حنان درويش عابد

مشروعي الالكتروني! هل أنا في ورطة أم أمام فرصة؟

الأربعاء - 12 يوليو 2023

Wed - 12 Jul 2023

المشاريع الالكترونية تبدو سهلة عندما نقرأ كلمة «الكتروني»! لقد اعتدنا أن ننظر إلى كلمة الكتروني على أنها شيء يشير إلى السهولة والسعادة والبهجة والمتعة، ولكن يخوننا إدراك العقل الباطن لجماليات هذه الكلمة، حين يتحرك فينا الوعي والعقل الواعي في حالة العمل والسعي وطلب الرزق الكترونيا.

ولئن كان العمل الالكتروني في حد ذاته يختلف عن التقليدي في كونه في كثير من الحالات أقل تكلفة من افتتاح مشروع تقليدي، ويمكن المباشرة بتطبيقه على الأرض سريعا وفي مدة قصيرة جدا، مقارنة بالمشروع التقليدي، فإن المسألة لا تنتهي فعلا عند هذا الحد الذي يبدو سطحيا بعض الشيء.

فهناك آلاف حالات الفشل إن لم تكن ملايين من تلك الحالات حول العالم، عندما تحوّل هذا «الالكتروني» السهل في اعتقاد كثيرين إلى كابوس مريع كانت فاتورته مكلفة.

العمل الالكتروني يحتاج إلى ضوابط فردية، فعلى مستوى الدولة، حققت المملكة قفزة هائلة في قوانينها وتشريعاتها المتعلقة بضمان صحة وسلامة سير العمل الالكتروني، وتحويله إلى عنصر إمداد للاقتصاد السعودي، لكن المشكلة لا تزال منحصرة في نظرة بعض رواد الأعمال التي لا تتسق مع طبيعة سوق التجارة الالكتروني المحلي أو العالمي، وهو السوق الذي يتعقد عاما بعد آخر، ليس بالدرجة الأولى على مستوى التشريعات، ولكن على مستوى المنافسة أيضا.

مشروعك الالكتروني خطوة رائعة لكن بشرط أن تبدأه وفق معايير علمية صحيحة، وأن تبني صرحك المستقبلي في التجارة على أسس واضحة، ويفهمها سوق التكنولوجيا الحديثة، ويفهمها أيضا المستخدم والمشتري الذكي، فلا ينبغي أن يكون صاحب المشروع الالكتروني أقل وعيا من المستهلك، وهكذا فمشروعك الالكتروني قطعا اليوم يحتاج إلى استشارة، إذ لم تعد الاستشارة ترفا أو مضيعة للمال، وإنما دون استشارة وخطة عمل وفهم كامل لمتطلبات نجاحك، فأنت حتما وليس احتمالا ستفشل في محطات ومنعطفات تكنولوجية وتسويقية وإدارية في رحلتك نحو بناء عمل خاص يتنامى وينجح.

أنت أمام فرصة حقيقية، حين تحسن إدارة التأسيس قبل إحسان إدارة العمل نفسه، وأنت أمام ورطة كبرى إن كنت تظن أن العمل الالكتروني سهل وكشربة ماء، لأن هذا الفهم المغلوط يعني أنك لست على دراية بحقيقة التحولات والتطورات في عالم التجارة الالكترونية، وما يطرأ عليه من قضايا تجعل إدارة عمل الكتروني اليوم أصعب من إدارة مؤسسة تقليدية.

لذا، فيمكنك مبكرا عبر الوعي والفهم السليمين أن تحول الورطة إلى فرصة، خلال إدراك أهمية أن يكون لك مرجع إداري علمي يساعدك في خطوة التأسيس، ليكون تأسيسا سليما قابلا للحياة والنجاح.

hananabid10@