مانع اليامي

الحاشية: الرقيب المحترف ضرورة

الاثنين - 11 سبتمبر 2023

Mon - 11 Sep 2023

اكتسبت الحاشية إذا جاز القول اهتماما واسعا على مستوى الوطن العربي انشغل الكثير بها وتمسكوا بالتسمية حتى أصبحت في دارج القول نارا على علم، توسع البعض في وصفها وحول قوة وقع كعبها على المسارات المهنية ثمة اتفاق على توليدها الكثير من الضجيج والفوضى وتصدير الاحتقان حينما تتمكن من تغييب المسؤول وللتغييب أشكال وألوان، عموما المراد بالحاشية هنا أعوان مسؤول السلطة التنفيذية والدائرة المقربة منه.

وإلى ما تقدم تتجلى الأهمية وفق الاعتقاد السائد لدى كثير من المجتمعات في نفوذ وقدرة الحاشية على حرف مسارات القرارات وتكييفها أما بما يخدم المصالح الخاصة لمكون الحاشية أو بعضهم أو تحقيق منافع لنخب معينة من العامة أما بمقابل أومن باب المجاملة والتفضيل ربما يحدث ذلك وفوقه مصادرة حضور الكفاءات المؤهلة أيضا الاستئثار بالحوافز وتوجيه الفرص حسب الرغبات الى تضييع حقوق البعض وتعظيم منافع الخاصة بغير وجه حق.

غير أن حدوث مثل هذه الأمور ذات التأثير السلبي الشديد على بيئة العمل والمجتمع ومصالح الوطن مربوط بالمسؤول نفسه فإن هو استسلم للدائرة المقربة منه وأرخى لهم أذنيه وتجاوب مع رغباتهم حدث ذلك وأكثر ولا بد أن يهتز مركزه الوظيفي كنتيجة ويصبح منطقة عبور لغايات وأهداف من حوله ربما توجهاتهم هنا لا يستبعد أن يفقد هذا المسؤول موقعه في أقل التقديرات مع مرور الأيام قد تطول وقد تقصر المدة.. الحظ يلعب دوره والرقيب ودوره في المقابل.

على أي حالة، تعميم الحالة لا معقول ولا مقبول فثمة دوائر مقربة وأعوان للمسؤولين سواء في القطاع العام أو الخاص يسعون بعلمهم وخبراتهم وإخلاصهم لتحقيق النفع العام وجهودهم مباركة وموفقة.

الثابت أن لكل مهنة أخلاقيات وكل الأخلاقيات المهنية على اختلاف المسارات تجتمع على النزاهة والعدالة والذي لا ريب فيه أن إخلاص المسؤول مع ولائه للمنظمة التي يقودها يسمو بأخلاقيات المهنة ويرفع شأنها وتنتشر كثقافة عمل وتتحقق بالتالي الأهداف المنشودة، هذا المنحى لا يجلب السعادة لأصحاب المصالح الضيقة ولا فرصة فيه لتسمين مشاريع الحاشية سلبية التأثير وتبقى العلة الماكنة في المسؤول الذي يخلق الفرص بخبث لما يسمى بالحاشية أو يصنعها هو بنفسه على المقاسات التي تحقق مصالحه ومقاصده هنا يكون الأمر مختلفا وأشد ضررا والنتيجة في الختام معروفة.

السؤال وهو خاتمة المقال هل الحاشية نشطة هل تغيرت استراتيجية التكوين في وقتنا الحالي، من ناحية أخرى هل المجتمع يدرك دوره في مساندة الجهات الرقابية؟ الحاشية الفاسدة خطر. أنتهي هنا وبكم يتجدد اللقاء.