ضغوط الحياة اليومية وأثرها على الجهاز الهضمي

الجمعة - 14 يوليو 2023

Fri - 14 Jul 2023

قد يكون الوقوف أما جمهور من الزملاء أو شركاء الأعمال، أو حتى التحضير لمقابلة عمل، أو ربما الإيقاف بسبب مخالفة مرورية من الأمور التي تثير قلقنا وارتباكنا. وعلى الرغم من أنها قد تكون أمور عادية وبسيطة، إلا أننا قد نجد صعوبة في التخلص من أثارها، خاصة ما إذا كانت حالات القلق والأرق والإجهاد هذه مزمنة، وتصاحب جدول حياتنا اليومية بشكل روتيني. ويقول الدكتور محمد طلحة فاروقي، خصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى هيوستن ميثوديست: " يشكل الجهاز العصبي المعوي، وهو مجموعة من الخلايا العصبية في الجهاز الهضمي، دماغ الأمعاء، وهو جهاز حساس للغاية للحالات المزاجية. إذ يمكن أن يساهم القلق والإجهاد في العديد من مشاكل الجهاز الهضمي".

ما هو أثر الإجهاد والقلق على المعدة؟

من أكثر الأثار شيوعاً للقلق والإجهاد على المعدة، هي مفاقمة أعراض حالة الجهاز الهضمي التي قد يكون المرء يعاني منها بالفعل. على سبيل المثال:

1. حرقة المعدة

تعد حرقة المعدة ألم حارق، خلف عظمة الصدر مباشرةً. وتحدث حرقة المعدة عندما يرتجع حمض المعدة إلى الأنبوب الذي ينقل الطعام من فمك إلى معدتك (المريء). ويرى الدكتور فاروقي أن الإجهاد والتوتر ضغوط الحياة اليومية، من شأنه أن يبطئ عملية الهضم، وبالتالي بقاء الطعام في المعدة مدة أطول، مما قد يسبب حرقة المعدة.

2. عسر الهضم

هل تعاني من الانتفاخ والغثيان والتجشؤ والغازات والإسهال بعد تناول وجبة؟ إعلم أنك تعاني من عسر في الهضم، الذي قد يكون سببه: • الإفراط بالأكل أو الأكل بسرعة. • تناول الأطعمة الغنية بالدهون وعالية الدسم • تناول الطعام خلال أوقات عصيبة وبحسب الدكتور فاروقي، قد تتراوح مستويات عسر الهضم حسب مستويات الإجهاد والتوتر التي نعيشها.

3. متلازمة القولون العصبي

تعد متلازمة القولون العصبي (Irritable bowel syndrome (IBS)) مجموعة من الاضطرابات الشائعة التي تصيب المعدة والأمعاء. وتشمل أعراض المرض:

• تقلصات

• ألم في البطن

• انتفاخ وغازات

• إسهال أو إمساك أو كليهما.

ويشير الدكتور فاروقي إلى أن الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، غالباً ما تكون حالتهم شديدة التأثر بضغوطات الحياة اليومية ومستويات الإجهاد والتوتر التي يعيشونها.

كيفية التخلص من آلام المعدة الناجمة من الإجهاد والضغوط اليومية؟

قد لا نستطيع أن نجتنب الأمور التي تزيد من ضغوط حياتنا اليومية، ولكن يمكننا أن نتعلم التعامل معها وتخفيف أثارها على معدتنا وجهازنا الهضمي.

وينصح الدكتور فاروقي بمزاولة الرياضة، إذ تساعد الحركة المنتظمة في خفض مستويات التوتر، والتحكم في الوزن وتنظيم وظيفة الأمعاء، وتحسين الصحة العامة. ويضيف فاروقي "فقط تأكد من ممارسة الرياضة قبل الأكل أو انتظر ساعة واحدة على الأقل بعد الانتهاء من تناول وجبة الطعام". كما يذكر الدكتور فاروقي بأهمية تقنيات التنفس والاسترخاء. فاليوغا والتأمل، أو حتى أخذ أنفاس بطيئة ومنتظمة من شأنها أن تقلل من التوتر، وبالتالي، التخفيف من التشنجات والألم. وهنالك تقنية الارتجاع البيولوجي (Biofeedback)، التي يصفها الدكتور فاروقي بأنها "تقنية تغلب العقل على المادة"، والتي تعتمد على التحكم في بعض وظائف الجسم، مثل سرعة ضربات القلب وأنماط التنفس واستجابات العضلات، بما فيها وظائف الجهاز الهضمي، وإعادتها إلى طبيعتها. ويساعد الارتجاع البيولوجي أيضًا في تقليل توتر العضلات وإبطاء معدل ضربات القلب، مما يعزز حالة الاسترخاء ويخفف من التوتر والقلق وبالتالي أثرهما على اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي.

هل يولد التوتر والإجهاد ألام معدة مزمنة لا يمكن التخلص منها؟

يقول الدكتور فاروقي "يعاني معظم الأشخاص من مشاكل في المعدة من حين لآخر، لكنه من المهم عدم التغاضي عن مشاكل الجهاز الهضمي المزمنة أو المتكررة، حتى لو كان هنالك شكوك بأن يكون الإجهاد والتوتر والقلق هو السبب".

ويضيف فاروقي: "إذا كنتم تعانون من حرقة معدة أو عسر الهضم أو أعراض القولون العصبي أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، فمن المحتمل أن يكون الوقت قد حان لتزوروا طبيبكم المختص بمشاكل الجهاز الهضمي، إذ يمكن أن تكون مشاكل الجهاز الهضمي المطولة هذه، علامة على مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، أو القرحة أو اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى".