عبدالمعين عيد الأغا

السكريون والمدرسة

الثلاثاء - 15 أغسطس 2023

Tue - 15 Aug 2023

انتهت الإجازة الصيفية، إذ يبدأ أبناؤنا الطلاب والطالبات بعد ثلاثة أيام بالتمام والكمال مرحلة دراسية جديدة لمواصلة التحصيل العلمي بالمثابرة والجد والاجتهاد لتحقيق التفوق والنجاح.

رأيت من المهم أن أتناول في هذه المساحة جوانب حقوق الطالب المصاب بداء السكري في مدرسته، وذلك تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد وحتى يدرك الطالب المصاب بالسكري كل حقوقه في مدرسته، وكذلك دور معلمه وما يتوجب عليه القيام به نحوه، وكل ذلك حتى لا يواجه هذا الطالب أو تلك الطالبة أي مشاكل مرتبطة بمرض السكر المصاب به خلال تواجده داخل أروقة المدرسة.

ندرك جميعا أن مرض السكري من الأمراض التي قد تجعل المصاب به في حالة نفسية متقلبة ومختلفة عن الأصحاء، فهو مطالب بمراقبة وضعه على مدار الساعة تفاديا لأي أعراض قد يتعرض لها لا سمح الله مثل ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في دمه وخصوصا المصابين بالنمط الأول المعتمد على الأنسولين، وإضافة إلى ذلك فهو مطالب أيضا بتجنب كل ما يؤثر على صحته وينعكس على قراءات ومؤشرات نسبة السكر.

والواقع أن هناك بعض الحقوق للطالب المصاب بالسكري في المدرسة؛ وتتمثل في التالي: ألا يمارس معه أي تمييز أو تفرقة عند التسجيل للمدرسة أو عند عملية الدراسة، وأن يسمح له بتناول الطعام أو شرب الماء أو العصير في المدرسة في أي وقت وأي مكان، وأن يسمح له بقياس مستوى سكر الدم في أي وقت وأي مكان وحسب الضرورة (إذا كان لا يستخدم التقنيات الحديثة)، والسماح له بأخذ الأنسولين في أي مكان وحسب الضرورة، وأن تتم العناية به وبحالة مرضه ولا يترك وحده دون ملاحظة، والاتصال بولي أمره عند الضرورة.

كما يسمح له بالذهاب إلى دورة المياه في أي وقت، ومراعاة حالته المرضية؛ حيث إنه قد يحتاج إلى التغيب عن المدرسة للذهاب إلى المواعيد الطبية أو دخول المستشفى، ويسمح له بالمشاركة في جميع الأنشطة المدرسية، وأن تتوفر في المدرسة قاعدة بيانات يسجل بها كل طالب أو طالبة من المصابين بالسكري، وضرورة توفير أغذية ومشروبات صحية مناسبة للطالب المصاب بالسكري في مقصف المدرسة.

الرعاية الصحية للطالب والطالبة المصابين بالسكري، تشكل أهمية بالغة في المدرسة، لتحقيق ثلاثة أهداف، وهي: ضمان سلامته الصحية خلال اليوم الدراسي، وضمان الضبط الجيد لقراءات السكري، وتزوده بالتحصيل العلمي المثالي، ولإدارات المدارس الحق في رصد المعلومات الخاصة بكل طالب سكري تشتمل على اسمه كاملا وعنوانه ورقم هاتف والديه وطبيبه المعالج، ومعلومات مفصلة عن علاجه وجرعاته وتوقيتها، وعن الغذاء الصحي المناسب له، وينبغي أن ترصد هذه المعلومات من الأهل وفريق الرعاية الطبية السكري الخاصة بالطالب موثقة بتقرير طبي.

وهناك حقائق لا بد أن يعرفها المعلمون وإدارات المدارس عن السكري، تتمثل في أنه مرض مزمن وغير معد ولا ينتقل بالملامسة، ولا يمكن الشفاء التام منه إلا بمشيئة الله، والعلاج يتكون من حقن الأنسولين ونظام غذائي والرياضة غير الشاقة وغير الطويلة، كما يمكن للأطفال المصابين بالسكري المشاركة في جميع الأنشطة المدرسية، ولا يجب معاملتهم بشكل خاص عن باقي الطلبة، كما يجب على جميع المعلمين والمعلمات في المدرسة معرفة أعراض هبوط وارتفاع السكر وكيفية معالجتهما في المدرسة.

أخيرا.. مرض السكري لا يعتبر عائقا عن التحصيل الدراسي أمام الطلاب المصابين به؛ لكنهم يحتاجون رعاية خاصة وبيئة مناسبة تمكنهم من قضاء يومهم الدراسي بشكل طبيعي، وهذا الدور مشترك بين أولياء الأمور والكادر التعليمي؛ فغالبية الطلاب المصابين بالسكري هم من النوع الأول الذي يحتاج إلى حقن الأنسولين، وفي حال عدم وجود تنسيق بين الأهل والمدرسة قد يصاب الطفل بالأعراض المصاحبة إذا لم يتم إعطاؤه الحقنة في وقتها، وقد يصاب أيضا بانخفاض شديد في السكر وإغماء إذا لم يتناول الوجبات في وقتها؛ لذا يجب أن يتم التعامل مع هذه الفئة بالمرونة حفاظا على سلامتهم وصحتهم؛ كما أؤكد على أهمية تناول وجبة الفطور الصباحي من المنزل للمحافظة على معدل سكر الدم.