عبدالمعين عيد الأغا

7 أيام عالمية «للرضاعة الطبيعية»

الأربعاء - 09 أغسطس 2023

Wed - 09 Aug 2023

شهد الأسبوع الأول من شهر أغسطس الجاري 2023 الاحتفال بالأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية، وهو احتفال عالمي لم يقتصر على يوم واحد بل سبعة أيام متتالية بهدف إيصال التوعية لأكبر وأهم شريحة وهم «الأمهات والآباء» الذين يرزقون بالمواليد الجدد، وأيضا بهدف التأكيد على جميع الأمهات بأن حليب الأم هو الغذاء المثالي للرضع، فهو آمن ونظيف، ويحتوي على أجسام مضادة تساعد على الحماية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، كما يوفر كل الطاقة والمغذيات التي يحتاجها الرضيع في الأشهر الأولى من عمره، ويستمر في توفير ما يصل إلى أكثر من نصف الاحتياجات الغذائية للطفل خلال النصف الثاني من العام الأول، وحتى الثلث خلال العام الثاني من الحياة، بالإضافة إلى ذلك فإن هناك انعكاسات إيجابية تنعكس على الأمهات، إذ تقل مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي والمبيض لدى اللواتي يرضعن أكثر من غيرهن.

وما أود أن أشير إليه في هذه المساحة إلى معلومات مهمة قد لا تخطر على البال عن أهمية الرضاعة الطبيعية وهي أن حليب الأم يقلل احتمالات تعرض المواليد لزيادة الوزن أو السمنة مستقبلا، وبالتالي يكونون أقل عرضة لمرض السكري النمط الثاني الذي تزداد فرص الإصابة به مع زيادة الوزن والسمنة، وبذلك يعتبر الأمر وقاية طبيعية للمواليد والأمهات منحها الله سبحانه وتعالى للطرفين.

ولا ننسى الجانب العاطفي الذي يربط المولود بالأم، إذ يلاحظ أن الطفل يبكي بصورة مستمرة خلال الفترة الأولى بعد قدومه للحياة نتيجة عدم شعوره بالأمان بعد خروجه من الرحم أو مسكنه الآمن الذي قضى فيه فترة الحمل؛ لذا فإن شعور الطفل بالقرب الجسدي من أمه خلال الرضاعة والتلامس بينهما، والاستماع لنبضات قلبها التي اعتاد عليها في أثناء الحمل، يشعره بالأمان ويطمئنه ويساعده على الاستغراق في النوم.

وتمثل الأسابيع الأولى بعد الولادة أكثر أهمية لبناء قاعدة ثابتة لإنتاج الحليب، فإنتاج الحليب في الأيام الأولى يحدث بشكل تدريجي، إذ يتم الإنتاج الأولي عالي الجودة (كوليستروم)، الذي يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة والمركبات الهامة بما يتلاءم مع الحماية الأولية التي يحتاجها المولود، فكمية الكوليستروم التي يتم إنتاجها في الأيام الأولى تكون قليلة، حوالي نصف ملعقة صغيرة، ولكن تظل هذه الكمية مناسبة لحجم معدة الطفل ولاحتياجاته، وبعد عدة أيام تزداد كمية الحليب وتتغير تركيبته ويتحول إلى حليب انتقالي وبعدها إلى حليب «ناضج».

وبعض الأمهات قد يشعرن بأن حليب الثدي غير كاف لإشباع الطفل، وهو معتقد خاطئ، فطالما لا توجد مشكلة في الرضاعة وينمو الطفل بمعدل موافق لمنحنى النمو الطبيعي، فإن الأمر لا يستدعي القلق، ومع ذلك إذا شعرت الأم بفطرتها أن حليبها لا يكفي صغيرها فيجب عليها مراجعة الطبيب حتى يفحص الطفل ويزنه، ولتشخيص السبب وراء قلة إدرار الحليب.

والأمهات اللواتي يتجهن نحو الرضاعة الصناعية دون أسباب صحية أو مرضية فإن عليهن معرفة عيوب الحليب الصناعي، فعند استخدام الحليب الصناعي للطفل فإنه لا يعطي حماية من العدوى من الأمراض كالتي يأخذها الطفل من لبن الأم، ومن الممكن أن يسبب الحليب الصناعي مشاكل في الهضم عند الطفل مثل الإمساك والغازات، كما أن الحليب الصناعي لا يحتوي على المغذيات الطبيعية والحيوية للطفل على عكس الرضاعة الطبيعية التي تقوي وتساعد على تطور جهاز المناعة لدى الطفل لاحتوائها على الأجسام المضادة المهمة والتي تساعد على الحماية من كثير من الأمراض والالتهابات التي قد تصيب الطفل.

خلاصة القول: يجب على الأمهات حديثات الولادة أن يدركن أن أفضل وأول غذاء للطفل هو «الرضاعة الطبيعية» الذي يوفر التغذية الأساسية في السنوات المبكرة الحرجة من الحياة، وهو التحصين الأول للطفل والفرصة الأفضل للترابط والتحفيز المبكر وتطوير الدماغ السليم، وعليهن التركيز على الاختيارات الصحية التي تساعدهن على زيادة إدرار الحليب، كتناول أطعمة غنية بالبروتين ومنتجات الألبان والبقوليات والعدس والفواكه والخضراوات، مع ضرورة الحد جدا من تناول مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة فقد يتسبب وجود الكافيين في حليب الثدي في توتر الطفل أو أرقه عند النوم.