الفضاء الالكتروني بين خطاب الكراهية وتعزيز الاعتدال
الثلاثاء - 12 سبتمبر 2023
Tue - 12 Sep 2023
لعب الفضاء الافتراضي في السنوات الأخيرة دورا خطيرا في توجيه الرأي العام وتبنيج العقول وتوجيهها توجيها سيئا، يخدم أفكارا ضالة ومتطرفة لها أجندتها الفتاكة، فقامت باستغلال هذا الفضاء للسيطرة على مرتادي المواقع الاجتماعية، خصوصا المراهقين منهم، لأنه يسهل ترويضهم وخداعهم، إضافة إلى استغلال المحتاجين والذين يعانون أوضاعا اجتماعية مزرية.
وبدأت منابر الفتنة على منصات مواقع التواصل تنفث سمومها لاستقطاب أكبر عدد من الجماهير، وتأسيس بيئة افتراضية تقوم على صناعة الكراهية ورفض الآخر وإقصاؤه وتكفيره، تحت مفاهيم لا أساس لها من الصحة، وفي هذا السياق انعقد المؤتمر الدولي العام الرابع والثلاثون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، وكان لنا شرف المشاركة فيه، وهي مشاركة علمية فعالة حضرها شخصيات لها وزنها العلمي والفكري لدراسة ظاهرة ملحة تتعلق بواقع الخطاب الديني في العالم الافتراضي وخطورة استخدامه في الترويج للتطرف ونشر خطاب الكراهية، وضرورة التصدي لذلك عبر نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والقيم الإنسانية المشتركة التي كرستها مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء.
خطورة استغلال الفضاء الافتراضي للترويج لخطاب الكراهية
لا شك أن للفضاء الافتراضي إيجابياته وسلبياته، وهذا أمر طبيعي ومتعلق بكيفية استغلاله ككل الوسائل والتقنيات الحديثة، ومن هنا كان لنا ورقة عمل قدمناها للمؤتمر، أدرجنا فيها التحديات التي تواجه الفضاء الافتراضي وضرورة تحويلها إلى فرص، وإن من أهم تحديات المنصة الافتراضية، استخدامها وسيلة لنشر الكراهية، وهذا ما أكدته الإحصاءات والدراسات المهتمة بجعل مواقع التواصل الاجتماعي منابر للتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية المقيتة، خلال خطاب الكراهية الذي يزيد في وتيرة الغل والحقد، فتتشتت المجتمعات، وتنقسم على بعضها، ويتهدد تماسكها وتلاحمها؛ لذلك قال نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار): «لا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا».
إن الجماعات المتطرفة تستغل الفضاء الالكتروني وتوجد فيه بكثرة، لتنشر معتقدات خاطئة وأفكارا ضالة مرتبطة بالخطاب الديني تمثل وجها منحرفا عنه، وذلك ابتداء من الترويج لخطاب الطائفية المقيتة، إلى استغلال الخطاب الديني في غير موضعه الصحيح واستخدامه في أغراض وأهداف سياسية لتحقيق غايات شيطانية؛ قال تعالى: «قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل».
كما استخدمت الجماعات الإرهابية المتطرفة الفضاء الالكتروني في جذب الشباب، عبر تسويق أفكار جذابة لكسب تعاطف الجماهير، فيتم استدراجهم وتجنيدهم، ومغنطة أفكارهم، وذلك خلال اللعب على وتر الدين بصيغات منحرفة، واستغلال أوضاعهم الاجتماعية لزجهم في تلك الخنادق المظلمة، وتنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها الأبرياء. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت سببا في ضرب أمن كثير من الدول خلال نشر إشاعات خطيرة وفبركة الصور والفيدوهات، والترويج لأخبار ومعلومات مزيفة ونشرها على نطاق واسع. كما وضعت عملية حوسبة البنى التحتية في كثير من دول العالم بين أيدي التنظيمات الإرهابية من خبراء الحاسوب القدرة على تحقيق أضرار أمنية بالغة، وهذا ما يجعل هذا الفضاء أكبر تهديدا على أمن الدول واستقرارها.
استخدام الفضاء الافتراضي لنشر خطاب المحبة والتسامح لمواجهة منابر الفتنة
إن وضع حد لخطاب الكراهية يكون بنشر خطاب التسامح وتعزيز قيم الاعتدال ودعم الوسطية، وذلك خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية والإعلامية وصناع المحتوى الهادف في العمل على مواجهة خطاب الكراهية والحد من انتشاره، وضرورة تبني مبادرات توعوية بخطورة هذا الخطاب على المجتمعات والدول.
ويبقى دور الحكومات والمرجعيات الدينية والمؤسسات الإعلامية هو الدور الأساسي والريادي في تعزيز قيم التسامح ودعم نهج الاعتدال والوسطية لدى المواطنين عبر الفضاء الالكتروني، والوجود الدائم فيه للإجابة عن أية تساؤلات، والرد على الاستفسارات بما تمثل من الخطاب الديني المعتمد، إضافة إلى أن نشر القيم الإنسانية المشتركة عبر الفضاء الالكتروني بين مختلف الأديان والثقافات، وتفعيل آليات الحوار والتفاهم ومد الجسور، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي، من شأنه أن يسهم في وضع حد لشعور الكراهية واستعمال العنف، كما أننا على نهج الإسلام الذي يدعو إلى الوحدة والتقارب الإسلامي، ونهى عن الفرقة والخلاف، فالتقارب ومد الجسور بين المذاهب الإسلامية سبيل لحماية أمن المجتمعات واستقرارها؛ قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}.
