100 يوم من القتال بالسودان .. كلهم خاسرون

ملايين النازحين وآلاف القتلى والمصابين في صراع دموي لا أمل في توقفه
ملايين النازحين وآلاف القتلى والمصابين في صراع دموي لا أمل في توقفه

الأحد - 23 يوليو 2023

Sun - 23 Jul 2023

دخلت حرب السودان يومها الـ100 أمس، دون ظهور أي بوادر للخلاص، بعد الكابوس الذي حل على الشعب السوداني نتيجة الصراع الدموي بين قوات الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بزعامة محمد حمدان دقلو الشهير بـ»حميدتي».

دفع السودانيون ثمن خلاف الجنرالات باهظا، بعد أن فقدوا في الفترة الماضية آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين اللاجئين، إضافة إلى الخراب الكلي للبني التحتية في البلاد، بما في ذلك المرافق الصحية والتعليمية والاقتصادية.

ورغم ادعاء كل طرف بتحقيق انتصارات زائفة، أصبح الجميع خاسرون، جراء الاشتباكات والأوضاع الأمنية من جهة، والأوضاع الإنسانية والمعيشية من جهة أخرى، ولم تفلح جهود المصالحة التي تحدث في مدينة جدة السعودية وعدد من الدول، في إيصال الحرب إلى خط النهاية، في ظل رفض كل طرف التخلي عن رغبته في السلطة.

اتهامات متبادلة

شهدت آخر التطورات الميدانية تأكيدات من قوات الدعم السريع بحدوث انشقاق في عناصر من قيادة الفرقة 20 بولاية شرق دارفور التابعة للجيش السوداني، وانضمامها لصفوفها، معتبرة أن ذلك يمثل دفعة جديدة، حسب بيانها.

وقال قائد قوات الدعم السريع حميدتي: «نحن واثقون من أننا نستطيع معا أن نعيد بناء بلادنا، بالاستفادة من تنوعنا الاجتماعي والثقافي، وإمكاناتنا البشرية والمادية الهائلة». مؤكدا «بمقدورنا جميعا وضع بلادنا الغالية في الطريق الصحيح».

وأعلنت قوات الدعم السريع «انضمام 15 ضابطا و527 جنديا من الجيش السوداني إلى قواتها بقطاع شرق دارفور».

وقالت في بيان لها، إنها لا تسعى لإلغاء القوات المسلحة أو تفكيكها أو استبدالها، إنما العمل على بناء جيش قومي واحد، وتريد فتح صفحة جديدة في ظل حكم ديمقراطي حقيقي.

تجنيد الأطفال

نفى المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع في السودان يوسف عزت، أن تكون قوات الدعم السريع قد جندت أطفالا ضمن صفوفها، معتبرا أن 60% من قوات الدعم السريع لم تدخل الحرب حتى الآن، وبالتالي ليست بحاجة لذلك. وفقا لقناة «العربية».

واتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية، «قوات الدعم السريع باستخدام أطفال دون الـ15 عاما في القتال، في انتهاك للقانون الدولي».

وذكر الناطق باسم الجيش السوداني، في بيان، أن «قوات الجيش مستمرة في توجيه الضربات للدعم السريع بجميع المواقع في أنحاء البلاد»، مؤكدا أن «قوات الدعم السريع استخدمت مجرمين وهاربين من السجون كمقاتلين، لتنفيذ عمليات إجرامية مصاحبة»، على حد قوله.

وتجري اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين الطرفين، في مناطق متفرقة من الأراضي السودانية، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة مئات القتلى والجرحى بين المدنيين.

تسلسل الأحداث في حرب الـ100 يوم

15أبريل

تصاعد التوتر على مدى الأسابيع السابقة لذلك التاريخ، بشأن خطة لتسليم السلطة للمدنيين في البلاد، ونشب قتال عنيف في الخرطوم، بعدما اقتحمت قوات الدعم السريع مقر إقامة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، في محاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية في قلب العاصمة.

16أبريل

علق برنامج الأغذية العالمي عملياته في السودان، حيث من موظفيه 3 يدير أحد أكبر برامجه حول العالم بعد أن فقد أرواحهم من بين موظفي إغاثة سقطوا في بداية المعارك.

