العنف الديني بالهند يهدد بتشويه صورة مودي
150 قتيلا في صراع عرقي بعد فيديو يكشف إجبار امرأتين على السير عاريتين
150 قتيلا في صراع عرقي بعد فيديو يكشف إجبار امرأتين على السير عاريتين
السبت - 05 أغسطس 2023
Sat - 05 Aug 2023
في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي للترحيب بقادة مجموعة العشرين الشهر المقبل، تهدد بعض أسوأ أعمال العنف الديني منذ سنوات بتشويه جهوده لإظهار الهند كثقل استراتيجي موازن وكبديل عن الصين بالنسبة للاستثمار.
وذكر الكاتبان الهنديان بيبهوداتا برادهان وسودهي رانجان سين في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أن الاشتباكات بين الهندوس والمسلمين التي جرت أخيرا أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بالقرب من مطار نيودلهي الدولي، على مقربة من المكان الذي من المقرر أن يصل إليه في التاسع من سبتمبر المقبل قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينج للمشاركة في قمة مجموعة العشرين الأكثر شهرة في العالم.
والتزم مودي الصمت إزاء الاشتباكات الأخيرة القريبة من العاصمة، والتي أعقبت الأحوال التي ازدادت سوءا في ولاية مانيبور على بعد نحو 2500 كيلومتر.
قصة الاشتباكات
أدى مقطع فيديو يظهر امرأتين اُجبرتا على المشي عاريتين والتحرش بهما جسديا إلى إثارة غضب عام، مما سلط الضوء على صراع عرقي أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا منذ مايو الماضي.
وتزيد هذه النوعية من الحوادث الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين للتحدث عن المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في أكثر دول العالم سكانا، وهو ما سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه بوجه خاص أثناء إقناع الهند بأن تنأى بنفسها عن روسيا، وبأن تواجه تصرفات الصين القسرية المتزايدة، وفي يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن 'إن الشراكة الأمريكية الهندية أكثر قربا وأوسع نطاقا، وهي أكثر ديناميكية من أي وقت مضى».
أقل تسامحا
ويقول سي أوداي بهاسكر، مدير دراسات المجتمع من أجل السياسة في نيودلهي «إن الاشتباكات الدينية والعرقية يمكن أن تؤثر بصورة سلبية على صورة الهند كخيار آمن للاستثمار والتصنيع».
وأضاف «إنها يمكن أن تؤثر أكثر من ذلك» فيما يتعلق بسياسة التخلص من مخاطر الصين وإضعافها، التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ويمكن القول إن المخاطر كبيرة بالنسبة لمودي الذي يواجه انتخابات العام المقبل، والتي يتوقع أن يتمكن فيها من إطالة أمد تواجده في السلطة ليتخطى العشرة أعوام.
وعلى الرغم من أن الكثير من الناخبين يثمن مودي كقائد قوي تمكن من التعجيل بتنمية الهند وتعزيز صورتها على المسرح العالمي، يقول المنتقدون «إن حزبه بهارتيا جاناتا الذي يهيمن عليه الهندوس جعل الدولة أقل تسامحا مع الأقليات- وهو اتجاه أوضحته أعمال العنف الأخيرة».
تكميم الأصوات
ومنذ أن تولى مودي السلطة عام 2014، تعرض للانتقاد من جانب جماعات المعارضة لقيامه بتعزيز أجندة موالية للهندوس وتكميم الأصوات المعارضة، بما في ذلك الكيانات الإعلامية ومراكز الأبحاث، ووصفت منظمة فريدوم هاوس، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، الهند بأنها «حرة جزئيا» وانتقدت معاملة الحزب الحاكم للأقلية المسلمة.
ومع ذلك، ما زال مودي يتمتع بشعبية، ويحظى على الدوام بنسبة قبول تزيد على 60%، ومن المتوقع أن يفوز بسهولة في تصويت بعدم الثقة طلبته المعارضة بسبب العنف في مانيبور من المقرر أن يتم الأسبوع المقبل.
وتزين الشوارع في جميع أنحاء نيودلهي ملصقات تصور مودي وشعار مجموعة العشرين، ومن المتوقع أن يشهد قادة العالم الصناعي اجتماعا على هامش القمة، حيث تتطلع الهند إلى جذب الشركات التي تسعى لنقل بعض التصنيع بعيدا عن الصين.
