في ممراته أثر خطوات، وفي بنيانه همس أصوات، وفي كل زاوية من زواياه نقش لسردية تاريخية؛ فيما أركانه مشيدة بأحجار الجبال الشاهقة وأشجار الأرض الخضراء، بُنيت بأيادي ساكني المنطقة الذين بذروا به أرواحهم وأحلامهم؛ حتى غدى "قصر بن رقوش" في منطقة الباحة؛ صرحاً شامخاً، زاد انتعاشه بمبادرة هيئة التراث التي مضت إليه؛لتفعيله بأنشطة تراثية متنوعة خلال الفترة من 7 إلى 12أغسطس.
القصر الواقع في قرية "بني سار" شمال مدينة الباحة، والمبني منذ عام 1249هـ؛ ظل صامداً بالرغم من تغيرات الزمن ورياحه التي نحتت الصخور وفتتتها، وما زالت قيمته راسخةً ومتأصلةً كلما مضت العقود، ويتعتق بناءه ويزداد جمالاً؛فتتجانس عناصره العمرانية الجمالية مع أهميته الضمنية.
وقد حوت مساحاته على "دار قضاء" وهو مكانالقاضي يجتمع فيه مع المتخاصمين ريثما يبت بينهم، أما في "السجن" يُزجّ المجرمين وتُنفّذ عليهم الأحكام الصادرة من الدار، كما تضمّن القصر على "مدرسة" تسعى إلى نشر العلم وتثقيفالأطفال وتعليمهم القراءة والكتابة والحساب، بينما "المجلس" مكان احتضان الضيوف والشيوخ وإبرامالمعاهدات؛ وهو المكان الرئيسي في القصر.
يذكر أن هيئة التراث تنظم في "قصر بن رقوش" عدداً من الأنشطة، مانحةً الحيوية في هذا المكان العريق الذي تشرّب الثقافة إلى أن فاضت من مَرافِقِه التليدة؛ من خلال عدة مناطق خصصتها للحرف اليدوية، والألعاب الشعبية، والمجلس التراثي، والعروض التقليدية التراثية، والتصوير.
حيث تطمح الهيئة من خلال تنظيم هذه الفعالية إلى تعزيز الهوية الثقافية السعودية، ونشر الوعي الثقافي الوطني، بالإضافة إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والقيم الاجتماعية، واستعراض المواهب المحلية، وإثراء تجارب الزوّار بالمواقع التراثية.
الأكثر قراءة
الأحساء تعزز مكانتها كوجهة سياحية رئيسية بـ 5 مناطق مميزة
شركة إيديكس تفوز بعقد تطوير البنية التحتية للمرحلة الأولى من المنطقة اللوجستية بميناء جدة من شركة DP World Logistics
النصر عاد للواجهة والشباب بطلا لبراعم التايكوندو
مبدعون سعوديون يعرضون قصصهم المُلهمة نحو منصات الأزياء العالمية
شركة سامي نافانتيا تُطلق نظام حزم الجديد HAZEM Lite CMS
السعودية تخطو خطوات ثابتة نحو الاستدامة البيئية ومكافحة الانبعاثات الكربونية