وفي الأول من مايو الماضي، قال البرنامج إنه استأنف ماليين آخرين 3 عملياته في ظل تحذيرات من أن أكثر من سيسقطون في براثن الجوع .

21أبريل


تزايد عدد الفارين من الخرطوم بوتيرة سريعة، مع تعرض مناطق في أنحاء المدينة لغارات جوية من الجيش، واشتباكات وعمليات نهب على أيدي عناصر من الدعم السريع. ونزح كثيرون إلى خارج الخرطوم، فيما توجه البعض صوب الحدود للعبور لدول أخرى.

22أبريل

قالت الولايات المتحدة، إن قوات العمليات الخاصة أجلت كل موظفي سفارتها في الخرطوم.

وحذت فرنسا وبريطانيا ودول أخرى حذو أمريكا، مما أثار مخاوف لدى السودانيين من أنه يتم التخلي عنهم.

25أبريل

خرج أحمد هارون، وهو وزير سابق مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم في دارفور، من السجن وأصبح حرا، إلى جانب مسؤولين آخرين سابقين من نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير.

وأكد مسؤولون فيما بعد أن البشير، المطلوب أيضا من المحكمة الجنائية الدولية، نقل إلى مستشفى عسكري قبل اندلاع القتال.

5 مايو

اليونيسف تؤكد إن أكثر من مليون جرعة من تطعيم شلل الأطفال تعرضت للتدمير نتيجة عمليات نهب، بعد تحذيرات من أن مستلزمات الرعاية الصحية وقدرات المستشفيات تنهار بسبب القتال.

كما أعلن برنامج الأغذية العالمي وقوع عمليات نهب واسعة النطاق لإمداداته.

20مايو

وافق طرفا الصراع في محادثات استضافتها السعودية والولايات المتحدة في جدة على وقف لإطلاق النار لـ7 أيام للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.

ووردت أنباء فيما بعد عن انتهاكات للهدنة من الجانبين، وظلت وكالات الإغاثة تواجه صعوبات جمة في إيصال المساعدات، وتأجلت محادثات جدة إلى يونيو.

29 مايو

قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن التقديرات التي تشير إلى أن مليونا قد يفرون من السودان بحلول أكتوبر ربما تكون متحفظة، وحذر من أن تهريب الأسلحة والبشر قد ينتشر في أنحاء المنطقة، في ظل وضعها الهش.

8 يونيو

ثارت مخاوف من أن عمليات حشد تشهدها صفوف الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال في ولاية جنوب كردفان، ستتسبب في توسيع نطاق الصراع لمناطق في جنوب البلاد.

وفيما بعد، فر سكان من ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بسبب نشوب اشتباكات بالفعل.

14 يونيو

مقتل والي غرب دارفور خميس أبكر، بعد ساعات من مقابلة تلفزيونية اتهم فيها قوات الدعم السريع والجماعات المسلحة الموالية لها بارتكاب إبادة جماعية بحق جماعات من غير العرب.

وحاول آلاف المدنيين الفرار سيرا على الأقدام إلى تشاد المجاورة بعد مقتله، لكنهم تعرضوا للاستهداف أثناء ذلك.

19 يونيو

تعهدت جهات مانحة دولية بمساعدات قيمتها 1.5 مليار دولار للسودان والمنطقة المحيطة، خلال مؤتمر لجمع التمويل في جنيف، مما شكل نحو نصف المبلغ الذي أشارت تقديرات للحاجة إليه في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.

13 يوليو

أطلقت مصر محاولة جديدة للوساطة بين طرفي الصراع في السودان، في قمة لدول جواره بالقاهرة، وقال رئيس وزراء إثيوبيا إنه يتعين تنسيق المسعى مع مبادرة قائمة تقودها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (ايغاد)، وسط مخاوف من أن الجهود الدبلوماسية لحل الصراع أصبحت متضاربة وغير فعالة.

14 يوليو

أعلن مرصد النزاع في السودان، ومقره الولايات المتحدة، أنه يشتبه في تورط قوات الدعم السريع والقوات الموالية لها في الاستهداف العمدي لما لا يقل عن 26 تجمعا سكنيا في دارفور.

وقبل ذلك بيوم، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها تحقق في أعمال العنف في دارفور. وتقول قوات الدعم السريع، إن الاشتباكات التي تنشب في تلك المنطقة قبلية.