كتاب المعركة الشرسة لـ جمال بنون.. يرصد جهود السعودية في مكافحة الفساد والقضاء على الاقتصاد الاسود

الجمعة - 14 يوليو 2023

Fri - 14 Jul 2023

دخلت المكتبة السعودية أحدث إصدارات الصحفي والكاتب الاقتصادي جمال بنون، بعنوان "المعركة الشرسة – رحلة السعودية في مكافحة الفساد صدر عن دار متون المثقف للنشر والتوزيع بالقاهرة.. ويقع الكتاب في 236 صفحة من القطع المتوسط. وقدم للكتاب د. عبد الله صادق دحلان رئيس مجلس أمناء جامعة الاعمال والتكنولوجيا، الذي أشار الى ان

من أهم الانجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان هي محاربة الفساد بجميع انواعه بحزم وصرامة دون استثناء أي شخص مهما كبر وعمله، والحقيقة لقد استشرى الفساد في العشرين عاما الماضية واصبح سمة من سمات مجتمع الاعمال العام والخاص، ونخر الفساد جسد الجهاز الإداري بأنواعه ابتداء من الراس الى الرجل، وكما يقال عند صيادي الأسماك اذا اردت ان تتأكد ان السمكة صالحة او فاسدة غير قابلة للأكل فانظر الى خياشيم راسها، اذا كانت فاسدة فالسمكة بأكملها فاسدة ولا تصلح للأكل.

ويضيف في مقدمته، ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بحربهم ضد الفساد يؤسسون نظاما لحماية الدولة السعودية الحديثة النظيفة من الفساد والفاسدين حيث وضعوا الأنظمة والقوانين الصارمة، واستخدموا التقنيات الحديثة في الإدارة على راسها الإدارة الالكترونية التي لا تتعامل مع الفاسدين.

ويضم الكتاب خمسة فصول، يتحدث الفصل الأول حول الحرب الشرسة تجاه الفساد والتي انطلقت في الرابع من نوفمبر 2017، حينما أصدر الملك سلمان بن عبد العزيز امرا بتشكيل لجنة عليا برئاسة ولي العهد، لحصر قضايا الفساد العام، وهذا القرار هو الضوء الأخضر لفتح باقي ملفات الفساد في البلاد وتقديم المتهمين للعدالة.

ويرصد الكتاب اهم مرحلة في تاريخ السعودية ويوثقها للتاريخ والاجيال القادمة، وليس كتابا احصائيا، انما يستشهد بالأرقام والمعلومات فيما يتعلق بمكافحة الفساد.

ويستعرض الكتاب جهود السعودية في انشاء شبكة عالمية لمكافحة الفساد والتي أطلقتها السعودية في يونيو 2021، وثمن المجتمع الدولي جهود السعودية في مكافحة الفساد، وقال حينها امين عام الأمم المتحدة انطونيوغوتيريش، ان الفساد عمل غير أخلاقي وجريمة خطيرة عابرة للحدود، وتبرعت السعودية لهذه المبادرة 10 ملايين دولار، لإنشاء شبكة عالمية لمكافحة الفساد.

واظهر الكتاب كيف ان السعودية بعد هذه الجهود استطاعت ان تتقدم 7 مراكز عالمية في ترتيب مؤشر مدركات الفساد لعام 2019، اذ حققت السعودية المركز الـ 51 عالميا، من أصل 180 دولة، وتقدمت في مركزها بين مجموعة دول العشرين الاقتصادية لتحقق المركز الـ 10.

وتحدث الكتاب حول المبالغ التي جمعتها الجهات المختصة من التحقيقات ومطاردة المتهمين، واعادت الى خزينة الدولة 400 مليار ريال.

ويتعرض الفصل الثاني الى الممرات السرية التي كان يستخدمها أصحاب الكسب غير المشروع، وقد استطاعت الجهات المختصة الى اكتشافها ومعرفة وقوع جريمة سرقة المال العام او العبث فيها مبكرا قبل وقوعها، وكذلك دخول الوافدين في قائمة التحايل على مؤسسات الدولة في تقديم الرشاوي وسراء ذمم بعض الموظفين، وتورط رجال اعمال من اجل تحقيق مكاسب، ويتضمن هذا الفصل بعض الحالات التي ضبطت والشخصيات في مختلف أجهزة القطاع العام والخاص.

فيما يتحدث الفصل الثالث في كيفية اتحاد العالم لمواجهة الفساد، واستعرض الكتاب تجارب بعض الدول في مكافحة، سواء في أمريكا وبريطانيا والدهاليز السرية للمال الحرام فيهان وحال الفساد في روسيا ومركزها المتأخر في منظمة الشفافية الدولية حيث في المركز 137 من اصل 180 دولة، وكيف خسر الاقتصاد الروسي 300 مليار سنويا نتيجة الرشوة والمحسوبية في التوظيف والحصول على العمل و الاستثمارات، وأيضا تجربة الصين في مكافحة الفساد، فيما تبلغ تكلفة الفساد في مصر 600 مليار جنيه، وجهود الهند للتخلص من الفساد، وتجربة تركيا للقضاء على تاريخها الأسود في الفساد، اما بنغلاديش فقد قال وزير ماليتها، ان الفساد ينتقل من البلدان المتقدمة الى البلدان النامية.

ويستعرض الفصل الرابع أسباب أدت جهاز التحقيق في مكافحة الفساد الى توسيع دائرتها خلال التحقيق للوصول الى المعلومات الصحيحة، وخصص الفصل الخامس للحديث ان كيف بعض الأصوات الناشزة التي ارادت افشال مشروع مكافحة الفساد، وأصبحت تتحدث في مواقع التواصل، وتصوير صورة سلبية لعملية ملاحقة كل من يجرؤ على العبث بالمال العام او التكسب غير المشروع، وتضمن هذا الفصل نظرة العالم للسعودية بعد شنها حربا على افساد، كما تطرق الكتاب الى اهم القضايا الاقتصادية التي كانت تؤرق المسؤولين وخاصة القيادة السعودية وهو موضوع التستر التجاري والذي بلغ 100 مليار ريال، أنشطة تجاريه يديرها وافدون بأسماء مواطنين سعوديين.