عبد الرحمن السعد: "القناة الثقافية".. تنضّر وجه المشهد الثقافي

أوضح المذيع والإعلامي عبد الرحمن السعد بأن القناة الثقافية التي تستعد وزارة الثقافة لتدشينها وستبث ضمن باقة إم بي سي فضائياً؛ أنها ستتمكن من تنمية الذوق الجمالي وزيادة الرصيد المعرفي، إلى جانب أنها ستقف على مكامن قوة الثقافة السعودية مثل الشعر والأدب والفن،والموسيقى والفلسفة والحضارة، في هذا الحوار تفاصيل أكثر عن هذا الحدث الثقافي المهم..

- كيف ترى حضور القناة الثقافية مجدداً في المشهد الإعلامي السعودي؟ خصوصاً بعد انقطاع طويل..

هي كالغيث أصاب أرضًا فأحياها بعد مماتها، أنه حضور يمنح شرايين الثقافة قوة وعطاء، ويكسوها نضارة وحيوية، وذلك بعد فترة ليست باليسيرة عانى فيها المشهد الثقافي والفكري والفني من غياب المنبر الإعلامي الرصين القادر على إي إيصال ثقافتنا وإرثنا وتراثنا لكل العالم. واليوم نشهد ميلاد قناة في فضاء الإعلام عامة والإعلام الثقافي خاصة، وهي أملنا في أن تكون جسرًا يربط بين الأصالة والمعاصرة، ولكن بكل أمانة وشفافية ليس المهم العودة والحضور وإنما كيفية العودة وآلية الحضور، عليها أن تكون نورًا يستضاء به من خلال المحتوى العميق الرصين والإخراج الفني المبهر المحترف،والعناصر البشرية الواعية بقيمة الثقافة حتى تكون رسالتنا الثقافية واضحة لتؤثر في العقول والقلوب.

- ما الفراغ الذي أحدثه غياب القناة الثقافية؟

لك أن تتأمل بلداً مترامي الأطراف حضارته وثقافته تضرب في أعماق التاريخ.. هو أصل العرب ومنبع الحضارة وقبلة الإسلام ومهبط الوحي؛ لا يوجد به منبر إعلامي ثقافي متخصص قادر على إظهار كنوزه وكشف درره؛ يُعرّف من كان داخل الوطنوخارجه، بما فيه وما عليه من مقومات الحياة ووقائع التاريخ وشواهد الحضارات منذُ آلاف السنين، هذا الغياب أوجد شرخًا كبيرًا في إيصال رسالتنا وإبراز إرثنا العظيم وتراثنا الأصيل منذُ فجر التاريخ وإلى يومنا هذا، بكل أسف كنا نعيش مرحلة تيه وغياب عن كل هذا وأكثر.

ما الذي سيحدثه وجود هذه القناة في مشهدنا الثقافي؟

أرأيت الشمس في رابعة النهار وما تحدثه من نور يزيل الغشاوة ويذهب بالظلام؟ هذا ما سيحدثه وجود قناة متخصصة بالشأن الثقافي، المهم والمهم جدًا أن تكون احترافية في مضمونها وشاملة في محتواها ومبهرة في إخراجها، وقادرة على سبر أغوار التاريخ والوقوف على مكامن قوتنا وهي كثيرة من شعر وأدب وفن وموسيقى وفلسفة وحضارة، في بلاد المعلقات والبلاغة والفصاحة والتاريخ واللغة والجغرافيا التي تربط كل قارات العالم قديمًا وحديثًا، وهنا أسواق العرب عكاظ ومجنة وذي المجاز وفوق ذلك الحِجروالعلا والفاو ودرب زبيدة.. لك أن تتأمل الأثر الكبير الذي سيحدثه وجود قناة قادرة على إبراز كل هذا.

ما هي الخصائص التي يمتاز بها الإعلام الثقافي؛ والدور القادر على معالجة ومواكبة الحراك الثقافي في المملكة؟

من مميزاته أنه يقوم على تنمية الفرد والمجتمع، من خلال إعداد برامج تزيد من وعي المتلقي بما لديه من مقومات حضارية وفكرية وثقافية وفنية على امتداد تاريخه، وصولًا إلى حاضره وتعريفه بتراثه وعاداته وتقاليده مع الانفتاح على ثقافات الشعوب الأخرى والتماهي معها، من أجل بناء شخصية تتمثل فيها الهوية الوطنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.

ويظهر دور الإعلام الثقافي في نقل خبرات المبدعين والمتميزين في كل مجالات الفن والمعرفة وإبرازهم للأجيال الحالية واللاحقة، لعلهم يقتدون بهم، مع العمل على تزويد المجتمع بالزاد الثقافي والفني والعلمي من خلال البرامج الهادفة إلى تعديل السلوكيات الخاطئة وتنمية الذوق الجمالي وزيادة الرصيد المعرفي. لا سيما أننا نشهد في المملكة طفرة كبيرة على كآفة الأصعدة، ولمواكبة هذا الحراك لا بد من إعلام ثقافي واعي على قدر من المهنية والقوة والإمكانيات البشرية والمادية للقيام بدوره في صناعة الوعي والارتقاء بالمجتمع.