عائشة العتيبي

استراتيجية جديدة

الاحد - 30 يوليو 2023

Sun - 30 Jul 2023

النهوض في وقت متأخر لا يعني عدم مبالاة ولا اكتراث، بل في الغالب يكون غفلة وعدم تفكير.

الحنين لا يعني فقدا واحتياجا، بل ربما يكون انقيادا وذكرى.

القدر لا يعني جزعا وابتلاء، بل هو اختيار وتدبير.

فنحن نفكر بالظاهر ونجهل الباطن، علينا التمعن بالنظر وفرض أهمية الانتباه في حياتنا، ونرى تدبير الله حكمة ودراية لنا، وأن ما نصاب به أو ما يحدث لنا ليس شرا بل ربما يكون في طياته خير ورحمة ولطف نشعر به فيما بعد.

الواقع صعب والخيال افتراض نود العيش فيه حتى لو دقائق معدودة، كي نختار لأنفسنا لحظات أفضل وحياة حقيقية حتى لو بالخيال نفرض ونوهم العيش فيه.

الواقع يلغي الخيال والخيال يرغب بالواقع فنصبح بين ما نطمح ونتمنى وبين ما يمكن فعله والوصول إليه، واقعنا يعني أحلامنا وأهدافنا ومستقبلنا، وخيالنا يعني تفكيرنا وأمنياتنا وتطلعاتنا، نبحث عن الأقل حتى نحصد الأكثر ونهتم بالغاية حتى نجد الوسيلة، نتعثر حتى نصل، ونؤمن بإمكاناتنا حتى ننجح، نختار بدائل حتى نهتم لأفكارنا، صعب جدا أن نغير قراراتنا ولكن نسعى إلى أن نغيرها حتى نعمل ونجني ثمرة ما زرعنا، نحن لسنا مسيرين، بل مخيرون بين أفكارنا وقراراتنا وأهدافنا.

حدود النظر لدينا ضعيفة جدا، لأننا ننظر للشكل الظاهر ونتجاهل الباطن، لذا نخطئ أكثر مما نصيب، ونسهب كثيرا فيما يحدث حولنا، ونضع علامات تعجب عدة دون الفهم والتجرد من الأمور الخارجية، نغيب عن الأمور الداخلية التي لا يفهمها سوى صاحب المشكلة إذا كان هناك اختلاف، ولن يفهم العمق إلا من عانى من شدة ما وجد. قد نتساءل كثيرا وننتقد دون علمنا لماذا يحدث هذا وما جعل الشخص بهذا المنظر والمتجه.

العمق لا يعلم به سوى الله ثم صاحب الأمر ثم الأقرب والأقرب، أما نحن نجهل حقيقية الشيء الذي أمامنا، لأننا لا نرى منه سوى الشكل الظاهر.

نخطئ في حق أنفسنا عندما نحكم على الآخرين من الخارج، ونخطئ حين نقترف بحق غيرنا بسبب أمر ظاهر سواء سلوكا أو نمطا ثم نلوم المتسبب، لا بد النطق بالمنطق وأخذ أمور عدة في الحسبان حين ننظر دون علم، ونسعى أن نجتهد ونقف في المنتصف، وحين نجد سلوكا سيئا لا ننتقد بشكل صارم ولا نذم صاحب السلوك، بل ربما ليست هناك علاقة بالتربية والتعليم بذلك، ربما هناك أشياء أخرى لا نعلمها، وقد نجد انتقادنا صحيحا لكن ليس دقيقا جدا، وعندما نجد سلوكا حميدا لا نثني بإفراط على السلوك وصاحبه، لا بد أن نكون منصفين، نعطي بقدر ما نرى فقط دون تكلف وتعسف.

الحياة كمحطة قطار، لن تسير دائما بنا بل سنقف حتى لو لوهلة واحدة قبل أن نعلن وصول الرحلة.

عندما نقف لا بد أن نقيم أفكارنا ولا نفرض الحكم على ظاهر الشيء، ولا نظن بمجرد ما نراه فقط، علينا اتخاذ استراتيجية جديدة إذا لم نعلم ما السبب الحقيقي.

نغلق أفواهنا ونحكّم عقولنا ونحفظ سلامة أنفسنا، علينا اتخاذ الوعي فهناك أمور عميقة لن نفهمها بمجرد ما نراها في غيرنا، بل نفهم ونعي جيدا ما الذي سيؤلمنا، وما حجم ما يحدث لنا وما أصابنا، فهكذا هي الحياة.

3ny_dh@