الإسلام ضحية الإسلاموفوبيا
الأربعاء - 12 يوليو 2023
Wed - 12 Jul 2023
تتغذى ظاهرة الإسلاموفوبيا على طرفين: الأول، ويتمثل في السلوك الخاطئ لبعض الجماعات أو الأفراد الذين يمارسون أفعالا باسم الإسلام وهي بعيدة عنه وعن قيمه، فتقوم بمجموعة من الأعمال المسيئة للإسلام باسمه.
والثاني، الذي تتغذى منه هذه الظاهرة المسمومة، فهو سلوك الجهات المعادية للإسلام التي تلعب على الوتر الحساس، وتقوم بالمساس بمقدسات ومشاعر المسلمين وإثارتها، ما يجعل ردة فعل البعض تشكل مخاوف لدى الآخر.
وكلاهما يشكلان تهديدا للإسلام والمسلمين. وللأسف، فإن المتأذي الأول من ظاهرة الإسلاموفوبيا هو الإسلام وصورته والمسلمون، الذين يدفعون فاتورة هذه الصراعات والمفاهيم الأيديولوجية المفخخة، لتشويه صورتهم ومحاولة تقزيم وجودهم وتهميشهم في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، باعتبارهم مواطنين وجزءا لا يتجزأ من أوطانهم.
الإسلاموفوبيا طريق لشيطنة المسلمين
في كل مرة يحدث شيء له علاقة بالمسلمين أو موضوعه الإسلام في الغرب حتى لو كان المسلم ضحية، أو تدفقت مظاهرات لأجل التنديد بواقع اجتماعي أو اقتصادي مرير أو حادثة عنصرية، وخرجت المظاهرات عن سياقها بفعل من كانوا مدسوسين، فإن أصابع الاتهام الأولى تطال المسلمين وتبدأ ظاهرة الكراهية تعلو الأصوات عبر مختلف المنابر.
صحيح أن المصطلح ظهر للمرة الأولى عام 1997 لإدانة مشاعر الكراهية والخوف، والأحكام المسبقة الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين، لكن مفهوم الظاهرة عانت منه مختلف الطوائف الدينية والعرقية عبر تاريخ الأمم والشعوب والحضارات، ولا شك أن التحامل على المسلمين أثار قلق الكثيرين منذ عقود، ونادوا بضرورة التحرك لوضع حد لها، على رأسهم أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، الذي دعا عام 2004 في مؤتمر «مواجهة الإسلاموفوبيا» إلى ضرورة صياغة مفهوم هذا المصطلح لمواجهة التعصب المتزايد للإسلام، خصوصا في ظل نظرة الغرب الضيقة لهذا الدين، الذي يرى فيه دينا رجعيا يدعو للتطرف والعنف والإرهاب، وهو ما يبرر العداوة ضد المسلمين وتنمية مشاعر الكراهية ضدهم.
الوعي وخطاب الانفتاح سبيل لإجهاض رهاب الإسلام
للأسف الشديد وإلى الآن، لم يتم وضع حد لظاهرة الخوف من الإسلام، فهناك من يسعى إلى إبقائها واستخدامها عند كل مصلحة، والذي يحاول أن يلعب بالنار لا شك أنه سيحترق بها. وإننا نلاحظ منذ عقود أنها تتنامى في مستنقع الانغلاق وخطاب الكراهية، والعنصرية، وإننا نرى السبيل الوحيد لاستئصال هذه الظاهرة يبدأ بخطوات أولية، تبدأ بخطاب التسامح والانفتاح مع المسلمين واعتبارهم جزءا من المجتمع وإشراكهم في تنميته، والإسهام في تطويره بنظرة واحدة وفق معايير العدالة والمساواة بين كل المواطنين مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم.
