التعليم الإبداعي والريادة العالمية
السبت - 09 سبتمبر 2023
Sat - 09 Sep 2023
نظرة سريعة نحو الريادة الاقتصادية والسياسية التي تتنافس عليها الأقطاب العالمية في المجالات كافة نجد أن التعليم الإبداعي هو محور وأساس تلك الريادة، وفي هذا المقال سنستعرض بعض الجوانب المضيئة حول التعليم في الولايات المتحدة والصين والهند.
لو تأملنا تاريخ جائزة نوبل في مجالات الطب والعلوم والفيزياء والكيمياء نجد أن الولايات المتحدة هي صاحبة البساط الأكبر عن جدارة واستحقاق والسبب الرئيس هو التعليم الإبداعي، التعليم الإبداعي في أمريكا يعتمد على تزاوج أسلوبين رئيسيين، الأول يعتمد على اكتشاف المواهب في الداخل، والثاني يعتمد على استقطاب المواهب من الخارج، والأدلة على ذلك كثيرة، ولكن يظل العالمان ألبرت آينشتاين وأوبنهايمر هما أبرز العلماء الذين استقطبتهم الولايات المتحدة وصنعا فارقا كبيرا في ريادتها العالمية في التاريخ الحديث.
في السنوات الأخيرة تفوقت الصين على الولايات المتحدة في بعض مجالات التكنولوجيا، ويظل الذكاء الاصطناعي هو أهم مجال تحتد المنافسة بين البلدين حول امتلاكه، ولذا تجتهد الصين في تطوير العملية التعليمية، حيث أصبحت البحوث العلمية الصينية متميزة وذات جودة عالية وتضارع بذلك الأبحاث العلمية الأمريكية، وبهذا أصبحت الصين تمتلك حوالي 75% من محطات إرسال الجيل الخامس حول العالم، وهذا الأمر يشكل قلقا لدى الغرب، الصين بفضل تطويرها للعملية التعليمية الإبداعية أصبحت تمتلك علماء ومفكرين يضارعون أقرانهم في الولايات المتحدة وأوروبا، ولهذا تركز الصين على اكتشاف المواهب التعليمية في كافة المجالات ولكن تظل التكنولوجيا هي الجانب الأبرز في اهتمامها، لعل هذا يفسر قفزاتها التنموية والاستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وبرمجة الروبوتات.
النموذج الثالث الذي بدأ يدخل ساحة التنافس الدولية بفضل تطويره للعملية التعليمية الإبداعية هي الهند، قبل عدة أيام نجحت الهند في إطلاق صاروخ يستكشف الشمس أطلقت عليه مسمى إديتيا إل، من أجل دراسة تأثير الشمس على مناخ الأرض، وقبلها بأيام قلائل نجحت الهند في مجال الفضاء بوصول مركبتها الفضائية تشاندريان إلى القطب الجنوبي للقمر أو مايسمى بالجانب المظلم، وقد أدهشت الغرب والعالم بهذا الإنجاز التاريخي.
في الواقع، إن دراسة التجربة الهندية تحتاج إلى بحوث علمية رصينة، لكن جميعها يتفق على أن التعليم الإبداعي هو سر الريادة الهندية، فمنذ خروج المستعمر البريطاني من أرضها، وهي تعاني من الحروب الأهلية والفقر المدقع، فكان التعليم الإبداعي هو الطريق الحيوي للتخلص من كل آفات التخلف، الهند اليوم عملاقة تكنولوجيا ودولة نووية وقوة سياسية واقتصادية صاعدة.
لا شك أن العامل المشترك بين التجارب الثلاث يكمن في التعليم الإبداعي الذي يعتمد على اكتشاف المواهب واستقطابها وصقل إبداعيتها وتشجيعها على الابتكار والأهم من ذلك هو إيجاد البيئة الحيوية التي تهتم بالموهبة الإبداعية... يرى المختصين في الجانب الدولي أن من يمتلك التكنولوجيا يمتلك الريادة العالمية، ونحن نشاهد اليوم حلقات من المنافسة العالمية المحتدة في قطاع التكنولوجيا تحديدا، لكن خلف ذلك هناك منافسة أخرى على تطوير التعليم الإبداعي.
