«زاتكا» وشهادة عالمية بالتميز المؤسسي

لن أبالغ بأنه منذ بداية دراستي الجامعية وبداية حياتي العملية كانت أحد أهم أمنياتي أن أشاهد جهات حكومية وشركات سعودية تحقق شهادات عالمية في التميز والجودة، وأن تكون هذه الشهادات ثقافة سائدة في الأعمال وعند الجميع.

كان المثل الأعلى لنا هو جودة أداء اليابان في الأعمال والإجراءات والصناعات، وكانت مثلا أعلى لا نتجرأ أن نقارن أنفسنا بهم يوما.

ومنذ أن انطلقت رؤية السعودية 2030، كان من أهم مستهدفاتها الجودة العالية والتميز المؤسسي، في جميع أعمالها ومؤسساتها الحكومية والقطاع الخاص والقطاع غير الربحي، واستهداف جميع الجهات للجودة العالية والتميز المؤسسي سيسهم بشكل كبير في الحصول على مخرجات متميزة وقابلة للتوسع والاستدامة، وتعود بالنفع على الأجيال القادمة.

حصلت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك الأسبوع الماضي على شهادة الاعتراف بالتميز المؤسسي بمستوى 5 نجوم، من المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM)، وتعد هذه الشهادة المرجع الأهم عالميا في تقييم التميز المؤسسي، لتصبح الهيئة أول وأعلى جهة على مستوى المملكة تحقق هذا الإنجاز على كامل المنظمة وفقا للنموذج الجديد، فيما يتوج جهودها لتطبيق أبرز معايير ومفاهيم التميز المؤسسي المحلية والعالمية، بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.

وللمشاركة في هذه التقييمات وشهادات التميز، فقد عملت الهيئة على توفير أدوات تضمن استدامة الجودة العالية، وعملت على ترسيخ ثقافة عمل قائمة على التحسن المستمر، وتحقيق الريادة والتميز في تقديم الخدمات للعملاء ومع الشركاء، ثم تقدمت للتقييم الأكثر انتشارا في العالم لقياس مستوى التميز المؤسسي في المنظمات الحكومية الخاصة.

النموذج المعتمد (EFQM) الذي تفوقت الهيئة بالحصول عليه بخمسة نجوم، يعد الأوسع انتشارا في العالم لإدارة الجودة، وهو مؤشر على تتبع أفضل المعايير والممارسات العالمية في الإجراءات، وتوافر عوامل الاستدامة وقابلية التوسع، ويسهم بشكل كبير في تحسين بيئة العمل وزيادة الإنتاجية ورفع الكفاءة. ويعد هذا من أبرز علامات التميز المؤسسي.

حرصت الهيئة خلال السنوات القليلة الماضية على تطبيق أفضل المعايير والممارسات، وجهود كبيرة لتحقيق تميزها المؤسسي للإجراءات والتشغيل، وتجربة العميل والشركاء أصحاب العلاقة وكفاءة الإنفاق والأداء، كان ذلك يتم بتطبيق تلك المعايير والنماذج، ثم متابعة الأداء والأعمال، وقياس مؤشرات الأداء الاستراتيجية والتشغيلية، والتركيز على التحول الرقمي والاستفادة من التقنيات الناشئة بما يضمن الكفاءة العالية في الأداء وتقديم الخدمات.

تسعى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك إلى مواصلة تبنيها لتطبيقات التميز المؤسسي، تحقيقا لرؤيتها في أن تكون نموذجا عالميا يحتذى به في حماية الوطن وتعزيز الاقتصاد وتجربة العميل. ومع استمرار الهيئة والجهات الحكومية الأخرى وشركات القطاع الخاص والقطاع غير الربحي في استهداف وتحقيق المزيد والمزيد من شهادات التميز والتفوق في الأعمال، نكون قد كسبنا شهادات تؤكد سلامة الإجراءات وتميزها وتعاملاتها الرقمية وحوكمة الأعمال، وهذا ليس لتحقيق مستهدفات الهيئة فقط، بل مستهدفات رؤية السعودية 2030.

شهادة الاعتراف من (EFQM) تثبت مدى جودة أداء المؤسسة - الهيئة - في ظل إطار عمل إداري مثبت عالميا ومتبع عند أكبر الجهات العالمية والشركات، إذ إن عملية التقييم يقوم عليها فريق من المقيمين المستقلين الذين يقومون بمراجعة أداء الجهة، إضافة إلى خبراتهم العملية في إدارة المؤسسات حول العالم، ويقدمون ملاحظات قيّمة على مدى فترة التقييم.

هذه الشهادة تثبت جهود التحسين المستمر، وتحفز الموظفين على دفع المنظمة نحو التحسين المستمر، والحرص على التقدم المستمر، وخلق الحماس والتركيز على التعلم والتدريب، وتسهم في تحقيق مراكز متقدمة للمملكة ومنافسة الدول المتقدمة بأعلى معايير الأداء.

Barjasbh@