برجس حمود البرجس

منظومة الحماية من العنف الأسري

الأربعاء - 26 يوليو 2023

Wed - 26 Jul 2023

تطور كبير وملحوظ في منظومة الحماية من العنف الأسري، حيث إن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عملت على تطبيق أفضل المعايير وأفضل الممارسات من حيث استقبال الطلبات بأشكالها المختلفة، وعبر قنوات مختلفة، والتعامل معها بأفضل الطرق وبإجراءات واضحة ومتابعة حسب الحاجة. كذلك تعيين مختصين يباشرون الحالات بتخصصات ذات علاقة في الشؤون الأسرية والنفسية والاجتماعية.

أيضا نظام تقني متكامل لمتابعة أي إبلاغ والتعامل مع الحالات حسب نوعها وظرفها واستعداد تام بجاهزية تامة للحالات التي تتوجب المباشرة الفورية مع التعاون مع جهات أخرى صحية وأمنية وغيرها، وتتكامل الجهود بنظام متابعة لمؤشرات الأداء ومتابعات إضافية دقيقة للبلاغات والحالات التي لا يتم إنهاؤها في الأوقات المحددة.

أنشئ مركز الإبلاغ عن العنف الأسري من أجل تمكين المجتمع للوصول إلى المساعدة عند التعرض إلى الإيذاء، وهو يتيح الإبلاغ عن سوء المعاملة والاعتداء بنوعيه اللفظي أو الجسدي، ذلك حرصا على سلامة الأفراد من حدوث العنف أو تكراره، ومن أهدافه أن تصل الأسرة إلى مستوى من الاستقرار والتوازن بين الشدة والعطف، والوصول إلى اتفاق صحي واضح في طبيعة العلاقة بين الوالدين وفيما بينهم وبين الأبناء، باعتبار أن بناء الأسرة بالطرق الصحيحة التي تنظم العلاقات فيما بين أفرادها هو البناء الحقيقي لتحضر المجتمع وتطور تعاملاته على المستوى الاجتماعي.

ينظر المركز في المشكلات بما يحقق المصلحة للطرف المتضرر، بالطريقة التي توفر الأمان والحماية اللازمة، كذلك السعي لعلاج المشكلات في داخل محيطها الأسري من خلال الإصلاح وبطرق مناسبة وودية قدر المستطاع، حتى لا يؤثر سلبا على الحالة، ذلك من خلال التعاون والتنسيق والتحويل للجهات ذات العلاقة، وكذلك التأهيل والتهيئة الاجتماعية عندما يكون الحل في الإيواء المؤقت لإنهاء إجراءات إيواء الحالة وإعادتها للاستقرار في بيئتها الأساسية.

تم تطوير مركز تلقي بلاغات العنف الأسري (1919) على مدار 24 ساعة، وربطه بوحدات الحماية الأسرية ذات التدخل السريع حسب ما تستدعيه بعض الحالات التي تصل إلى درجة الخطورة، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة المؤهلة بكوادر من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمرشدين الأسريين لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر وصولا بالأسرة إلى مستوى مستقر وآمن.

لا يسهم مركز بلاغات العنف الأسري في دعم استقرار الأسر وتوطيد العلاقات داخلها، وحماية الطفل فحسب، إنما هو يقدم الاستشارات والإرشاد إلى جانب المساعدة، ويسهم في نشر التوعية حول الآثار المترتبة على العنف، ومعالجة السلوكيات السلبية، إضافة إلى ضمان توفير الحماية من الإيذاء، يخدم المركز أيضا جميع الفئات العمرية، ويتعامل من خلال المهنية في الإجراءات وآلية تحويل البلاغات لفريق الحماية من خلال أحدث الأساليب والتقنيات، لضمان سرعة وصول البلاغ وحماية الحالات المعنفة من مصدر العنف، فيما قد عملت الوزارة على سن منظومة من التشريعات والإجراءات الوقائية للحد من حالات العنف الأسري، تمثلت في صدور اللائحة التنفيذية لنظام الحماية من الإيذاء ونظام حماية الطفل.

بالإضافة الى ذلك فقد نظمت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حملات توعوية للخروج من حالة التكتم والعيب الاجتماعي تجاه ممارسات الإيذاء والعنف من خلال منافذها الميدانية والإعلامية وصولا إلى برامج الإرشاد الطلابي في المدارس، وأصبح في وسع الجميع مشاركة مشكلاتهم الأسرية عن طريق إبلاغ المركز فيما يتم التعامل مع هذه المشكلات بسرية تامة، لأن الإيذاء إذا لم يقتصر على حدوث الاكتئاب والاعتلالات النفسية فقد يتطور إلى وقوع الجرائم بين الأهل، وبذلك فإن للتوعية والتثقيف دورا كبيرا في تجاوز هذه المشكلة عندما يفهم الفرد والمجتمع بأن للفرد حق وخيار الحصول على الحياة الجيدة، وأن ذلك يأتي بقرار منه في ظل وجود جهة رسمية معنية تستوعب هذا الحق وتقره.

Barjasbh@