زهير ياسين آل طه

«بر وتقدير» لمتقاعدي سابك

السبت - 22 يوليو 2023

Sat - 22 Jul 2023

سأبدأ مباشرة مع مؤسسة صندوق موظفي سابك الخيري «بر»، حتى لا أبتعد كثيرا عن المغزى في مضمون المطلب الذي أريد أن أضعه أمام الإدارة العليا ومجلس الإدارة في سابك، لتنظر إليه من باب «بر وتقدير» لمتقاعديها وروادها الذين خدموها باجتهادهم سنين طويلة، وأطلقوها للتنافسية نحو التوسع والامتداد القاري العالمي، مع ما واجهوه من تحديات ومصاعب ومخاطر تشغيلية، وتشملهم ومن يعولون بالعلاج مدى الحياة كغيرهم.

فبعد أن وضعت سابك فكرة صندوق «بر» ضمن مسؤوليتها الاجتماعية من ناحية الدعم بالموارد وتسهيل التأسيس، الذي بادر بفكرته مجموعة من موظفي سابك، وخرج للنور عام 2002، مما أعطاها صفة بذرة أول انطلاقة للمسؤولية الاجتماعية لسابك، إن صح التعبير، قبل بدء مسيرتها التنظيمية رسميا، بما فيها المواصفات والجوائز محليا وعالميا، والذي كنت حاضرا ومدعوا مع رئيس اللجنة العمالية الأولى لسابك، لإبداء الرأي ومناقشة ما تم الترتيب له تنظيميا للمسؤولية الاجتماعية مع أحد الخبراء من سابك أوروبا، من جهة إشراك اللجنة العمالية إبان وجودي مقررا للجنة العمالية التي بدأت عام 2004.

وهو دليل وشاهد ومفخرة لقيادة سابك حينها، وعلى رأسهم المهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي الأسبق، والأخ عبدالعزيز الأحمدي المدير العام ومنسق اللجنة العمالية مع سابك سابقا، على الاهتمام المميز، وبلا منافس، مقارنة مع اللجان العمالية الأخرى في المملكة لدعم اللجنة العمالية لسابك، وثقتهم بها في اجتماعات صعبة وحساسة مع لجنة الموارد البشرية بمجلس الشورى، ولقاءات الحوار الوطني ممثلة لكل اللجان العمالية بالمملكة، مع أخذ رأيها في مواضيع مهمة تخدم سابك والموظف في آن واحد، كما هو متبع في النقابات العمالية في أوروبا وأمريكا وغيرها، مما لسابك فيها مواقع استثمارية.

فإبصار الصندوق للنور يُعد نقلة نوعية في عالم العمل الخيري غير الربحي المرتبط بالمؤسسات الإنتاجية الربحية التي يمكن استنساخها في القطاع الخاص، وقد نما وتوسع صندوق «بر» في كثير من العطاءات المجتمعية الخيرية، وهو مثال نابض بالحياة الإنسانية التي أشعلت شمعتها ثلة من موظفي سابك، ليصنعوا نموذجا إنسانيا لمؤسسة خيرية مرتبطة بعطاء لا ينقطع مع الشركة المعطاء سابك، مما يعني عطاء متكاملا بين الموظفين وسابك.

وقد يتكامل الصندوق بشكل أوسع حينما يُعطى مسمى جديدا، وهو «بر وتقدير»، ليتطور عطاؤه بذكاء استراتيجي وعاطفي واجتماعي، خدمة للمعطي الموظف والمتقاعد «وهم الأقرب والأولى بالمعروف»، مع ما يغدقه العطاء السخي من سابك المعطاء لصندوق «بر» وللمسؤولية الاجتماعية، التي تغطي دولا كثيرة فيها مواقع إنتاجية وتسويقية وبحثية مرتبطة.

فلو تغير اسم الصندوق إلى «بر وتقدير»، بما يشتمل من تنظيم وسياسة وإضافة لجان معنية بالتقدير لمتقاعدي سابك وروادها، مع وضع موارد وعطاءات إضافية جزيلة بالملايين للصندوق، يتم استثمارها وتنميتها من اقتطاعات شهرية على الموظفين والمتقاعدين على حد سواء، بمبلغ 100 ريال «يزيد أو ينقص»، كما تطرقنا إليه في مقال سابق، هدفها شرط العلاج بعد التقاعد، لاتخذ الصفة القانونية الإنسانية لسابك في المملكة تحت مورد المسؤولية الاجتماعية في علاج المتقاعدين ومن يعولون مدى الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار شمول تأمين علاج المعالين حتى بعد وفاة المتقاعد، وتأمين علاج الضعفاء من غير المقتدرين من المتقاعدين، دون دفع الاقتطاع.

أما البحث عن قدرة وتنافسية سابك في المسؤولية الاجتماعية ومنجزاتها ودعمها السنوي، فهو يتخطى المألوف، ويسمى في عالم الابتكار Breakthrough.

ومن يريد أن يطلع ويبحر في عالم المسؤولية الاجتماعية، ويستفيد مما تملكه سابك في هذا المجال ويحذو حذوها، فليدخل روابط سابك المسؤولية الاجتماعية و(يوتيوب)، ليرى بعينيه كيف تسهم مبادرات (سابك) للمسؤولية الاجتماعية في رؤية المملكة، وفي 10 أهداف للتنمية المستدامة تتبناها الأمم المتحدة، وتركز هذه المبادرات على دعم 4 مجالات رئيسة في المملكة وفي الدول التي لديها مواقع فيها، وهي: «الصحة، والتعليم في مجال العلوم والتقنية، وحماية البيئة، والمياه والزراعة المستدامة».

فالصحة مجال حيوي وأساسي من بين المجالات الـ4 لدى سابك، وهي تتماشى مع أولويات المملكة في صحة الإنسان، كما نوه له أخيرا رئيس الوفد في القمة الوزارية لمجموعة البحث والتطوير والابتكار لدول مجموعة العشرين (G20) المنعقد في جمهورية الهند. فسعادة المرء في صحته لتساعده على العمل والجد والاجتهاد والاستمتاع بالحياة، وتدفعه نحو محاولة الوصول إلى أعلى مراتب الرفاهية دون معاناة ولا آلام، وتسهم بمجتمع سليم في رفع جودة الحياة التي تحتضنها الرؤية المباركة 2030 ضمن أولوياتها.

اتخاذ سابك للصحة ضمن مجالات المسؤولية الاجتماعية، كما تُعلن، يعد التزاما منها برؤية 2030، ويضعها في امتحان السهل الممتنع، مع سهولة وسرعة تحقيق التزامها لو كسرت الجمود والامتناع والتجافي بسبب التردد والتأخر، بدراسة تغيير بعض سياساتها من منظور الذكاء الاستراتيجي والعاطفي والاجتماعي، خاصة بما يحقق مفهوم البر والتقدير لمن أسهم في استدامتها ونموها المطرد وبزوغ شمسها في القارات، وتضع يدها على الجرح الذي يعانيه متقاعدوها وروادها ومن يعولون ليلتئم قبل أن يلتهب، وتستدرك ما تربعت عليه في القمة في المسؤولية الاجتماعية، قبل أن تفقد البريق من ترك صحة متقاعديها ومن يعولون والمتضررين منهم بأمراض مزمنة من تأمين العلاج مدى الحياة، والتي تستطيع الحلول التوافقية والعادلة الكثيرة أن تدركه وتبقي البريق لامعا وساطعا.

@zuhairaltaha