الحرارة أم البرودة: أيهما العلاج الأنسب للأوجاع والألم

الجمعة - 14 يوليو 2023

Fri - 14 Jul 2023

تخيل أنك لليوم الثلاث على التوالي وأنت تعاني من ألم في الركبة، فتبدأ خطتك بالبحث عن سبل الراحة التي قد تتمثل بـدواء مسكن للألم، كرسي لتستلقي وترفع رجليك، ومن ثم كيس ثلج أو كمادة حارة لتضعها على ركبتك. ولكن أيهما أنسب: الثلج أم الكمادة الحارة؟

تختلف الأراء حول دور البرودة أو السخونة في معالجة الألم وتخفيفه. ففي بعض الإصابات الرياضية، غالباً ما سمعنا عن ضرورة إراحة الإصابة، وضع الثلج مكان الإصابة، وربطها ورفعها. وفي حالات أخرى، سمعنا عن الشعور الرائع التي نشعر به عندما نستحم بمغطس ماء ساخن ينسينا تعبنا اليومي ويرخي أعصابنا. ولكن أيهما هو الأصح لعلاج الأوجاع والألم؟

يقول الدكتور كينيث بروكس، جراح العظام المتخصص في جراحة الركبة في مستشفى هيوستن ميثوديست أن كلاهما (البرودة والحرارة) يلعبان دوراً رئيسياً في تخفيف آلام العضلات أو المفاصل، لكن كل منهما يعمل بطريقة مختلفة. لذا من الضروري جدا معرفة متى يتم استخدامهما.

البرودة: كيف ومتى يساعد الثلج في تخفيف الألم؟

نعلم جميعاً أن الثلج (أو البرودة) يساعدان على تخدير الألم. لكن بحسب الدكتور بروكس، الثلج أكثر من مسكن للألم. في الواقع، يكون الثلج مفيدًا بشكل خاص إذا كان ألم العضلات أو المفاصل مرتبطًا بالتورم الذي يكون نتيجة إصابة من الإفراط في ممارسة الرياضة أو التهاب المفاصل. ففي هذه الحالة، يقول الدكتور بروكس "إن استخدام الثلج من شأنه أن يضيق الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة. وهذا بدوره يساعد على تقليل الالتهاب الذي يسبب التورم". وهذا يعني أنه إذا كان بإمكاننا تقليل التورم، يمكننا تقليل الألم. ويضيف بروكس" "الطريقة الأكثر شيوعًا لاستخدام الثلج للمساعدة في تخفيف آلام العضلات أو المفاصل، هي وضع كيس ثلج على المنطقة لمدة 20 إلى 30 دقيقة. ومن المهم أن نلتزم بهذا المدة الزمنية، لأن الإفراط في استخدام الثلج يمكن أن يؤدي إلى تلف في الجلد.

الحرارة: كيف تساعد الكمادات أو المياه الحارة على تخفيف الألم؟

تساهم الحرارة في توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم، الأمر الذي يساهم في تمرير المزيد من الأكسجين والعناصر الغذائية إلى المنطقة المصابة عن طريق الدم، والتي يمكنها أن تساعد في تخفيف مصدر الألم مع مرور الوقت.

لذا، تلعب الحرارة دورا فعالاً في:

• التقليل من تصلب المفاصل

• زيادة المرونة

• تخفيف الآلام

• التخفيف من تقلصات وتشنجات العضلات

ويشيد الدكتور بروكس إلى ضرورة الالتزام بالمدة الزمنية المحددة لاستخدام الحرارة، ألا وهي 20 إلى 30 دقيقة كحد أقصى.

إذاً أيهما أفضل للتخفيف من الألآم: البرودة أم الحرارة؟

إذا استنتجنا أن البرودة والحرارة تساعدان على تخفيف الألم، غير أنهما تعملان بطريقة عكسية – أيهما الأصح علميا؟

عندما يتعلق الأمر بتخفيف الألم، يرى الدكتور بروكس أن الإجابة تعتمد على نوع الألم الذي يعاني منه المرء، وما الذي يقوم به حالياً للتخفيف منه. بالنسبة لألم العضلات أو المفاصل الناجم عن تلف الأنسجة نتيجة التمارين الرياضية (أي الإفراط في الحركة) أو التهاب المفاصل، هناك دور لكل من الثلج والحرارة في علاجها. ويوضح الدكتور بروكس "قبل التمرين أو النشاط الرياضي، استخدم الحرارة لتقليل من تصلب المفاصل وتحسين مرونتها. وبعد الإنتهاء، استخدم الثلج لتقليل الانزعاج بعد التمرين. ولكن بتجنب استخدام الثلج مباشرة قبل التمرين - حيث ثبت أن هذا يؤثر سلبًا على قوة العضلات ووظائفها، مما قد يؤدي إلى انخفاض الأداء وربما يزيد من خطر الإصابة".

نظرًا لقدرة الحرارة على المساعدة في تسريع عملية إصلاح الأنسجة التالفة، يمكن للثلج أن يساعد في تقليل التورم المؤلم الذي قد يعاني منه المرء. لذا يوصي بروكس بالتناوب بين الحرارة والبرودة على مدار اليوم للتعافي من الإصابة الناتجة عن الإفراط في التمرين. وإن لم يكن الألم ناتجًا عن التمرين، بل نتيجة التوتر في عضلات الجسم بسبب الجلوس أمام الكمبيوتر طوال اليوم، يوصي الدكتور بروكس بتخطي البرودة والثلج تمامًا، واختيار الحرارة لاسترخاء العضلات المشدودة.

متى يجب زيارة الطبيب لمعالجة ألام المفاصل؟

قد تكون البرودة والحرارة علاجاً مؤقت لآلام العضالات والمفاصل نتيجة أداء التمارين الرياضية أو الجلوس فترات طويلة، ولكن هنالك حالات قد تتطلب نصيحة طبية. إليكم 5 علامات من الألم التي تستدعي زيارة الطبيب:

• الشعور بألم مزعج للغاية بعد حركة معينة أو أثناء ممارسة الرياضة.

• مصاحبة الألم بتورم أو كدمات.

• نطاق حركة محدود بشكل كبير أو عدم القدرة على إكمال الأنشطة الوظيفية اليومية.

• تكرار الشعور بالألم واستمراره لأكثر من ثلاثة أيام.