الجيل غير الجيل
الخميس - 07 سبتمبر 2023
Thu - 07 Sep 2023
تشرفت الأحد 27 أغسطس 2023 بدعوة من فريق العمل التطوعي بمدينة جدة «هتان الأول» لتقديم جلسة حوارية للشباب المشاركين مع ذويهم بعنوان «ليفهم جيلك جيلي» بالتعاون مع المستشارة الأسرية والمجتمعية والناشطة الإعلامية الأستاذة دعاء زهران.
يذكر باحثو الديموغرافيا بأن الجيل يقدر بـ 33 سنة؛ بالتصنيفات الميلادية لأعوام مواليد الأجيال كالتالي: «جيل الطفرة» لفترة بعد الحرب العالمية الثانية من 46-64»؛ و»جيل X» بين 65-81 للفترة الصناعية؛ و»جيل Y» بين 82-94 لفترة التكنولوجيا؛ و»جيل Z» بين 95-2010 لفترة الإنترنت؛ و»جيل ألفا» من 2011 إلى الآن فترة الذكاء الاصطناعي.
من المفترض استيعاب هذه الفترة واحتوائها لردم الهوة التباعدية؛ فكثير ما يشتكي الأبوان من خلال الصورة النمطية القابعة في أذهانهم؛ أن أبناءهم لا يحسنون صنعا ولا يتحملون المسؤولية وأنهم فاشلون ومرفهون يستهلكون لمجرد المباهاة وليس الحاجة؛ ولسان حال الأبناء يردد أن آباءهم متسلطون ويمارسون الحماية الزائدة غير مهتمين لاحتياجاتهم الراهنة بهذا العصر.
«الجيل غير الجيل» مقولة يجب أن تتغير إلى «الجيل يتفهم الجيل» فلكل فترة زمنية ومرحلة عمرية خصائصها النفسية والجسدية والفكرية والمجتمعية والاقتصادية التي تشكل الشخصية والناحية الثقافية ومن اللافت للنظر أن الفريق التطوعي كانوا هم السباقين لفكرة التقارب؛ بمعنى أنهم الباحثون عن الحلول؛ فالنقاشات الرباعية أثارت الفكر الجمعي والتي دارت بتلك الأمسية معي والمستشارة دعاء مع الآباء وأبنائهم لإيجاد الطريقة المثلى لتقريب وجهات النظر من خلال تساؤلات الأبناء التالية:
كيف تتغير لغة الرفض الدائم على لسان الآباء؟ كيف الطريقة لتخفيف غضبهم؟ كيف نجعلهم يثقون بنا؟ كيف ندعهم يتفهمون احتياجاتنا؟ كيف نرتقي لتفكيرهم ويستوعبون فكرنا؟ كيف يعيشون واقعنا ونعيش واقعهم؟
أرى أن من متطلبات الفهم المرحلي للوصول إلى منهجية الاستيعاب بين الجيلين؛ تعزيز ثقافة «التقبّل للتبدل» بمعرفة الحقوق الثنائية؛ فالصغير له حق الرحمة بالتغاضي والحلم والتلطف والشفقة؛ والكبير له حق الإكبار والإجلال والوقار؛ قال عليه الصلاة والسلام: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا».
على الآباء فتح مجال الحوار والصبر على المشاركة بالأخذ والرد؛ وعلى الآبناء عدم إيصالهم لحالة الغضب باختيار الوقت المناسب والأسلوب الملائم وانتقاء الكلمات وتحري الموقف الذي يعتبر من الذكاء المشاعري في التعامل لإثبات الثقة وتعزيزها؛ وعلى الآباء تحمل المسؤولية المقننة تجاه أبنائهم؛ وعلى الأبناء تقدير الخبرة التي يتمتع بها الآباء واليقين بأن ما يصدر عنهم من منطلق الخوف الأبوي الطبيعي وعلى الأبناء تطمينهم في ذلك.
أزمة الفروق العمرية تشكل فجوة سلوكية ومعرفية إذا لم تتقارب حاليا وقد تؤدي للتباعد المتضاعف مستقبلا الذي لا يحمد أثره على المجتمع؛ فجيل الآباء حاليا كان جيلا من الأبناء سابقا؛ وجيل الأبناء الآن سيتحول لجيل الآباء غدا؛ فالجيل السابق يجب أن يتفهم الجيل اللاحق والعكس صحيح.
Yos123Omar@