من هنا، يتوجب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها، لمد الجسور بين أتباع المذاهب الإسلامية، وتفعيل الحوار بينها.
sayidelhusseini@
وبدأت منابر الفتنة على منصات مواقع التواصل تنفث سمومها لاستقطاب أكبر عدد من الجماهير، وتأسيس بيئة افتراضية تقوم على صناعة الكراهية ورفض الآخر وإقصاؤه وتكفيره، تحت مفاهيم لا أساس لها من الصحة، وفي هذا السياق انعقد المؤتمر الدولي العام الرابع والثلاثون للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر، وكان لنا شرف المشاركة فيه، وهي مشاركة علمية فعالة حضرها شخصيات لها وزنها العلمي والفكري لدراسة ظاهرة ملحة تتعلق بواقع الخطاب الديني في العالم الافتراضي وخطورة استخدامه في الترويج للتطرف ونشر خطاب الكراهية، وضرورة التصدي لذلك عبر نشر المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والقيم الإنسانية المشتركة التي كرستها مبادئ الشريعة الإسلامية الغراء.
خطورة استغلال الفضاء الافتراضي للترويج لخطاب الكراهية
لا شك أن للفضاء الافتراضي إيجابياته وسلبياته، وهذا أمر طبيعي ومتعلق بكيفية استغلاله ككل الوسائل والتقنيات الحديثة، ومن هنا كان لنا ورقة عمل قدمناها للمؤتمر، أدرجنا فيها التحديات التي تواجه الفضاء الافتراضي وضرورة تحويلها إلى فرص، وإن من أهم تحديات المنصة الافتراضية، استخدامها وسيلة لنشر الكراهية، وهذا ما أكدته الإحصاءات والدراسات المهتمة بجعل مواقع التواصل الاجتماعي منابر للتحريض على العنف وإثارة النعرات الطائفية المقيتة، خلال خطاب الكراهية الذي يزيد في وتيرة الغل والحقد، فتتشتت المجتمعات، وتنقسم على بعضها، ويتهدد تماسكها وتلاحمها؛ لذلك قال نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار): «لا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا».
إن الجماعات المتطرفة تستغل الفضاء الالكتروني وتوجد فيه بكثرة، لتنشر معتقدات خاطئة وأفكارا ضالة مرتبطة بالخطاب الديني تمثل وجها منحرفا عنه، وذلك ابتداء من الترويج لخطاب الطائفية المقيتة، إلى استغلال الخطاب الديني في غير موضعه الصحيح واستخدامه في أغراض وأهداف سياسية لتحقيق غايات شيطانية؛ قال تعالى: «قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل».
كما استخدمت الجماعات الإرهابية المتطرفة الفضاء الالكتروني في جذب الشباب، عبر تسويق أفكار جذابة لكسب تعاطف الجماهير، فيتم استدراجهم وتجنيدهم، ومغنطة أفكارهم، وذلك خلال اللعب على وتر الدين بصيغات منحرفة، واستغلال أوضاعهم الاجتماعية لزجهم في تلك الخنادق المظلمة، وتنفيذ عمليات إرهابية راح ضحيتها الأبرياء. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت سببا في ضرب أمن كثير من الدول خلال نشر إشاعات خطيرة وفبركة الصور والفيدوهات، والترويج لأخبار ومعلومات مزيفة ونشرها على نطاق واسع. كما وضعت عملية حوسبة البنى التحتية في كثير من دول العالم بين أيدي التنظيمات الإرهابية من خبراء الحاسوب القدرة على تحقيق أضرار أمنية بالغة، وهذا ما يجعل هذا الفضاء أكبر تهديدا على أمن الدول واستقرارها.
استخدام الفضاء الافتراضي لنشر خطاب المحبة والتسامح لمواجهة منابر الفتنة
إن وضع حد لخطاب الكراهية يكون بنشر خطاب التسامح وتعزيز قيم الاعتدال ودعم الوسطية، وذلك خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية والإعلامية وصناع المحتوى الهادف في العمل على مواجهة خطاب الكراهية والحد من انتشاره، وضرورة تبني مبادرات توعوية بخطورة هذا الخطاب على المجتمعات والدول.
ويبقى دور الحكومات والمرجعيات الدينية والمؤسسات الإعلامية هو الدور الأساسي والريادي في تعزيز قيم التسامح ودعم نهج الاعتدال والوسطية لدى المواطنين عبر الفضاء الالكتروني، والوجود الدائم فيه للإجابة عن أية تساؤلات، والرد على الاستفسارات بما تمثل من الخطاب الديني المعتمد، إضافة إلى أن نشر القيم الإنسانية المشتركة عبر الفضاء الالكتروني بين مختلف الأديان والثقافات، وتفعيل آليات الحوار والتفاهم ومد الجسور، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي، من شأنه أن يسهم في وضع حد لشعور الكراهية واستعمال العنف، كما أننا على نهج الإسلام الذي يدعو إلى الوحدة والتقارب الإسلامي، ونهى عن الفرقة والخلاف، فالتقارب ومد الجسور بين المذاهب الإسلامية سبيل لحماية أمن المجتمعات واستقرارها؛ قال تعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات}.
من هنا، يتوجب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها، لمد الجسور بين أتباع المذاهب الإسلامية، وتفعيل الحوار بينها.
sayidelhusseini@