دحام مبارك الغالب

مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي

الخميس - 27 يوليو 2023

Thu - 27 Jul 2023

نحن نعيش في عصر مفتوح لا حدود له، لا حدود مكانية ولا حدود زمانية، وبعد أن كان قدوتنا رسول الله صل الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم والعلماء، أصبح قدوة الشباب في وقتنا الحالي هم مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، ويسعون إليها بكل الطرق والسبل حتى لو كلفهم الأمر عرض خصوصيات حياتهم على تلك المواقع بلا حياء، والتخلي عن مبادئ ديننا الحنيف، والتنازل عن قيم وعادات المجتمع السعودي، كل ذلك في مقابل الشهرة الزائفة، وزيادة عدد المتابعين والحصول على الإعلانات، ويصدق القول إن قلنا إن الأغلبية العظمى من تلك الإعلانات وهمية، فكل واحد منهم يقبل الإعلان عن منتج أو خدمة مقابل المال حتى لو كان متأكدا بنسبة مليون بالمئة أنها إعلانات غير صادقة ومنتجات غير مطابقة للمواصفات ولها تأثيرات سلبية على مستخدميها.

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وعلى وجه الخصوص مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي جزء مهم في الحياة اليومية لجميع الأعمار بل جزء رئيس، فوسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لها ما لها وعليها ما عليها، ولكن الملاحظ أن الجانب السلبي طغى على الجوانب الإيجابية بما يمثل خطرا على المجتمع والأسرة، فأصبحت الحياة الشخصية للأسرة لا حدود لها وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي فردا أساسيا في حياة الأسر، بل الأخطر الدخول في سباق من سيعرض حياته بكل تفاصيلها من مأكل ومشرب وخصوصيات على المواقع لحصاد المشاهدات، وصاحب ذلك ظهور وانتشار أمراض اجتماعية لم تكن موجودة من قبل، فقد زادت المشاكل الأسرية نتيجة زيادة المقارنات والرغبة في الحصول على حياة كما يشاهدونها على مواقع التواصل الاجتماعي، بل تزايد الأمر إلى ارتفاع نسب الطلاق في المجتمع بسبب مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها السلبي على المجتمع، وعليه أصبح مشاهير التواصل الاجتماعي مصدر قلق وخطر يؤرق الكثير من الأسر لما لها من تأثير سلبي على الأطفال والشباب، نتيجة ما يقدمون من معلومات مغلوطة، وتزايد أعداد متابعي مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي كفيل أن يغير فكر ومفاهيم الشباب والمجتمع ككل.

فعلا نحن في زمان الفتن، والضغوط والمغريات الاجتماعية، التي تدفع بشبابنا إلى الانسياق ورائها متخليا عن قيمه وعاداته وتعاليم دينه، والقليل من شبابنا الذي يستطيع مواجهة تلك الفتن والتغلب على شيطان نفسه وهواه في الانسياق ورائها، ومن هنا يأتي دور الأسرة والمؤسسات التعليمية، فعليها التركيز على تنمية الوازع الديني لدى شبابنا وأطفالنا، وتوضيح لهم أن ما يحدث على مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا حرب على الدين والمبادئ والقيم والتي تستهدف هدم شبابنا وانشغالهم بكل ما هو تافه، واشتغالهم عن التطوير والبناء والرقي، والتأكيد على الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وقيم وعادات المجتمع، وأن هناك طرقا مشروعة وصحيحة للشهرة الحقيقة، طريق التميز في الدراسة والعمل والبحث العلمي والاختراعات والحصول على المراكز المتقدمة في مجال المسابقات العلمية والرياضية وغيرها من مجالات الشهرة الحقيقة التي تشرف الوطن، والتي تصنع شبابا واعدا طموحا بناء في خدمة هذا الوطن المعطاء. حفظ الله بلادنا وقادتنا من كل سوء.