سعود فهد بن داود

لا نملك سوى أرض واحدة

الخميس - 20 يوليو 2023

Thu - 20 Jul 2023

لأن بالمعرفة والعادات والقيم تتشكل ثقافة يكتسبها الإنسان، فقد أضحى للثقافة البيئية أهمية بالغة على كل فرد وعلى كل مؤسسة، وذلك بالوعي التام تجاه كل ما يحفظ ويحمي الموارد الطبيعية ويحقق استدامتها. فالإنسان في البيئة مؤثر ومتأثر.

البيئة، هي كل ما يحيط بالإنسان من حيوان ونبات وجماد. وقد يكون لمفردة البيئة دلالات أخرى حسب سياقها، فهناك بيئة اجتماعية، ثقافية، تاريخية، وغيرها، التي تدل على وصف وسط ما. ومن منظور آخر، هناك مدلولات للبيئة من الناحية المادية، يمكن تصنيفها إلى بيئة طبيعية، من ماء، وهواء، وتربة، وإنسان، وحيوان، ونبات، وجماد. وهناك بيئة مصطنعة والتي نشأت بفعل الإنسان. كل هذه المحاولات صحيحة في إيجاد معنى البيئة. ولأن بالسياق يفهم المعنى حول مفهوم البيئة المتعدد، فلم يتفق العلماء على مفهوم واحد جامع، وهذا بالتأكيد مبرر.

الفرد الذي يتمتع بمعرفة حول البيئة هو فرد مثقف بيئيا، ولديه الحس الذي يقوده لاتباع السلوكيات الصحيحة بما يحقق حفظها وحمايتها، ويتجنب السلوكيات التي تلحق الضرر بالمنظومة البيئية، ولو كان أثر ذلك الضرر غير مدرك وعلى مدى بعيد.

في اتجاه رفع مستوى الثقافة البيئية، لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة في السعودية "مبادرة التوعية البيئية"، لتعزيز السلوك المرتبط بالحفاظ على البيئة ورفع مستوى الوعي البيئي العام من خلال تنظيم الأنشطة وتنفيذ البرامج البيئية المختلفة والحملات التوعوية البيئية.

على المستوى الدولي، منذ عام 1972م، خصصت الأمم المتحدة يوم 5 يونيو من كل عام يوما عالميا للبيئة. وكان "لا نملك سوى أرض واحدة" شعارا لأول مؤتمر تقيمه الأمم المتحدة بشأن البيئة، والذي فيه تم إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الذي يعمل مع الحكومات والمجتمعات وكذلك القطاع الخاص لمواجهة التحديات البيئية.

ومؤكد أن يوم البيئة العالمي له الدور الهام والمؤثر في نشر الثقافة البيئية على نطاق شامل وشريحة أكبر، لإعادة تسليط الضوء حول دور البشر تجاه حماية البيئة، وذلك بالرسائل التذكيرية للمجتمعات والمؤسسات، ونشر التوعية البيئية في كل عام وفي يوم محدد، بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية، وحث القطاع الصناعي على مراعات الأثر البيئي في العمليات التشغيلية وفي إيجاد منتجات صديقة للبيئة.