هل تستخدم أمريكا داعش للعبث بأمن سوريا؟

دمشق تتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات داعش الأخيرة
دمشق تتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء هجمات داعش الأخيرة

الأحد - 13 أغسطس 2023

Sun - 13 Aug 2023

لا يمر يوم دون أن تشهد مدن ومناطق سوريا حادثا إرهابيا جديدا يرسم المزيد من علامات الاستفهام حول الفاعل الذي لم يعد مجهولا.

وفيما تتهم الحكومة السورية بشكل علني وواضح الولايات المتحدة الأمريكية بأنها وراء الهجمات التي تحدث في وضح النهار على قوات حكومية ومنشآت مدنية، وتؤكد أن هدفهم العبث بمقدرات البلاد وأمنها، تقول مصادر أمريكية إن هناك جماعات تابعة لإيران وراء تلك الحوادث.

وفي خضم الاتهامات المتبادلة.. تزايدت وتيرة الهجمات التي يشنها تنظيم داعش في البادية السورية بشكل لافت أخيرا ليثار عدد من الأسئلة عن الأسباب ودلالات التوقيت والرسائل التي يريد التنظيم إيصالها، ووجهت الحكومة السورية أصابع الاتهام نحو الولايات المتحدة وألقت اللوم عليها في هجوم ريف دير الزور شرق البلاد، أحدث الهجمات التي استهدفت قواتها وأكثرها دموية منذ بداية العام الحالي.

نهب الثروات

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان إن جريمة قوات الاحتلال الأمريكي وتنظيماتها الإرهابية باستهداف حافلة للجيش العربي السوري بريف دير الزور، تأتي في إطار التصعيد الأمريكي ضد سيادة سوريا واستقلالها، وفي سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي».

ووصفت الهجوم بأنه جريمة جديدة، حيث استهدفت القوات الأمريكية وتنظيماتها الإرهابية حافلة تقل عددا من عناصر الجيش العربي السوري جنوب شرق دير الزور، مما أسفر عن استشهاد عدد من العسكريين وإصابة آخرين.

وأضافت الوزارة أن هذه العملية تأتي في سياق دعم ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية للتنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي، وتوظيفها له وللميليشيات الانفصالية العميلة لها كأداة لتنفيذ مخططاتها، مشيرة إلى أن هذا العمل الإجرامي يتزامن مع النهب الأمريكي المستمر لثروات سورية النفطية والزراعية وزيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب السوري، بهدف إطالة أمد احتلالها ومواصلة زعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

عودة داعش

ولفت المرصد السوري إلى أن هجوم داعش هو الثاني هذا الأسبوع بعد هجوم آخر في الرقة والثالث منذ بداية الشهر الحالي، واصفا العملية التي وقعت تحديدا على طريق دير الزور - حمص بأنها الأعنف خلال 2023.

وعد رامي عبدالرحمن مدير المرصد، في تصريحات تلفزيونية، هذه الهجمات دليلا واضحا على أن هناك من يريد إعادة تنظيم داعش إلى الواجهة، قد تكون أمريكا وقد تكون إيران، في النهاية هناك المستفيد من أن يوقع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام، هناك من يعجل بانهيار كامل لسوريا.

وتابع «هناك صراع روسي أمريكي على الأراضي السورية، هناك صراع إيراني تركي على الأراضي السورية، ولكن بالنهاية الضحايا هم من السوريين والأراضي المستباحة هي أراضي سوريا، عندما نتحدث عن قوات إيرانية منتشرة في البادية، هناك على بعد عشرات الكيلومترات من هذه القوات في البادية أيضا قوات أمريكية شمال هذه المنطقة، توجد قوات أمريكية، قوات روسية، قوات تركية».

المعركة القادمة

وتوقع عبدالرحمن تزايد وتيرة الهجمات ومعركة قادمة إذا لم تتوصل إيران والولايات المتحدة إلى تفاهم بخصوص الحدود السورية العراقية، سوف تحرك الولايات المتحدة مقاتلين سوريين لاستهداف القوات الإيرانية في البادية السورية تحت ذريعة استهداف خلايا داعش النائمة.

