ابنة رئيس النيجر المخطوف: أسرتي تعيش بلا مياه أو كهرباء

ناشدت العالم بالتدخل وأكدت أن والدها فقد 5 كجم ويعيش على الأرز والمعكرونة
ناشدت العالم بالتدخل وأكدت أن والدها فقد 5 كجم ويعيش على الأرز والمعكرونة

السبت - 12 أغسطس 2023

Sat - 12 Aug 2023

قالت ابنة رئيس النيجر المخطوف محمد بازوم من قبل عسكريين، إن أسرتها تعيش في ظلام دامس بعد أن قطعت الكهرباء عنهم، وناشدت العالم بالتدخل في ظل الظروف غير الإنسانية التي يعيشها الرئيس المنتخب.

وكشفت زازيا بازوم أن والدها وأفراد عائلتها الآخرين محتجزون في ظروف غير إنسانية على أيدي خاطفيهم العسكريين، حيث يفقدون وزنهم بسرعة، بينما يتعفن الطعام في الثلاجة في غياب الكهرباء.

وأبلغت الشابة البالغة 34 عاما، والتي كانت تقضي إجازة في فرنسا عندما احتجز الحرس الرئاسي الشهر الماضي والدها وأسرتها، أنها على اتصال هاتفي شبه يومي بوالدتها ووالدها وشقيقها، الذين تقول إنهم يعيشون دون مياه نظيفة، ويعتمدون على إمدادات من الأرز والمعكرونة، رغم نفاد الوقود من فرن الغاز.

ظلام وحر

قالت زازيا عبر الهاتف من باريس لصحيفة «جادريان» البريطانية: «وضع عائلتي صعب للغاية في الوقت الحالي.. إنهم يعيشون في الظلام، والطقس في النيجر شديد الحرارة.. لذلك من المحزن جدا أنهم دائما ما يكونون في الظلام والمنزل حار جدا.. ومع ذلك، يقولون إنهم سيستمرون في الصمود، ولكن من الصعب بالنسبة لي (أنا وأشقائي في الخارج) رؤية عائلتنا في هذا الموقف».

وتشير ابنة الرئيس المخطوف إلى أنها تدربت كمحامية مصرفية، لكنها تعمل مع والدتها هديزا بازوم لصالح مؤسسة السيدة الأولى نور، التي تنشط في قطاعي الصحة والتعليم في النيجر.

وقطعت نيجيريا المجاورة الكهرباء عن النيجر للضغط على الجيش، رغم أن زازيا قالت إن الكهرباء لا تزال متوافرة في العاصمة، وإن قطع التيار عن عائلتها خطوة متعمدة من خاطفيها.

منعوا الطبيب

تؤكد زازيا أن قادة المجلس العسكري منعوا طبيب والدها من دخول القصر الرئاسي في نيامي، حيث يتم احتجازه، وطلبوا من الجنود عدم العودة.

وأوضحت أن والدها ووالدتها فقدا حوالي 5 كجم لكل منهما، بينما فقد شقيقها سالم البالغ من العمر 22 عاما والمحتجز مع والديه 10 كجم، معتبرة أن «هذا أمر خطير للغاية، وأشارت إلى أن قادة الانقلاب يفعلون ذلك للضغط عليهم، لكن ليس من العدل أن نراهم في هذا الوضع».

وأضافت: «الطعام الموجود في الثلاجة لا يمكن استخدامه بعد الآن .. ليس لديهم لحوم ولا خضراوات طازجة، وإنما أشياء مثل الأرز والمعكرونة وهو الشيء الوحيد الذي يأكلونه حاليا، وهو أمر غير مفيد لصحتهم، فأنت تدرك أنه لا يمكنك تناول الأرز والمعكرونة طوال النهار والليل.. لذا فإن الأمر خطير بالنسبة لصحتهم، ليس لديهم حتى مياه نظيفة للشرب، وسينتهي غاز الطهي قريبا أيضا.. فماذا سيأكلون بعد ذلك. لا يريدون السماح لأي شخص بالحضور لرؤيتهم».

خطط عدوانية

فشلت الجهود الدولية في الضغط على المجلس العسكري للإفراج عن والدها، الزعيم المنتخب ديمقراطيا في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا منذ أبريل 2021، فيما عين الجنرال عبد الرحمن تياني وحلفاؤه وزراء في حكومة جديدة هذا الأسبوع، في إشارة إلى نيتهم البقاء في السلطة.

