لا توكل محاميا مرة أخرى
الأحد - 30 يوليو 2023
Sun - 30 Jul 2023
ما النصيحة الأولى التي ستوجهها لشخص يستعد لتوكيل محام؟ (بأن أغلب المحامين غير أكفاء ويفتقدون للوضوح في التعامل.. إن مخافة الله ليست من الصفات الشائعة لدى المحامي الجيد).
تتردد هذه الجمل غير المنصفة لروح مهنة المحاماة على أسماع الكثير في المجالس والأوساط الاجتماعية والمهنية، في هذا المقال، سأحدثكم عن وجهة نظري عن أسباب الوقوع في تجارب سيئة عند التعامل مع المحامين من خلال خبرتي في ممارسة المهنة.
بعد ازدهار المعاملات المدنية والتجارية في المملكة، وجدت الحاجة لتنظيم المهنة الملقى على عاتق المنتسبين لها حفظ الحقوق وتحسس خفايا المعاملات، فصدر المرسوم الملكي بالموافقة على نظام المحاماة في العام 1422هـ، ولأن التخصصية من مزايا المجتمعات المتقدمة، ينبغي الإدراك بأن حفظ الحقوق يتطلب درجة من العلم والإدراك والخبرة، فوضعت المحاكم لكي تحقق العدل بين الناس، وقننت أحكام ممارسة المحاماة لحماية أفراد المجتمع من التعامل مع غير المؤهلين.
لذا ينبغي السؤال هنا، من المحامي الكفء الذي سأضمن معه الحصول على حقي؟ والإجابة عنه تنطوي على عدة نقاط:
أولا: ضمان الحصول على حقك ليست مسؤولية من وكلته فقط، فيقع عليك وجوب الالتزام بالصدق في التعامل.
ثانيا: الشفافية والوضوح مطلوبان للخروج من العلاقة التعاقدية بينك وبين المحامي برضا، فحتى وإن كانت القضية الخاسرة ينبغي أن تطلع محاميك على كافة تفاصيلها وأن تتجنب إعطاء معلومات خاطئة أو مضللة، ولأن رأس مال المحامي سمعته، فليس من العدالة إشاعة سمعة سيئة عن محام جيد تلقى معلومات مضللة.
ثالثا: يقال إن «اللي أوله شرط آخره نور» وبأن العقد شريعة المتعاقدين، فينبغي للطرفين إسناد الثقة على العقد بينهما، والتوازن مطلوب، في إعطاء الثقة للمحامي لا ينفي أهمية التوثيق والحياء ينبغي ألا يمنع سرد كل كبيرة وصغيرة تخص الموضوع.
رابعا: المعارف التي يمتلكها المحامي وفريقه من أهم الجوانب التي يجب عليك كموكل أخذها بعين الاعتبار لتضمن تجربة جيدة في التوكيل، والمعرفة التخصصية في صلب موضوعك القانوني ميزة مهمة في المحامي وهي مسؤوليتك كموكل أثناء البحث والاختيار.
خامسا: المحامي كالطبيب، لن يقدر على مداواة علتك إن لم تكن واضحا في سرد الأعراض والأسباب، عدم الوضوح والسكوت عن الأمور التي لا تتناسب معك كموكل لن يخدم قضيتك وقد يتسبب في نهاية المطاف في خسارتك لحقك، فيجب تحييد الجوانب الشخصية عن متطلباتك العملية والإدلاء بكل ما له صلة بالموضوع وما يستجد سواء قبل أو أثناء أو بعد التعاقد، فالمحامي ليس صديقك والعميل ليس صاحبك.
سادسا: المال عصب الحياة، ولتفادي إضاعة وقت وجهد الأطراف في حل الخلافات المادية ينبغي عدم التغافل أو محاولة السكوت عن وضع اتفاق واضح وصريح يقدر الوقت والجهد المخصصين للقضية ولا يبخس معرفة المحامي، كما أن من حق العميل في الحصول على أفضل خدمة قانونية، ولأن كل طرف يفضل أن يكون فائزا في تعاقده، ينتبه المحامي الجيد لهذا الجانب النفسي دائما.