ورأى مدير المرصد السوري أن هناك من أعاد تنظيم داعش، فهو لم يعد ترتيب صفوفه، هو موجود في البادية السورية منذ فترة. وقدر عدد عناصر التنظيم بنحو 3 آلاف في تلك المنطقة التي تشكل نحو نصف مساحة الأراضي السورية.

وربما يتطابق تحليل مدير المرصد السوري مع تصريحات نسبتها وكالة سبوتنيك الروسية لمصدر عسكري سوري، لم تكشف عن هويته، تحدث فيها عن ملابسات الهجوم الذي استهدف قوات الجيش قبل نحو أسبوع في محافظة الرقة، وأكد أن منفذيه جاؤوا من مناطق الجيش الأمريكي وانسحبوا إليها، في إشارة لرعاية وتسهيل القوات الأمريكية لمثل هذه الهجمات.

وبحسب القوات الحكومية السورية، لا تزال مناطق في بادية دير الزور الجنوبية والشرقية تشكل ملاذا لعناصر داعش، إلى جانب طريق دمشق دير الزور جنوب غرب دير الزور.

جيوب الإرهاب

وارتفعت حصيلة ضحايا القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها خلال العمليات العسكرية ضمن البادية السورية منذ مطلع العام الحالي إلى نحو 240 قتيلا، وفقا للمرصد السوري.

وعلى الرغم من أن داعش خسر آخر المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا في 2019، فإنه يحتفظ بوجوده في بعض الجيوب في الصحراء السورية الشاسعة، التي يتخذ منها منطلقا لنصب كمائن للجيش السوري أو شن هجمات مباغتة.

وأعلن التنظيم، المصنف إرهابيا في عدد من دول العالم، مطلع الشهر الحالي مقتل زعيمه أبو الحسين الحسيني القرشي في اشتباكات بشمال غرب سوريا، وسمى خليفة له.

ويرى محللون أنه في ظل متغيرات متلاحقة على سياسات دول فاعلة في المنطقة ومع ازدياد حدة الاستقطاب وتعدد ساحات الصراع الروسي الأمريكي، بداية من الأراضي الأوكرانية مرورا بأفريقيا وصولا إلى سوريا، ستشهد الأيام المقبلة المزيد من التطورات في الأراضي السورية؛ في هذا البلد الذي تسببت الحرب الأهلية فيه في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتشريد أكثر من نصف مواطنيه.

خسائر كبيرة

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن دوي الانفجارات الذي سمع غرب العاصمة السورية دمشق فجر أمس الأول، كان نتيجة انفجار في مستودعات صواريخ تابعة لميليشيات موالية لإيران، وأكد أن التفجير العنيف في العاصمة دمشق ومحيطها تبين أنه ناجم عن انفجار في مستودعات صواريخ تعود للمليشيات التابعة لإيران، ضمن منطقة جبلية واقعة غرب العاصمة دمشق، وأورد أن الانفجارات تسببت بخسائر مادية، بينما لم ترد معلومات عن خسائر بشرية حتى الآن.

وأشارت وكالة «سانا» الرسمية خلال الليل إلى سماع أصوات انفجارات في محيط دمشق، دون تحديد السبب، وقبل أيام قتل 4 عسكريين سوريين ومقاتلان مواليان لإيران، جراء غارات إسرائيلية استهدفت فجرا مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة في محيط دمشق، وفق المرصد.

وفي 19 يوليو قتل 3 مقاتلين وأصيب 4 آخرون بجروح جراء قصف إسرائيلي استهدف مواقع تابعة لقوات النظام السوري ومجموعات موالية لطهران في محيط دمشق، بحسب المرصد، فيما أفاد الإعلام الرسمي السوري عن إصابة جنديين، واستهدفت إسرائيل أيضا قاعدة دفاع جوي في محافظة طرطوس الساحلية، بحسب المصدر نفسه.

حصيلة الإرهاب في سوريا

  • 240 قتيلا خلال 2023

  • 5000 جريح خلال العام الحالي

  • 500 ألف قتيل منذ 10 أعوام

  • 6.5 ملايين نازح في السنوات الماضية