وأمر قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، بتفعيل قوتها الاحتياطية في خطوة يُنظر إليها على أنها ضغط على المجلس العسكري للتنحي.. ودعا الاتحاد الأفريقي، اليوم، المجتمع الدولي إلى إنقاذ حياة بازوم.

كما أعربت الولايات المتحدة والأمم المتحدة عن مخاوفهما بشأن صحته.

ورفض الحكام العسكريون الجدد في النيجر الجهود الدبلوماسية للتوسط، وهناك مخاوف من أن تؤدي خطط أكثر عدوانية إلى صراع فوضوي في قلب منطقة الساحل المضطربة للغاية، وذات الأهمية الاستراتيجية.

مواجهة الانقلاب

بالتواكب، تعهد الاتحاد الأفريقي بتقديم دعم للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس»، إذ قال رئيس الاتحاد، موسى فقيه محمد، إنه يدعم رد المجموعة على الانقلاب في النيجر.

وبعد قمة رئيسة في مدينة «أبوجا» عاصمة نيجيريا، أصدرت إيكواس تعليماتها لقادة جيشها بتشكيل قوة تدخل لنشر محتمل في النيجر، لكنها شددت على أن الأولوية الرئيسة هي المضي قدما بوسائل سلمية.

وأكد محمد دعوته للإفراج الفوري عن رئيس النيجر المخلوع، محمد بازوم وجميع أفراد أسرته وحكومته، وقال البيان: إن «مثل هذه المعاملة لرئيس منتخب ديمقراطيا، خلال عملية انتخابية منتظمة، أمر غير مقبول». وأضاف بأن بازوم محتجز في «ظروف سيئة بشكل يثير القلق».

وانتهت الأحد الماضي مهلة كانت «إيكواس» منحتها للمجلس العسكري لاستعادة النظام الدستوري، وإطلاق سراح رئيس النيجر، قبل أن تبدأ المجموعة في تنفيذ خطة للتدخل العسكري في النيجر.

خسائر أمريكا

يرى الخبير الاقتصادي فرانسوا بيرد أنه بعد الانقلاب الأخير في النيجر، لم تتحدد التداعيات متوسطة المدى، لكن النتيجة واضحة، فالانقلاب يهدد الاستقرار في غرب أفريقيا، والمصالح الأمريكية والفرنسية في القارة الأفريقية، ويعزز الفرص الصينية، وسيعاني الأفارقة وسيواصل المتطرفون كسب مناطق نفوذ، وليس من المرجح أن تعود النيجر للديمقراطية في المدى القصير.

وفي تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، قال بيرد مؤسس حركة اللعب النظيف في مجال التجارة، إن الآمال الأولية التي أعربت عنها فرنسا بأن تسارع القوات المسلحة النيجيرية لإنهاء الانقلاب الذي قام به رئيس الحرس الرئاسي تبددت سريعا، عندما انحاز الجيش للانقلاب.

كما أن الموعد الذي حدده قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ( الإيكواس) ليقوم الجيش بإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة، وإلا فإنه سيكون هناك تدخل عسكري، انتهى كما بدأ، وتم فرض عقوبات وقطعت نيجيريا الكهرباء عن النيجر، ولكن هذا سيلحق الضرر بالمواطنين وليس بالجيش أو المتمردين.

مواجهة الأزمات

يرى بيرد أن الإيكواس كانت تخطط لتشكيل فريق لمواجهة الأزمات، ولكنها فشلت في تمويله حتى الآن. ورغم الإعلان عن اجتماع مقرر للقادة العسكريين لإيكواس، هناك احتمال ضئيل في أن يكون هناك تدخل عسكري أفريقي فعلي ما لم يتم تمويله ودعمه من جانب الولايات المتحدة وفرنسا.

ماذا يخسر العالم بعد انقلاب النيجر؟

  • أكثر من 7% من يورانيوم العالم في النيجر

  • خسائر جغرافية وأمنية وتجارية

  • انهيار الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم

  • تدهور اقتصادي وزيادة عدد الفقراء والمحرومين

  • زيادة عدد النازحين والمشردين حول العالم

  • فقدان أمريكا وفرنسا استثماراتهما وقواعدهما لمكافحة الإرهاب