محمد عبدالله القرني

هل تقرع طبول الحرب في ظل التحركات الأمريكية في العراق؟

الاثنين - 28 أغسطس 2023

Mon - 28 Aug 2023

لا يخفى على المتابعين للأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة تحرك القوات الأمريكية داخل وإلى العراق لهدف غير معلن حتى الآن، ولكن تشير أغلب آراء وتحاليل المهتمين إلى احتمالية عمل عسكري أمريكي نوعي لتحييد الميليشيات التابعة لإيران في العراق وسوريا، يأتي هذا الموقف في ظل تمدد وسيطرة الميليشيات على عدد من المواقع الحدودية بين العراق وسوريا وصولا إلى لبنان بالإضافة للتعنت الإيراني في موقفها من إنشاء مفاعلها النووي وبضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة الأمريكية.

المخاوف الإسرائيلية تزداد يوما بعد يوم خاصة مع ظهور شائعات تقول إن دعما عسكريا أمريكيا كان من المفترض تسليمه للجيش العراقي تمت عملية تحويله عن طريق متنفذين موالين لإيران إلى الميليشيات في سوريا ومنها إلى حزب الله في لبنان ما أثار غضب الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، التحركات غير مسبوقة منذ عام 2003 ما يؤكد أن هناك عملا عسكريا قادما لا محالة لتفكيك كافة الميليشيات سواء في العراق أو سوريا.

انتشار القوات الأمريكية وتموضعها غرب العراق يشير إلى فصل وعزل الميليشيات العراقية عن الميليشيات داخل سوريا، هل انتهى دور أدوات إيران في العراق بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن سلمتها كامل العراق في العام 2003 أم أنها استجابة للضغوط الإسرائيلية؟

إسرائيل بدورها لا تخشى المواجهة المباشرة مع إيران على عكس أمريكا التي دائما ما تحاول منع إسرائيل خوض أي حرب خارج حدودها، لمصلحة الكيان الصهيوني أولا وللمصالح الأمريكية في المنطقة ثانيا، محاولات أمريكا للنأي بإسرائيل عن الحروب ليست وليدة الأحداث الحالية، فهي كذلك منعتها من أن ترد على صدام حسين بعد أن قصفها بوابل من الصواريخ في العام 1991 إبان حرب تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم، ولكن المنطق يقول بأن لا إمكانية لأمريكا منع إسرائيل من أي هجوم عسكري دون تقديم وعود، لنرى ماذا حدث لصدام بعد ذلك وكيف انتهى به المطاف.

الوضع مشابة للماضي والتاريخ يعيد نفسه مع تغير الأسماء؛ فهل ينتهي المطاف بالأدوات الإيرانية إلى الزوال؟ هذا وارد جدا وعلى اليد التي مكنتها من تمدد نفوذها سابقا، ومن فتح البوابة الشرقية على مصارعيها في العام 2003 يستعد لإعادة إغلاقها، وأرى من منظوري الشخصي إن التوقيت سيكون قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية لكسب وحشد آراء الديموقراطيين في مصلحة الدولة، وتماسك والتفاف الديموقراطيين حول قيادتهم لإعادة انتخاب بايدن مرة أخرى واللعب بأقوى ورقة انتخابية ألا وهي الحرب.

m_a_algarni509@