كما أن الوعي مهم جدا في تمييز الأمور ووضع حد لكل التجاوزات، ومحاسبة المتطرفين، وهي مسؤولية مشتركة بين مختلف طبقات المجتمع، بدءا بالعلماء والمسؤولين والمعلمين. ولا ننسى دور الإعلام الذي لعب ويلعب دورا مزدوجا، ومن المهم الآن أن يلعب دورا أحاديا لدعم نهج المحبة والتسامح، وإغلاق الأبواب والنوافذ في وجه الزوابع التي لا عمل لها سوى التخريب والهدم.
sayidelhusseini@
والثاني، الذي تتغذى منه هذه الظاهرة المسمومة، فهو سلوك الجهات المعادية للإسلام التي تلعب على الوتر الحساس، وتقوم بالمساس بمقدسات ومشاعر المسلمين وإثارتها، ما يجعل ردة فعل البعض تشكل مخاوف لدى الآخر.
وكلاهما يشكلان تهديدا للإسلام والمسلمين. وللأسف، فإن المتأذي الأول من ظاهرة الإسلاموفوبيا هو الإسلام وصورته والمسلمون، الذين يدفعون فاتورة هذه الصراعات والمفاهيم الأيديولوجية المفخخة، لتشويه صورتهم ومحاولة تقزيم وجودهم وتهميشهم في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، باعتبارهم مواطنين وجزءا لا يتجزأ من أوطانهم.
الإسلاموفوبيا طريق لشيطنة المسلمين
في كل مرة يحدث شيء له علاقة بالمسلمين أو موضوعه الإسلام في الغرب حتى لو كان المسلم ضحية، أو تدفقت مظاهرات لأجل التنديد بواقع اجتماعي أو اقتصادي مرير أو حادثة عنصرية، وخرجت المظاهرات عن سياقها بفعل من كانوا مدسوسين، فإن أصابع الاتهام الأولى تطال المسلمين وتبدأ ظاهرة الكراهية تعلو الأصوات عبر مختلف المنابر.
صحيح أن المصطلح ظهر للمرة الأولى عام 1997 لإدانة مشاعر الكراهية والخوف، والأحكام المسبقة الموجهة ضد الإسلام أو المسلمين، لكن مفهوم الظاهرة عانت منه مختلف الطوائف الدينية والعرقية عبر تاريخ الأمم والشعوب والحضارات، ولا شك أن التحامل على المسلمين أثار قلق الكثيرين منذ عقود، ونادوا بضرورة التحرك لوضع حد لها، على رأسهم أمين عام الأمم المتحدة السابق كوفي عنان، الذي دعا عام 2004 في مؤتمر «مواجهة الإسلاموفوبيا» إلى ضرورة صياغة مفهوم هذا المصطلح لمواجهة التعصب المتزايد للإسلام، خصوصا في ظل نظرة الغرب الضيقة لهذا الدين، الذي يرى فيه دينا رجعيا يدعو للتطرف والعنف والإرهاب، وهو ما يبرر العداوة ضد المسلمين وتنمية مشاعر الكراهية ضدهم.
الوعي وخطاب الانفتاح سبيل لإجهاض رهاب الإسلام
للأسف الشديد وإلى الآن، لم يتم وضع حد لظاهرة الخوف من الإسلام، فهناك من يسعى إلى إبقائها واستخدامها عند كل مصلحة، والذي يحاول أن يلعب بالنار لا شك أنه سيحترق بها. وإننا نلاحظ منذ عقود أنها تتنامى في مستنقع الانغلاق وخطاب الكراهية، والعنصرية، وإننا نرى السبيل الوحيد لاستئصال هذه الظاهرة يبدأ بخطوات أولية، تبدأ بخطاب التسامح والانفتاح مع المسلمين واعتبارهم جزءا من المجتمع وإشراكهم في تنميته، والإسهام في تطويره بنظرة واحدة وفق معايير العدالة والمساواة بين كل المواطنين مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم.
كما أن الوعي مهم جدا في تمييز الأمور ووضع حد لكل التجاوزات، ومحاسبة المتطرفين، وهي مسؤولية مشتركة بين مختلف طبقات المجتمع، بدءا بالعلماء والمسؤولين والمعلمين. ولا ننسى دور الإعلام الذي لعب ويلعب دورا مزدوجا، ومن المهم الآن أن يلعب دورا أحاديا لدعم نهج المحبة والتسامح، وإغلاق الأبواب والنوافذ في وجه الزوابع التي لا عمل لها سوى التخريب والهدم.
sayidelhusseini@