عبدالعزيز المزيد

التكتلات العالمية لخلق توازن جديد – دول البريكس نموذجا

السبت - 09 سبتمبر 2023

Sat - 09 Sep 2023

أتى لقب البريكس من أول حرف لكل دولة من الدول الأعضاء المؤسسة لهذا التحالف، وتتميز الدول الخمس بالنمو السريع في الاقتصاد، وهي البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، ولكن سيتغير هذا اللقب قريبا إلى بريكس بلس بعد انضمام بعض الدول التي تمت دعوتهم رسميا للانضمام وهم: السعودية، الإمارات، مصر، الأرجنتين، وإيران، وإثيوبيا.

يعتبر تحالف البريكس تحالفا اقتصاديا، وسياسيا في نفس الوقت، إلا أن البعض يقول إنه سياسي بحت حيث يهدف إلى إنشاء تكتل اقتصادي قوي ينافس الاتحاد الأوروبي ويحد من السيطرة الأمريكية على الاقتصاد وإعادة التوازن الاقتصادي بين التحالفات وبعضها بدلا من السيطرة والهيمنة الغربية على ساحة الاقتصاد العالمية.

تظهر أهمية البريكس في تعميق العلاقات والتعاون بين دول التحالف فيما يخص النمو، والتوسع الاقتصادي، والتشجيع على التجارة ليس هذا فقط بل يشمل أهداف تمويل التنمية والتنسيق السياسي والتبادلات الاجتماعية، والثقافية، والتكنولوجيا، والابتكار، والتنمية المستدامة، والسلام، والأمن.

يسعى التحالف إلى تحقيق النمو، والانتشار في معظم أنحاء العالم؛ لتوسيع موقعه الجغرافي، وزيادة موارده الطبيعية، والبشرية لتنمية الاقتصاد بشكل أقوى وذلك سيتحقق كلما زاد عدد الدول النامية التي تريد الانضمام ومن ثم قبولهم رسميا. حيث نرى أن معظم الدول النامية سئمت من النظام الاقتصادي القائم على طرف واحد من قبل الدول المتقدمة وذلك ما يهدف إليه البريكس وهو القضاء على هذا النظام الموحد وجعله ثنائيا.

وبانضمام الدول النامية لهذا التحالف ستتمكن من تحقيق التنمية الاقتصادية من خلال مميزات التحالف ومنها أن التعاملات التجارية من استيراد، وتصدير بين أعضاء التحالف ستكون بعملاتهم المحلية بدلا من الدولار الأمريكي وبذلك يقل الاعتماد على الدولار تدريجيا. أيضا يوجد هناك خطط لإنشاء عملة جديدة موحدة للأعضاء مثلما حدث في الاتحاد الأوروبي وجذب الاستثمارات الهائلة والقروض التي يقدمها بنك التنمية الخاص بالتحالف، حيث يقوم البنك بإقراض أعضاء البريكس بفوائد منخفضة أو بدون فوائد تماما وبالإضافة إلى التمويلات التي سيوفرها التحالف لأعضائه نجد أنه سيتم تنشيط السياحة في دول البريكس.

وتشكل الدول الخمس 26% من اقتصاد العالم ومع انضمام السعودية والإمارات ومصر والأرجنتين وإيران وإثيوبيا ستزيد النسبة بـ 3.2% لتصل النسبة إلى 29.2%.

نجد أن دول التحالف تتميز بمساحات جغرافية شاسعة، حيث إن روسيا، والصين، والهند، هم أكبر ثلاث دول من حيث المساحة في آسيا وتليهم المملكة العربية السعودية وإيران، أما البرازيل فهي أكبر دولة في أمريكا الجنوبية وبعدها الأرجنتين وتأتي جنوب أفريقيا في المركز التاسع ومن ثم مصر في المركز الثاني عشر، ونرى أن أهمية البريكس ستزيد أكثر بعد انضمام تلك الدول للتحالف.

أخيرا، تسعى بعض الدول لتحقيق الإصلاحات والتنمية الاقتصادية من خلال رؤى متعددة منها المملكة العربية السعودية في رؤية 2030 حيث تسعى المملكة بشتى الطرق للتنمية عن طريق تنمية مستدامة من الداخل إلى الخارج لتصل إلى الاستقرار الاقتصادي المحلي والعالمي المرغوب فيه، ومع انضمام المملكة للتحالف سيجذب ذلك الكثير من الاستثمارات المحلية أو الأجنبية المباشرة التي سيحصل أصحابها على كثير من المميزات بسبب استثمارهم وستقل نسبة البطالة والتضخم وسيعود التوازن التجاري وسوف يعود الانضمام بالنفع على العديد من المجالات عن طريق نقل التكنولوجيات والتقنيات الحديثة لتطوير البنية التحتية وغيرها من الإيجابيات العائدة على الإصلاحات الاقتصادية للمملكة. ولكن صريح القول، على مجموعة البريكس الحذر مستقبلا من أي مشاكل قد تؤدي إلى انقسام الاقتصاد العالمي بطريقة سلبية والتي يمكن أن تعود بالسلب على دول البريكس وتهدر مخططاتهم ونجاحهم.

aziz_h_almzyad@