خاتمة القول.. التعليم الإبداعي هو سر الريادة العالمية في أي مجال، فتش عن التعليم فهو السر الأهم.
ALBAKRY1814@
لو تأملنا تاريخ جائزة نوبل في مجالات الطب والعلوم والفيزياء والكيمياء نجد أن الولايات المتحدة هي صاحبة البساط الأكبر عن جدارة واستحقاق والسبب الرئيس هو التعليم الإبداعي، التعليم الإبداعي في أمريكا يعتمد على تزاوج أسلوبين رئيسيين، الأول يعتمد على اكتشاف المواهب في الداخل، والثاني يعتمد على استقطاب المواهب من الخارج، والأدلة على ذلك كثيرة، ولكن يظل العالمان ألبرت آينشتاين وأوبنهايمر هما أبرز العلماء الذين استقطبتهم الولايات المتحدة وصنعا فارقا كبيرا في ريادتها العالمية في التاريخ الحديث.
في السنوات الأخيرة تفوقت الصين على الولايات المتحدة في بعض مجالات التكنولوجيا، ويظل الذكاء الاصطناعي هو أهم مجال تحتد المنافسة بين البلدين حول امتلاكه، ولذا تجتهد الصين في تطوير العملية التعليمية، حيث أصبحت البحوث العلمية الصينية متميزة وذات جودة عالية وتضارع بذلك الأبحاث العلمية الأمريكية، وبهذا أصبحت الصين تمتلك حوالي 75% من محطات إرسال الجيل الخامس حول العالم، وهذا الأمر يشكل قلقا لدى الغرب، الصين بفضل تطويرها للعملية التعليمية الإبداعية أصبحت تمتلك علماء ومفكرين يضارعون أقرانهم في الولايات المتحدة وأوروبا، ولهذا تركز الصين على اكتشاف المواهب التعليمية في كافة المجالات ولكن تظل التكنولوجيا هي الجانب الأبرز في اهتمامها، لعل هذا يفسر قفزاتها التنموية والاستثمارية في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وبرمجة الروبوتات.
النموذج الثالث الذي بدأ يدخل ساحة التنافس الدولية بفضل تطويره للعملية التعليمية الإبداعية هي الهند، قبل عدة أيام نجحت الهند في إطلاق صاروخ يستكشف الشمس أطلقت عليه مسمى إديتيا إل، من أجل دراسة تأثير الشمس على مناخ الأرض، وقبلها بأيام قلائل نجحت الهند في مجال الفضاء بوصول مركبتها الفضائية تشاندريان إلى القطب الجنوبي للقمر أو مايسمى بالجانب المظلم، وقد أدهشت الغرب والعالم بهذا الإنجاز التاريخي.
في الواقع، إن دراسة التجربة الهندية تحتاج إلى بحوث علمية رصينة، لكن جميعها يتفق على أن التعليم الإبداعي هو سر الريادة الهندية، فمنذ خروج المستعمر البريطاني من أرضها، وهي تعاني من الحروب الأهلية والفقر المدقع، فكان التعليم الإبداعي هو الطريق الحيوي للتخلص من كل آفات التخلف، الهند اليوم عملاقة تكنولوجيا ودولة نووية وقوة سياسية واقتصادية صاعدة.
لا شك أن العامل المشترك بين التجارب الثلاث يكمن في التعليم الإبداعي الذي يعتمد على اكتشاف المواهب واستقطابها وصقل إبداعيتها وتشجيعها على الابتكار والأهم من ذلك هو إيجاد البيئة الحيوية التي تهتم بالموهبة الإبداعية... يرى المختصين في الجانب الدولي أن من يمتلك التكنولوجيا يمتلك الريادة العالمية، ونحن نشاهد اليوم حلقات من المنافسة العالمية المحتدة في قطاع التكنولوجيا تحديدا، لكن خلف ذلك هناك منافسة أخرى على تطوير التعليم الإبداعي.
خاتمة القول.. التعليم الإبداعي هو سر الريادة العالمية في أي مجال، فتش عن التعليم فهو السر الأهم.
ALBAKRY1814@