دلال الجهني: "الإبداع الأدبي" منها بدأْت

الأربعاء - 06 سبتمبر 2023

Wed - 06 Sep 2023

بحثاً عن الذات ورغبةً في الوقوف على ناصية الحلُم، خاضت الطالبة دلال عبد العزيز الجهني غمارَ مسابقة "الإبداع الأدبي"، التي أقامتها هيئة الأدب والنشر والترجمة مؤخراً بالتعاون مع الجامعات السعودية، لتحقق المركز الأول في المسابقة عن فئة الرواية، وعلى هامش الفرح والدهشة بعد تتويج الجهني بالجائزة، كان لنا معها هذا الحوار لتتحدث عن رحلة البدايات ومشوار الكتابة وأخيراً بلوغ المرام..

حدّثينا بدايةً عن موهبتك، ورحلة اكتشافها، وماذا قدّمتِ في سبيل نمائها وازدهارها؟

دخولي لعالم الكتابة كان تحت تأثير عبارةٍ قرأتُها للكاتبة السعودية الجوهرة الرمال تقول فيها: "الكتابة لذيذة؛ فقط تعلم كيف تبدأ، والبداية لا تحتاج إلا للجرأة، اكتب واقرأ لنفسك، اكتب ولا تنتظر أحداًيقيّمك، بل ابحث عمن ينتقدك بصدق ولا تتوقف بكل الأحوال.. أنت تتنفس"، وهذا ما شجعني على كتابة أول نصّ أدبيّ أثناء دراستي في المرحلة الثانوية، ومنذ ذلك الحين لم أتوقف عن السياحة في عالم الكتابة الإبداعية، إلى جانب قراءة الكتب المحفزة لكتابة المزيد.

- ما هي المؤثرات التي لعبت دوراً مهمّاً في موهبتك؟ وهل تأثرتِ بأحدٍ بعينه؟

الكاتب غالباً ما يتأثر بمن يقرأ لهم، لذلك شكّلَت الكتب التي قرأتُها اهتماماتي الكتابية وجنَحَت بي صوب الرواية التي شغَفَتْني حباً واطّلاعاً في فترة ما قبل البدء في هذه التجربة، إلا أنها لم تمنعني من القراءة في مجالات مختلفة حتى أُنمّي ثقافتي العامة، كذلكساهمَت المسابقات الأدبية التي أشارك فيها بين الحين والآخر في صقل موهبتي وإضفاء طابع الاحترافية على كتاباتي.

- كيف كانت تجربتكِ في مسابقة "الإبداع الأدبي" بمراحلها المختلفة؟

عندما رأيت إعلان المسابقة كنت أعمل على مراجعة مسودة رواية "من أجلي"، وككاتب يرغب في نشر أول كتاب له، لا بدّ أن يخالجه الريب في مدى جودة الكتاب وإن كان فعلاً يستحق النشر، فوجدت هذه المسابقة فرصة كبيرة لتقييم عملي الأدبي. وقبل بدء فترة المعسكر التدريبي كنت أعُدّ الأيام عدّاً، وكان حماسي منطقياً لأن كمية المعرفة والعلم التي وجدتها في المعسكر مدهشة، وشعرت بما قاله الشافعي: "كلما ازددت علماً زادني علماً بجهلي".

والجميل في الأمر أن جميع المتسابقين على اختلاف مجالات المشاركة يحضرون الورش لمختلف المجالات، فالشاعر يحضر لما هي مخصصة للروائي، والقاصّيحضر لورش الشعر، فكانت هذه الطريقة تُحدِث تأثيراً علينا، حتى أفصح بعض الشعراء من الذين لا يُفضّلون قراءة الروايات عن رغبتهم في القراءة بعد معرفتهم بمدى أهميتها. وقد شعرت مع انتهاء المعسكر التدريبي بلوعة الفراق؛ لأنني في أيام قليلة عشت حياةًتُشبِهني، ثم بدأنا مرحلة التصويت التي وجدتها خطوةً رائعة تمكّنتُ خلالَها من قراءة أعمال المتسابقين، وخاصة الروايات، ودُهشت بروعة كتاباتهم ومدى إبداعهم، وتكلّل كلُّ هذا بحصولي على المركز الأول في مجال الرواية، وحينها شعرت بالامتنان لانتهازي هذه الفرصة التي مهّدت لي الطريق الطويل في عالم الكتابة الإبداعية.

- برأيك، ما هي المكتسبات التي نلتيها في هذه التجربة؟

مسابقة "الإبداع الأدبي" ساهمت في تطوير عملي الروائي، ووضعتني على الطريق الصحيح، وأزاحت عني التشتت الذي كنت أشعر به، لأنني عرفت من أين تكون البداية. كما أتاحت لي هذه التجربة فرصة الحديث على المسرح، التي أدركت من خلالها روعة الحديث أمام جمهور غفير ومهتم بالثقافة، وفوزي بالمسابقة لم يكن النهاية، فمن هنا بدأْت. فالمسابقة لم تطور مهارتي الأدبية وموهبة الكتابة فقط، وإنما أسهمت في إحداث تغيير ملحوظ على شخصيتي،فخرجتُ منها بأهداف وطموحات كثيرة، ورسمتُلنفسي خطةً جديدة أسير على دربها.