أستاذ أنا هنا
الأحد - 27 أغسطس 2023
Sun - 27 Aug 2023
خلال استقبالنا الأيام الماضية طلاب الأول الثانوي بداية العام الدراسي، وجدت في عيون كثير منهم نظرات متوجسة متوترة، تتفرس في الوجوه بحثا عن شفاه مبتسمة، وكلمات مرحبة، ونظرات مطمئنة، تلطف ما تعيشه من أجواء الترقب والتهيب.
فتبدل الأحوال يحفز المشاعر ويستحوذ عليها، ودائما ما يرافقه اكتشاف حذر للحدود، ومعرفة الواجبات والحقوق، ثم الاعتياد والوصال، والسعي لتحقيق الآمال.
يقول الأديب (علي الطنطاوي) في كتابه (الذكريات): «ولقد رأيت أول عهدي بالكُتّاب ما كرّه إليَّ العلم وأهله، ولولا أن تداركني الله بغير معلمي الأول لما قرأتم لي صفحة كتبتها، ولا سمعتم مني حديثا أو خطابا ألقيته، بل لما قرأتُ أنا كتابا».
الطلاب المستجدون في كل مرحلة (ابتدائي، متوسط، ثانوي) أو أولئك المنتقلون من مدرسة لأخرى، هم بحاجة للاحتواء والانتماء، وتلطيف الأجواء، ليسهل عليهم الاندماج مع المكان والإنسان، حتى تستقر النفوس، وتتفتح العقول، بما يخدم تجربتهم التعليمية والتثقيفية، ولوزارة التعليم دورها الأهم في تصميم برنامج: (التهيئة الإرشادية والأسبوع التمهيدي)، وتعميمه والإشراف على تنفيذه في جميع المدارس.
ذكر الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء): كان الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الإمام الشافعي بطيء الفهم، وفي ذات مرة كرر عليه الشافعي مسألة واحدة 40 مرة ولم يفهم، فقام الربيع من المجلس حياء، فدعاه الشافعي في خلوة، وأعادها عليه مرارا وتكرارا حتى فهم، ثم قال له: «يا ربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه». حنان أبوي رائع، وعلاقة احتواء جميلة بين معلم بارع وتلميذ مجتهد.
كل طالب له اسم وشخصية وكيان، وجميعها تُقدر وتُحترم وتُصان، وبين الأسماء المتكررة، والشخصيات المختلفة، والقدرات المتفاوتة، نجد أن كل إنسان لديه حاجة فطرية بأن يكون مُشاهدا ممن هم حوله، وأن يكون اسمه متداولا على ألسنتهم بكل حب وخير، لأنه يفخر كثيرا باسمه، ويسعى جاهدا لتخليده.
فطنت لهذا الأمر كثير من شركات التسويق حول العالم، فتجد أن شركة مشروبات غازية شهيرة اعتمدت في حملتها الإعلانية عام 2014 على فكرة وضع اسم من الأسماء المتداولة على كل عبوة من عبواتها، فتسابق الناس على شراء العبوة التي بها أسماؤهم، وكثير من المقاهي الكبيرة تقوم بكتابة اسم الزبون على كوب القهوة الذي يخصه، وهذا ما ذكره المؤلف (ديل كارنيجي) قبل 90 عاما في كتابه (كيف تؤثر في الآخرين وتكتسب الأصدقاء). ست طرق لنيل حب الآخرين، أحدها: تذكّر أن اسم الشخص بالنسبة له هو أجمل وأهم صوت يحب أن يسمعه بأي لغة.
يقول الدكتور (غازي القصيبي) في كتابه (باي باي لندن): «تجربتي الطويلة مع المدرسين علمتني أن للمدرس الناجح أربع صفات لا تفارقه ولا يفارقها، الأولى: هي عشق المادة التي يدرسها، والثانية: هي محبة الطلاب الذين يدرسهم، والثالثة: هي القدرة على التواصل، والرابعة: هي التسامح الفكري».
ختاما، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).
فتبدل الأحوال يحفز المشاعر ويستحوذ عليها، ودائما ما يرافقه اكتشاف حذر للحدود، ومعرفة الواجبات والحقوق، ثم الاعتياد والوصال، والسعي لتحقيق الآمال.
يقول الأديب (علي الطنطاوي) في كتابه (الذكريات): «ولقد رأيت أول عهدي بالكُتّاب ما كرّه إليَّ العلم وأهله، ولولا أن تداركني الله بغير معلمي الأول لما قرأتم لي صفحة كتبتها، ولا سمعتم مني حديثا أو خطابا ألقيته، بل لما قرأتُ أنا كتابا».
الطلاب المستجدون في كل مرحلة (ابتدائي، متوسط، ثانوي) أو أولئك المنتقلون من مدرسة لأخرى، هم بحاجة للاحتواء والانتماء، وتلطيف الأجواء، ليسهل عليهم الاندماج مع المكان والإنسان، حتى تستقر النفوس، وتتفتح العقول، بما يخدم تجربتهم التعليمية والتثقيفية، ولوزارة التعليم دورها الأهم في تصميم برنامج: (التهيئة الإرشادية والأسبوع التمهيدي)، وتعميمه والإشراف على تنفيذه في جميع المدارس.
ذكر الإمام الذهبي في (سير أعلام النبلاء): كان الربيع بن سليمان المرادي تلميذ الإمام الشافعي بطيء الفهم، وفي ذات مرة كرر عليه الشافعي مسألة واحدة 40 مرة ولم يفهم، فقام الربيع من المجلس حياء، فدعاه الشافعي في خلوة، وأعادها عليه مرارا وتكرارا حتى فهم، ثم قال له: «يا ربيع، لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه». حنان أبوي رائع، وعلاقة احتواء جميلة بين معلم بارع وتلميذ مجتهد.
كل طالب له اسم وشخصية وكيان، وجميعها تُقدر وتُحترم وتُصان، وبين الأسماء المتكررة، والشخصيات المختلفة، والقدرات المتفاوتة، نجد أن كل إنسان لديه حاجة فطرية بأن يكون مُشاهدا ممن هم حوله، وأن يكون اسمه متداولا على ألسنتهم بكل حب وخير، لأنه يفخر كثيرا باسمه، ويسعى جاهدا لتخليده.
فطنت لهذا الأمر كثير من شركات التسويق حول العالم، فتجد أن شركة مشروبات غازية شهيرة اعتمدت في حملتها الإعلانية عام 2014 على فكرة وضع اسم من الأسماء المتداولة على كل عبوة من عبواتها، فتسابق الناس على شراء العبوة التي بها أسماؤهم، وكثير من المقاهي الكبيرة تقوم بكتابة اسم الزبون على كوب القهوة الذي يخصه، وهذا ما ذكره المؤلف (ديل كارنيجي) قبل 90 عاما في كتابه (كيف تؤثر في الآخرين وتكتسب الأصدقاء). ست طرق لنيل حب الآخرين، أحدها: تذكّر أن اسم الشخص بالنسبة له هو أجمل وأهم صوت يحب أن يسمعه بأي لغة.
يقول الدكتور (غازي القصيبي) في كتابه (باي باي لندن): «تجربتي الطويلة مع المدرسين علمتني أن للمدرس الناجح أربع صفات لا تفارقه ولا يفارقها، الأولى: هي عشق المادة التي يدرسها، والثانية: هي محبة الطلاب الذين يدرسهم، والثالثة: هي القدرة على التواصل، والرابعة: هي التسامح الفكري».
ختاما، يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).