ويوم الأربعاء الماضي، شهد ممثلو دول مجموعة العشرين جلسة إحاطة خاصة عقدتها وزارة الشؤون الخارجية الهندية، حتى مع استمرار قيام قوات الأمن بدوريات في جوروجرام، وهي مدينة خارج نيودلهي، توجد بها مكاتب لشركات مثل مايكروسوفت وقوقل الفابت.
تأجج التوترات
وكانت التوترات تأججت في جوروجرام والبلدات القريبة في ولاية هاريانا بعد اشتباك الهندوس والمسلمين أثناء موكب ديني لجماعات هندوسية يوم الاثنين الماضي.
وكان العنف هو الأسوأ في منطقة العاصمة الهندية منذ عام 2020، عندما لقى 52 شخصا حتفهم معظمهم من المسلمين، في اشتباكات طائفية، ودعا رئيس حزب المؤتمر الهندي بريانكا غاندي فادرا إلى الوحدة، وقال «إن سياسة فرق تسد هي أكبر عائق أمام معالجة قضايا التوظيف والتنمية الأكثر إلحاحا.
وتعاني الهند من صراعات مماثلة سببها الهوية في ماليبور بين جماعات أقلية قبلية وأغلبية هندوسية بشأن سياسات العمل الإيجابي، ودفع مقطع الفيديو الخاص بالمرأتين العاريتين مودي إلى الإدلاء بأول تصريحات علنية بشأن الاعتداءات الجنسية في مانيبور، التي تقع على حدود ميانمار في شمال شرق الهند.
كما أسفرت تداعيات الفيديو عن الدعوة للتصويت بعدم الثقة ضد مودي، وعلى الرغم من أن الحزب الحاكم يتمتع بعدد كاف من الأعضاء في البرلمان لحماية رئيس الوزراء، من المؤكد أن العنف» سوف يلقي بظلاله على قمة مجموعة العشرين» كما قال سوشانت سينج، أحد كبار زملاء مركز أبحاث السياسات في نيودلهي.
وأضاف «إن الموقف لا ينعكس بشكل جيد على قدرات مودي القيادية والسياسية للتعامل مع التنوعات العديدة في الهند».
ضحايا العنف الديني في الهند:
150 قتيلا خلال
3 أشهر
6 قتلى في آخر اشتباكات
52 مسلما قتلوا في الصراع
60 % ما زالوا يؤيدون مودي
وذكر الكاتبان الهنديان بيبهوداتا برادهان وسودهي رانجان سين في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أن الاشتباكات بين الهندوس والمسلمين التي جرت أخيرا أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بالقرب من مطار نيودلهي الدولي، على مقربة من المكان الذي من المقرر أن يصل إليه في التاسع من سبتمبر المقبل قادة العالم، ومن بينهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والرئيس الصيني شي جين بينج للمشاركة في قمة مجموعة العشرين الأكثر شهرة في العالم.
والتزم مودي الصمت إزاء الاشتباكات الأخيرة القريبة من العاصمة، والتي أعقبت الأحوال التي ازدادت سوءا في ولاية مانيبور على بعد نحو 2500 كيلومتر.
قصة الاشتباكات
أدى مقطع فيديو يظهر امرأتين اُجبرتا على المشي عاريتين والتحرش بهما جسديا إلى إثارة غضب عام، مما سلط الضوء على صراع عرقي أسفر عن مقتل أكثر من 150 شخصا منذ مايو الماضي.
وتزيد هذه النوعية من الحوادث الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين للتحدث عن المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان في أكثر دول العالم سكانا، وهو ما سعت الولايات المتحدة إلى تجنبه بوجه خاص أثناء إقناع الهند بأن تنأى بنفسها عن روسيا، وبأن تواجه تصرفات الصين القسرية المتزايدة، وفي يونيو الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن 'إن الشراكة الأمريكية الهندية أكثر قربا وأوسع نطاقا، وهي أكثر ديناميكية من أي وقت مضى».
أقل تسامحا
ويقول سي أوداي بهاسكر، مدير دراسات المجتمع من أجل السياسة في نيودلهي «إن الاشتباكات الدينية والعرقية يمكن أن تؤثر بصورة سلبية على صورة الهند كخيار آمن للاستثمار والتصنيع».
