من يقف وراء فتنة عين الحلوة؟

الأحد - 10 سبتمبر 2023

Sun - 10 Sep 2023

عشوائيات داخل مخيم عين الحلوة (مكة)
عشوائيات داخل مخيم عين الحلوة (مكة)
لماذا اندلعت نار الخلافات مجددا بين الفلسطينيين في أقدم مخيمات اللاجئين في لبنان مجدد؟

من المستفيد من هذا الأزمات المتكررة والفتنة التي لا تتوقف في مخيم عين الحلوة الذي يضم أكثر من 70 ألف فلسطيني؟

أسئلة عريضة يطرحها المراقبون والمتابعون لما يحدث في جنوب لبنان، مع تجدد الاشتباكات بين حركة فتح وتنظيمات متشددة، ما أسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى وتضرر المباني والممتلكات، ونزوح عشرات العائلات إلى خارج المخيم.

جاءت الجولة الثانية في (فتنة عين الحلوة) مشابهة للمعركة التي اندلعت بنفس المخيم في 29 يوليو وانتهت بعد خمسة أيام نتيجة سلسلة اتصالات بين فصائل فلسطينية ومسؤولين وأحزاب لبنانية، حيث تم الاتفاق على ضرورة تسليم المشتبه بهم بمقتل القيادي في فتح «أبو أشرف العرموشي» وآخر ينتمي إلى المجموعات المتشددة، اعتبر مقتله شرارة لاندلاع الاشتباكات، لكن المهلة انقضت من دون أن يتم تسليم أحد.

قتيلان جديدان
أدت الاشتباكات الجديدة التي استمرت على مدار الساعات الماضية في مقتل شاب لبناني لا ينتمي إلى أي من الفصائل المتقاتلة، وأوضحت المصادر الأمنية أن الشاب حسين المقشر، قتل برصاصة طائشة كان مصدرها من المخيم، أصابته خلال تواجده في حي الريجي المجاور، ونقل إلى مستشفى الراعي في بلدة غازية قرب مدينة صيدا، حيث توفي متأثرا بجراحه.

وقتل شاب آخر هو الشاب شادي عيسى، شقيق نمر عيسى الذي ينتمي إلى فصيل فلسطيني، من الجماعات الأصولية المتشددة، حيث قضى خلال الاشتباكات في حي حطين جنوب مخيم عين الحلوة، ونقل جثمانه لاحقا إلى مستشفى الهمشري في صيدا.

ولم تسفر الاشتباكات عن القتيلين فقط، بل أسفر عن سقوط عشرات الجرحى، وتضرر مبان وممتلكات وتسبب في نزوح عشرات العائلات إلى خارج المخيم.

تجدد الاشتباكات
وتجددت الاشتباكات بين حركة فتح (كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، ومجموعات أصولية متشددة في مخيم عين الحلوة، الذي شهد قبل أسابيع معارك عنيفة بين الطرفين، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

وذكر مراسل وكالة فرانس برس في مدينة صيدا، حيث يقع المخيم، أن الاشتباكات تجددت، وأسفرت عن سقوط 20 جريحا، وفقا لبعض التقارير الإعلامية، وأشارت إلى سماع دوي قذائف وأسلحة رشاشة ليلا وصباحا، مع نزوح عشرات العائلات، فيما لجأ كثر إلى مسجد قريب، ونفت مصادر فلسطينية الأنباء المتداولة عن مقتل، محمد الشعبي، مسؤول تنظيم داعش في عين الحلوة خلال الاشتباكات المسلحة ليلا، وهو أحد المطلوبين للعدالة.

وفي 29 يوليو الماضي، اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت 5 أيام بين حركة فتح ومجموعات متشددة في عين الحلوة، وأودى التصعيد في ذلك الوقت بحياة 13 شخصا، غالبيتهم مقاتلون، ومن بينهم قيادي في فتح قتل في كمين.

ردة فعل
ويعتبر عضو قيادة فصائل منظمة التحرير في لبنان وعضو هيئة العمل الفلسطيني المشترك، غسان أيوب اندلاع الاشتباكات مجددا، ردة فعل على اتفاق تم التوصل له في هيئة العمل الفلسطيني المشترك في منطقة صيدا، حول إخلاء مدارس الأونروا من كل المسلحين، ويقول «يبدو أن المتضررين من هذا الانسحاب، أي المجموعات المتمركزة في المدارس والمشتبه بها باغتيال اللواء العرموشي، لم يرق لها ذلك ففتحت النار».

ويضم مخيم عين الحلوة عدة مجموعات متشددة، لكن القوى الأساسية تشكل جزءا من هيئة العمل الفلسطيني المشترك، ويضيف «يوجد في المخيم بعض المجموعات المسلحة التي لا تأخذ بعين الاعتبار، لا فكريا ولا سلوكيا، أمن المخيم وحياة ساكنيه».

صراع فلسطيني
ويرى مدير مركز تطوير للدراسات، هشام دبسي، أن الهدف الأساسي من تفجير الوضع في «عين الحلوة»، هو محاولة محور الممانعة القضاء على حركة فتح وتسليم قيادة المخيم إلى سلطة تابعة له كحماس والجهاد، بحسب ما يرى، ويقول «توثيق ما يحصل في المعادلة السياسية والإعلامية يؤدي إلى أن المطلوب هو رأس الحركة العلمانية الديموقراطية، لصالح القوى المسلحة ذات الوزن الضعيف في المخيم والتي لا يمكنها السيطرة عليه، وبهذا المعنى هي رأس حربة لفتح، ليصبح بعدها الصراع فلسطيني- فلسطيني، لإنهاء نفوذ حركة فتح من عاصمة مخيمات الشتات وتحويله إلى مخيم ممانع ومقاوم على طريقتهم أي كما يصفون قلعة حق العودة».

ويلفت إلى أن محور الممانعة يتهم عبر إعلامه حركة فتح بتنفيذ مخطط أمريكي إسرائيلي في المخيم لتوطين الفلسطينيين وإجهاض حق العودة، وبعد أن كان هذا الإعلام يصف بعض الجماعات في المخيم بالإرهابيين والتكفيريين الذين يريدون ضرب خط المقاومة، أصبح يطلق عليهم قوى مسلحة».

هزيمة الخونة
ويشير إلى رعاية رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، المعروف بانتمائه إلى محور الممانعة، للقوى التكفيرية وتسليحها ودعمها عبر سرايا المقاومة المنتشرة في الأحياء اللبنانية الثلاثة، الطوارئ والتعمير التحتاني.


اللاجئون الفلسطينيون في لبنان:
12 مخيما للاجئين الفلسطينيين بلبنان.
250 ألف لاجئ.
80 ألفا في عين الحلوة وحده.