلمية المهمة في سد الفجوة بين البحث العلمي والتصنيع والتسويق التجاري للمنتجات الطبية والدوائية.

وعادة ما تتعاون هذه الشركات مع الباحثين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية لتطوير التقنيات والعلاجات جديدة المبتكرة.

«الجهات الحكومية المتخصصة» تعتبر من المكونات الهامة لهذا النظام البيئي مثل المعاهد الوطنية للصحة والهيئات المتخصصة في البحث والتطوير والابتكار، حيث توفر الدعم المالي الضروري لتطوير هذه المنظومة وأيضا إدارة الغذاء والدواء، حيث تقدم الرقابة التنظيمية المهمة للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية.

أيضا عزيزي القارئ» المستثمرون» يلعبون دورا كبيرا في توفير الدعم المالي والتمويل الهام لتطوير الشركات الناشئة في هذا المجال.

وعادة ما يبحث هؤلاء المستثمرون عن شركات رأس المال الجريء والتي تملك محافظ الملكية الفكرية القوية وفرقا إدارية ذات خبرة واسعة ومسارا واضحا للتسويق التجاري.

تشارك أيضا البنوك الاستثمارية بلعب دور كبير في تقديم مجموعة من الخدمات المالية لهذه الشركات بما في ذلك المساعدة في الاندماج والاستحواذ والصفقات الاستراتيجية الأخرى والوصول إلى أسواق جديدة، وتحقيق أهداف النمو الخاصة بهم.

وهنالك مكون هام أيضا في النظام البيئي للصناعات الدوائية والتقنية الحيوية ألا وهو مزودو الخدمات المختلفة من «منظمات التصنيع التعاقدية (CMOs)» حيث تعتمد شركات الأدوية والتقنية الحيوية في كثير من الأحيان على هذه المنظمات لتطوير وتصنيع منتجاتها على نطاق واسع، حيث توفر هذه المنظمات خدمات تصنيعية متخصصة بما في ذلك تطوير العمليات والتوسع والتصنيع التجاري. كما تقوم «منظمات البحوث التعاقدية (CROs)» بتوفير الدعم والخبرة في مجالات مثل الامتثال القانوني والتنظيمي وتصميم وإدارة التجارب السريرية وحماية الملكية الفكرية.

وأيضا هنالك «منظمات البحوث والتصنيع التعاقدية (CRAMs)» حيث توفر خدمات متكاملة للشركات الدوائية الناشئة والتقنية الحيوية، بما في ذلك اكتشاف الأدوية والتطوير والتصنيع. يمكن لـCRAMs مساعدة هذه الشركات في تسريع جدولها الزمني لتطوير الأدوية وجلب المنتجات إلى السوق بطريقة أكثر كفاءة.

تعتمد شركات الأدوية والتقنية الحيوية على حماية الملكية الفكرية لحماية ابتكاراتها والحيلولة دون نسخ منتجاتها أو عملياتها، حيث يمكن «لمكاتب ومحامي براءات الاختراع وخبراء الملكية الفكرية» مساعدة هذه الشركات في تسجيل براءات الاختراع، وضمان قوة براءاتهم وقابلية تنفيذها، والدفاع عن حقوقهم في الملكية الفكرية ضد الانتهاك.

كما تلعب «مكاتب نقل التقنية» دورا مهما في هذا النظام البيئي من خلال تيسير نقل التقنية من المؤسسات الأكاديمية والبحثية إلى قطاع الصناعة. يمكن لمكاتب نقل التقنية المساعدة في تحديد التقنيات الواعدة والتفاوض على اتفاقيات الترخيص وتقديم الدعم لجهود التسويق التجاري.

وتقوم «الجمعيات العلمية والطبية» بدور مهم جدا في هذا النظام البيئي من خلال توفير منصة ومنتدى للتبادل العلمي والتعاون. وأيضا تقوم «لجان أخلاقيات البحث العلمي» بدور مهم من خلال ضمان إجراء التجارب السريرية والأنشطة الأخرى للبحث بطريقة أخلاقية ومسؤولة.

ختاما، نستطيع القول إن المملكة العربية السعودية تتقدم بشكل كبير جدا تحت رعاية قيادتنا الرشيدة في جميع مكونات هذا النظام البيئي لتطوير وتوطين هذه الصناعات محليا وتكون المملكة مركزا عالميا متقدما في هذه الصناعات.

nabilalhakamy@