وأضاف «إنها يمكن أن تؤثر أكثر من ذلك» فيما يتعلق بسياسة التخلص من مخاطر الصين وإضعافها، التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ويمكن القول إن المخاطر كبيرة بالنسبة لمودي الذي يواجه انتخابات العام المقبل، والتي يتوقع أن يتمكن فيها من إطالة أمد تواجده في السلطة ليتخطى العشرة أعوام.
وعلى الرغم من أن الكثير من الناخبين يثمن مودي كقائد قوي تمكن من التعجيل بتنمية الهند وتعزيز صورتها على المسرح العالمي، يقول المنتقدون «إن حزبه بهارتيا جاناتا الذي يهيمن عليه الهندوس جعل الدولة أقل تسامحا مع الأقليات- وهو اتجاه أوضحته أعمال العنف الأخيرة».
تكميم الأصوات
ومنذ أن تولى مودي السلطة عام 2014، تعرض للانتقاد من جانب جماعات المعارضة لقيامه بتعزيز أجندة موالية للهندوس وتكميم الأصوات المعارضة، بما في ذلك الكيانات الإعلامية ومراكز الأبحاث، ووصفت منظمة فريدوم هاوس، التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، الهند بأنها «حرة جزئيا» وانتقدت معاملة الحزب الحاكم للأقلية المسلمة.
ومع ذلك، ما زال مودي يتمتع بشعبية، ويحظى على الدوام بنسبة قبول تزيد على 60%، ومن المتوقع أن يفوز بسهولة في تصويت بعدم الثقة طلبته المعارضة بسبب العنف في مانيبور من المقرر أن يتم الأسبوع المقبل.
وتزين الشوارع في جميع أنحاء نيودلهي ملصقات تصور مودي وشعار مجموعة العشرين، ومن المتوقع أن يشهد قادة العالم الصناعي اجتماعا على هامش القمة، حيث تتطلع الهند إلى جذب الشركات التي تسعى لنقل بعض التصنيع بعيدا عن الصين.
ويوم الأربعاء الماضي، شهد ممثلو دول مجموعة العشرين جلسة إحاطة خاصة عقدتها وزارة الشؤون الخارجية الهندية، حتى مع استمرار قيام قوات الأمن بدوريات في جوروجرام، وهي مدينة خارج نيودلهي، توجد بها مكاتب لشركات مثل مايكروسوفت وقوقل الفابت.
تأجج التوترات
وكانت التوترات تأججت في جوروجرام والبلدات القريبة في ولاية هاريانا بعد اشتباك الهندوس والمسلمين أثناء موكب ديني لجماعات هندوسية يوم الاثنين الماضي.
وكان العنف هو الأسوأ في منطقة العاصمة الهندية منذ عام 2020، عندما لقى 52 شخصا حتفهم معظمهم من المسلمين، في اشتباكات طائفية، ودعا رئيس حزب المؤتمر الهندي بريانكا غاندي فادرا إلى الوحدة، وقال «إن سياسة فرق تسد هي أكبر عائق أمام معالجة قضايا التوظيف والتنمية الأكثر إلحاحا.
وتعاني الهند من صراعات مماثلة سببها الهوية في ماليبور بين جماعات أقلية قبلية وأغلبية هندوسية بشأن سياسات العمل الإيجابي، ودفع مقطع الفيديو الخاص بالمرأتين العاريتين مودي إلى الإدلاء بأول تصريحات علنية بشأن الاعتداءات الجنسية في مانيبور، التي تقع على حدود ميانمار في شمال شرق الهند.
كما أسفرت تداعيات الفيديو عن الدعوة للتصويت بعدم الثقة ضد مودي، وعلى الرغم من أن الحزب الحاكم يتمتع بعدد كاف من الأعضاء في البرلمان لحماية رئيس الوزراء، من المؤكد أن العنف» سوف يلقي بظلاله على قمة مجموعة العشرين» كما قال سوشانت سينج، أحد كبار زملاء مركز أبحاث السياسات في نيودلهي.
وأضاف «إن الموقف لا ينعكس بشكل جيد على قدرات مودي القيادية والسياسية للتعامل مع التنوعات العديدة في الهند».
ضحايا العنف الديني في الهند:
150 قتيلا خلال
3 أشهر
6 قتلى في آخر اشتباكات
52 مسلما قتلوا في الصراع
60 % ما زالوا يؤيدون مودي