فهد محمد الأحمري

ماذا يفعل الأمير؟

الأربعاء - 23 أغسطس 2023

Wed - 23 Aug 2023

العديد من الفوارق والمتغيرات على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والقرارات المحلية تنهض بالمجتمع والوطن، أحدثها الحراك السعودي المتسارع الذي جعل أوساط الرأي الدولي والإقليمي وكذلك المحلي يقف مصدوما يعيش متعة الدهشة تلو الأخرى.

فيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن قادة حكومته لزيارة الرياض وقام بإرسال بعض زعماء حلفائه الأوروبيين لتحقيق توازن في أسعار النفط. وعلى الرغم من ذلك، لم تتغير مواقف السعودية في قضاياها المصيرية مثل السياسة النفطية والقضية الفلسطينية وحق تعزيز التسلح من الأسواق الشرقية والغربية وإبرام العلاقات الإقليمية والدولية.

تسعى إسرائيل جاهدة لإقامة علاقات رسمية مع السعودية، وتستغل كل زعيم أمريكي لتحقيق هذا الهدف. وفي حال وافقت الرياض على ذلك، فإن الحكومة الإسرائيلية ستتحمل تبعات هذا القرار بتكلفة باهظة.

إيران أقبلت مهرولة عن قناعة بمبدأ احترام سيادة الدول وحسن الجوار، وبأن في الرياض مكاسب قد يكون فيها حلول لأزمات طهران الاقتصادية والسياسية سيما وأن بكين، الحليفة لكلا الطرفين، ترعى هذه المصالحة لتعزيز مكاسب اقتصادية منطقية في المنظور القريب والبعيد.

غيرت تركيا مواقفها السابقة التي وضعتها في أزمات وشدة وضيق ألحقت أضرارا بالغة بمصالحها الثنائية مع الرياض ومصالحها مع بعض القوى الإقليمية فجاءت للرياض معربة عن تطلعها للتعاون في كل المجالات وأصدرت إجراءات ضد التطرف الإخواني وإعلامه المسيء من وسط البلاد.

تلقى الرئيس السوري بشار الأسد دعوة لزيارة الرياض، وبدأت طائرته التحليق تسابق المدى باتجاه العاصمة السعودية وظهر هو وأفراد حكومته مسرورين بهذه الدعوة.

حسن نصر الله بدأ التمسكن متمسكا بلغة التودد والتخوف من حصد نتائج سوء ما صنع ضد المملكة والخليج والعرب، وهو وحزبه وأتباعه واقعون في كرب يترقبون ما سيحل بهم، إذ لم يكونوا يتوقعون أن يصلوا إلى هذا المصير.

التنظيمات الإرهابية الداعشية والإخوانية والسرورية وأخواتها التكفيرية يسقطها الأمن السعودي بكل قدرة واقتدار ويفشل مخططاتها ويرصد تحركاتها في الداخل والخارج باقتدار.

التشدد والتزمت والغلو يواجهه مشروع الاعتدال والعودة للوسطية التي عرفها التاريخ الإسلامي منذ زمن التنزيل المطهر على سيد البشر إلى عهدنا القريب الذي عاشه المجتمع السعودي قبل سيطرة الغلو الصحوي الدخيل على الإسلام وعلى مجتمعنا السمح المتزن.

الحرب على الفساد والمخدرات وقد أصبحت السعودية الرقم الصعب في هذا الباب ورأينا كيف يضرب العالم المثل بالنموذج السعودي في هذا الشأن.

المشاريع العملاقة والفائقة Giga Project وجذب رؤوس الأموال والمستثمرين والشركات العملاقة للمملكة ومشروع السياحة والترفيه يطول الحديث عن تفاصيلها ويكفي أن الدول والشركات الضخمة تتقاطر للحصول على نصيبها من المشاريع والسوق السعودية حتى سجلت ميزانية هذه السنة نسبة 43% كإيرادات غير نفطية من إجمالي الإيرادات.

وأخيرا الدوري السعودي الذي أضحى هو الترند العالمي رياضيا بعد أن كان في التصنيف المتأخر عالميا ليرتقي ضمن العشرة الأوائل دوليا.

سمو ولي العهد جعل السعودية ورشة عمل يصعب على المتابع، المتفق والمختلف، ملاحقة أحداثها المذهلة.

FahadAlAhmary1@