الخطاط "إيهاب" يسطّر "الكرلمة" في معرض رحلة الكتابة والخط

الاثنين - 17 يوليو 2023

Mon - 17 Jul 2023

ترعرع الخطاط الفلسطيني إيهاب ثابت في بيئة ثقافية زاخرةٍ بفنون الخط العربي؛ فجاء إلى معرض رحلة الكتابة والخط "دروب الروح" -الذي تنظمه وزارة الثقافة بمستشفى عرقة بالرياض ويستمر حتى 2 سبتمبر- بلوحة خطية تحمل عنوان "كرلمة"، وهي كلمة تشير إلى تمارين فنية يُمارسُها الخطاط تساعده في المحافظة على رشاقة يده وثباتها؛ لتجذب اللوحةُ زوار المعرض للوقوف عليها والتمعن في روائعها الخطية التي تُلخّص جزءاً من تجربته الشخصية.
ونقل "ثابت" ما اعتاد الخطاطون أن يخُطّوه في أوراقهم المبعثرة من أقوال مأثورة أو كلمات منفصلة أو حروف عشوائية، وربما أعاد رسم بعضها على ذات الورقة لإتقان النِسب والأشكال المثلى للكلمة، وهو ما جعله يشكّل لوحة عفوية غاية في الجمال باستخدام خطَّي النسخ والثلث.
وعن رأيه بالمعرض، أشاد الخطاط إيهاب ثابت بالأسماء المشاركة وحسن التنظيم، مؤكداً على أن الأعمال المعروضة عالية الجودة كمّاً ونوعاً، وقد وصف العديد من اللوحات والمشاركات الفنية بعرائس المعرض؛ في إشارة إلى جودتها وتميزها، ويرى "ثابت" أن ما يحدث في المنطقة يُعد نهضة واثبة لفنون الخط العربي، مثمّناً جهود المملكة في دعم الخطاطين، وتأسيس مرحلة جديدة تتضمن تبادل الخبرات ونشر الوعي.
وخلال مشاركته في المعرض أوضح "ثابت" بأنه تعلم مبادئ الخط على يد والده بوصفه خطاطاً؛ إلا أن أنامله انجذبت إلى الرسم؛ لتقف حائرة بين فن الخط -الذي ورثه عن والده- والإبداع الكامن في الفنون التشكيلية؛ فاختار ما هفا إليه قلبه ومالت له نفسه وهو الخط العربي؛ فشارك في أبرز المحافل الثقافية بأقلامه ولوحاته البديعة؛ ليحصد ما يقارب 18 جائزة دولية خلال مشاركاته في مختلف المحافل العربية والعالمية؛ ثلاث جوائز منها حصل فيها على المركز الأول، وثلاثٌ أخرى على المركز الثاني؛ فيما حصل على إجازة من الخطاط الشهير محمد أوزجاي، مبيناً أن الإجازة تنقسم إلى نوعين: "التبريك" وفيه يُسمح للخطاط بالتوقيع على أعماله، بينما النوع الثاني: "التلقي" وهذا ما حصل عليه بعدما أَرسل لأستاذه 50 تمريناً.
ويفضّل "ثابت" الخط الديواني إذ استعمله كثيراً في بداياته لغزارة المعلومات حوله، في وقتٍ كان الوصول فيه إلى المصادر والمراجع الخطية أمراً بالغ الصعوبة، إضافةً إلى ضعف التواصل والاختلاط مع الخطاطين، ثم انتقل بمرور الوقت إلى خطَّي النسخ والثلث؛ لإيمانه بأن تعمّق الإنسان في مجالٍ ما، هو النبع الذي يتفجر منه الإبداع.