في الختام، تذكروا دائما بأن إعطاء الحقوق لأهلها من أسباب دوام العلاقات، وليست علاقة المحامي بالموكل باستثناء.. فلا توكل محاميا حتى تعرف بالتحديد ما تريده منه.
turkilaw11@
تتردد هذه الجمل غير المنصفة لروح مهنة المحاماة على أسماع الكثير في المجالس والأوساط الاجتماعية والمهنية، في هذا المقال، سأحدثكم عن وجهة نظري عن أسباب الوقوع في تجارب سيئة عند التعامل مع المحامين من خلال خبرتي في ممارسة المهنة.
بعد ازدهار المعاملات المدنية والتجارية في المملكة، وجدت الحاجة لتنظيم المهنة الملقى على عاتق المنتسبين لها حفظ الحقوق وتحسس خفايا المعاملات، فصدر المرسوم الملكي بالموافقة على نظام المحاماة في العام 1422هـ، ولأن التخصصية من مزايا المجتمعات المتقدمة، ينبغي الإدراك بأن حفظ الحقوق يتطلب درجة من العلم والإدراك والخبرة، فوضعت المحاكم لكي تحقق العدل بين الناس، وقننت أحكام ممارسة المحاماة لحماية أفراد المجتمع من التعامل مع غير المؤهلين.
لذا ينبغي السؤال هنا، من المحامي الكفء الذي سأضمن معه الحصول على حقي؟ والإجابة عنه تنطوي على عدة نقاط:
أولا: ضمان الحصول على حقك ليست مسؤولية من وكلته فقط، فيقع عليك وجوب الالتزام بالصدق في التعامل.
ثانيا: الشفافية والوضوح مطلوبان للخروج من العلاقة التعاقدية بينك وبين المحامي برضا، فحتى وإن كانت القضية الخاسرة ينبغي أن تطلع محاميك على كافة تفاصيلها وأن تتجنب إعطاء معلومات خاطئة أو مضللة، ولأن رأس مال المحامي سمعته، فليس من العدالة إشاعة سمعة سيئة عن محام جيد تلقى معلومات مضللة.
ثالثا: يقال إن «اللي أوله شرط آخره نور» وبأن العقد شريعة المتعاقدين، فينبغي للطرفين إسناد الثقة على العقد بينهما، والتوازن مطلوب، في إعطاء الثقة للمحامي لا ينفي أهمية التوثيق والحياء ينبغي ألا يمنع سرد كل كبيرة وصغيرة تخص الموضوع.
رابعا: المعارف التي يمتلكها المحامي وفريقه من أهم الجوانب التي يجب عليك كموكل أخذها بعين الاعتبار لتضمن تجربة جيدة في التوكيل، والمعرفة التخصصية في صلب موضوعك القانوني ميزة مهمة في المحامي وهي مسؤوليتك كموكل أثناء البحث والاختيار.
خامسا: المحامي كالطبيب، لن يقدر على مداواة علتك إن لم تكن واضحا في سرد الأعراض والأسباب، عدم الوضوح والسكوت عن الأمور التي لا تتناسب معك كموكل لن يخدم قضيتك وقد يتسبب في نهاية المطاف في خسارتك لحقك، فيجب تحييد الجوانب الشخصية عن متطلباتك العملية والإدلاء بكل ما له صلة بالموضوع وما يستجد سواء قبل أو أثناء أو بعد التعاقد، فالمحامي ليس صديقك والعميل ليس صاحبك.
سادسا: المال عصب الحياة، ولتفادي إضاعة وقت وجهد الأطراف في حل الخلافات المادية ينبغي عدم التغافل أو محاولة السكوت عن وضع اتفاق واضح وصريح يقدر الوقت والجهد المخصصين للقضية ولا يبخس معرفة المحامي، كما أن من حق العميل في الحصول على أفضل خدمة قانونية، ولأن كل طرف يفضل أن يكون فائزا في تعاقده، ينتبه المحامي الجيد لهذا الجانب النفسي دائما.
في الختام، تذكروا دائما بأن إعطاء الحقوق لأهلها من أسباب دوام العلاقات، وليست علاقة المحامي بالموكل باستثناء.. فلا توكل محاميا حتى تعرف بالتحديد ما تريده منه.
turkilaw11@