دخيل سليمان المحمدي

علّلوها فأحسنوا التعليلا

الاحد - 30 يوليو 2023

Sun - 30 Jul 2023

عنوان المقال هو عجز أحد أبيات قصيدة فلسفة الحياة للشاعر الكبير إيليا أبو ماضي، والذي تحدث بها عن التفاؤل وما يصنعه من جمال وسعادة في حياة الانسان.

فيا أيها القارئ النبيل: كن حكيما متفائلا جميلا سترى الوجود كله جميلا. ومن الجمال الذي يجب أن تتحلى به، اجعل الابتسامة على محياك، فبها تدخل السرور على الآخرين، وبها تنشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية والفكرية، وتبتعد عن مشاعر اليأس والانهزامية والعجز، وترتقي إلى النجاح والتألق والمحبة والسعادة.

ابتعد عمن حمّل نفسه الهموم والوساوس التي نغصت عليه حياته، وجعلته أسيرا لشيطانه بكثرة الوساوس والتفكير في المشكلات، مكتئبا فاقدا شعور التلذذ بالابتسامة وما تدخله من سعادة إلى النفس، فهو كالذي يعيش في ضوء الصباح خائفا ومفكرا في ظلمة الليل.

اعلم أخي أن الحياة لن تتوقف، فأجعل تفاؤلك لا يتوقف أيضا، فمهما ضاقت بك الحياة ففرج الله قريب، وكن مقتنعا ومؤمنا بأن كل ما يحدث لك هو خير، حتى لو لم يكن كما تريد، قادرا على تجاوز أفكارك السلبية، محطما حلقاتها، ومغيرا اتجاهاتها، مما يساعدك على تنمية أفكارك الإيجابية والايمان بقدراتك الكامنة، كي لا تقع في براثن الإحباط والتشاؤم.

فما أجمل أن تفكر بالخير وتتفاءل بالأحسن، لتستقر نفسك، وتقوي عزيمتها بحسن الظن بالله، فاستمتع بحياتك ولحظاتها، ولا تكدر صفوها بالتفكير والتشاؤم من القادم.

أَيُّهَذا الشاكي وما بك داءٌ

كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟

إن شرّ الجناةِ في الأرض نفسٌ

تتوقى، قبل الرحيل، الرحيلا

وترى الشوك في الورودِ، وتَعمى

أن ترى فوقها الندى إكليلا

هو عبءٌ على الحياة ثقيل

من يظن الحياة عِبئا ثقيلا!

أحكم الناس في الحياة

أناس علّلوها فأحسنوا التعليلا

فتمتع بالصبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا

جعلنا الله من المتفائلين بالخير دوما.

dakhelalmohmadi@