نبيل عبدالحفيظ الحكمي

الصناعات الدوائية من أكثر القطاعات ربحا في العالم

الأربعاء - 26 يوليو 2023

Wed - 26 Jul 2023

في مقال اليوم سنستعرض أهمية الصناعات الدوائية في نهوض الدول عالميا في محاور متعددة، ومن أهمها المحور الصناعي والصحي.

تعد الصناعات الدوائية من أهم الصناعات الاستراتيجية التي تتطلب استراتيجيات قريبة ومتوسطة وبعيدة الأمد.

وينطبق على الصناعات الدوائية حرفيا مفهوم الاقتصاد المبني على المعرفة (الاقتصاد المعرفي)، إذ إنه يعتمد بالكامل على المعرفة والتقنية المبتكرة، ولا يتطلب غير دعم رؤية استراتيجية ثاقبة ووجود بنية تحتية وبيئة مناسبة وجذابة للاستثمار لنمو هذا القطاع الواعد.

لا شك أن الصناعات الدوائية تعد واحدة من القطاعات الأكثر ربحية في الاقتصاد العالمي، إذ تقود الطريق لتحسين الصحة وجودة الحياة العالمية عن طريق الابتكارات الدوائية النوعية.

وفقا للإحصاءات المالية الحديثة التي شملت أفضل شركات الأدوية في العالم، وأهمها شركة «جونسون آند جونسون»، و «فايزر»، و»روش»، تقدر إيرادات كل شركة منفردة أكثر من 180 مليار ريال سعودي سنويا.

حققت هذه الشركات الرائدة مراكزها المتقدمة خلال تطوير أدوية جديدة، واستغلال الأبحاث الحديثة، والاستثمار الكبير في الابتكار والتطوير. وبما أن الطلب على العلاجات الفعالة والآمنة ما زال مستمرا، فإن مستقبل هذه الشركات يبدو أكثر إشراقا من أي وقت مضى.

تعد الصناعات الدوائية مجالا تنافسيا مربحا للغاية، ولكن يتطلب النظر الدقيق في عوامل رئيسة متعددة لضمان الربحية والنجاح المستمر. تتضمن هذه العوامل تكاليف البحث والتطوير، وحماية براءات الاختراع، والامتثال للتنظيمات واستراتيجيات التسعير وطلب السوق، وغيرها من العوامل الأخرى.

لذلك، إذا تمت قيادة وإدارة هذه العوامل بفعالية ستؤدي إلى زيادة الأرباح والنمو المستدام لشركات الأدوية، بينما يمكن أن يؤدي عدم التعامل معها إلى خسائر مالية، وانخفاض الحصة السوقية لهذه الشركات.

ونذكر واحدا من أكبر التحديات التي تواجه شركات الأدوية اليوم، وهو ارتفاع تكلفة البحث والتطوير والابتكار.

ومع ظهور تقنيات جديدة وتشديد الطلبات التنظيمية، تقوم شركات الأدوية بالاستثمار في مزيد من الوقت والمال في تطوير الأدوية الجديدة، مما يرفع تكاليف الرعاية الصحية، ويضع ضغطا كبيرا على هذه الشركات لإيجاد طرق جديدة لابتكار أدوية نوعية والبقاء في المنافسة. إذ تنفق شركات الأدوية عشرات المليارات سنويا في البحث والتطوير والابتكار.

ووفقا للإحصاءات المالية الأخيرة، تشكل تكلفة البحث والتطوير والابتكار حصة كبيرة من ميزانيات ونفقات شركات الأدوية،

مع تكلفة متوسطة مقدرة بنحو 10 مليارات ريال للدواء الواحد في هذه الشركات الكبرى، إذ تحتل الولايات المتحدة الأمريكية منفردة المرتبة الأولى في حجم سوق الصناعات الدوائية، وذلك بحوالي 41% من السوق الدوائي العالمي في2021.

وظهرت الصين كثاني أكبر سوق، وتمتلك ما يقرب من 12% من حصة السوق، إذ يتميز السوق الدوائي الصيني بالكم والعدد الكبير من المستهلكين، بينما السوق الدوائي الأمريكي يتميز بالنوعية وبارتفاع الأسعار مقارنة بالدول الأخرى.

إضافة إلى ذلك، تلعب حماية الملكية الفكرية وبراءات الاختراع دورا حاسما في الصناعات الدوائية، إذ تستمر البراءة المعتادة لـ20 عاما من تاريخ التقديم. كما أن الامتثال للتنظيمات والتشريعات من الهيئات والقطاعات المنظمة، مثل «إدارة الغذاء والدواء» ضروري أيضا لشركات الأدوية، حيث يمكن أن يؤدي عدم الامتثال إلى غرامات باهظة وإجراءات قانونية مختلفة، إذ يجب مراعاة استراتيجيات التسعير بعناية لتحقيق التوازن بين الربحية والسعر المناسب للمرضى.

عزيزي القارئ، إن فهم طلب السوق والتكيف مع المتغيرات أمر حاسم للنمو المستدام والنجاح لشركات الأدوية.

خلال إدارة هذه العوامل الرئيسة بفعالية، يمكن لهذه الشركات زيادة الأرباح والحفاظ على موقع قوي في هذه الصناعات التنافسية والمتغيرة، إذ بلغت أرباح الصناعات الدوائية والتقنية الحيوية في جميع دول العالم حوالي 5.4 تريليونات ريال سعودي في2021.

nabilalhakamy@