عبدالمعين عيد الأغا

إلى هؤلاء مع التحية..

الثلاثاء - 11 يوليو 2023

Tue - 11 Jul 2023

تساؤلات عديدة وردت إلى بريدي من مختلف الأشخاص، ومنهم مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني، ورأيت من المهم أن أخصص مقالي هذا الأسبوع ردا على أسئلتهم حتى تعم الفائدة المرجوة.

يسأل أحدهم: هناك إعلانات وحملات دعائية من جهات خارجية يروج لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي لعلاج مرضى السكري الذين يستخدمون الأنسولين بالخلايا الجذعية في سبيل إنهاء معاناتهم بالشكل النهائي... ما رأيكم؟

الجواب: يجب عدم الانسياق وراء الإعلانات والحملات الدعائية بجميع أنواعها، والتي يروج لها عن طريق الإنترنت، وتدعي إمكانية علاج السكري عن طريق الخلايا الجذعية، إذ يجب على مرضى السكري وغيرهم عدم الوقوع ضحايا للإعلانات الترويجية التي تنظمها بعض الجهات الخارجية لاستنزاف جيوب المرضى، فمعظم الحالات التي تشكو من السكري وقامت بزراعة الخلايا الجذعية فشلت وعادت إلى نقطة البداية من خلال العلاج بالأنسولين، فالأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية لعلاج السكري تعطي آمالا كبيرة، إلا أنه لا يزال هناك الكثير من الجهد الذي يتوجب بذله قبل تحقيقها، فهناك تحديات لابد من التغلب عليها أولا قبل البدء في تطبيق هذه الاكتشافات في العيادات الطبية، والإنجاز الذي تحقق بالتوصل إلى عقار Lantidra هو عبارة عن حقنة واحدة تنقل خلايا البنكرياس المانحة إلى الوريد الرئيس للكبد، يعطي آمالا كبيرة في جانب العلاج بالخلايا الجذعية وخصوصا أن هذا الدواء حظي بموافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وفي انتظار المزيد من نتائج التجارب على المصابين.

وآخر: أشكو من السمنة وزيادة الوزن، وقال طبيبي المعالج إن فرص إصابتي بالسكري النوع الثاني كبيرة في حال عدم إنقاص الوزن؟

الجواب: كلام الطبيب صحيح، فالسمنة المفرطة ترفع معدلات وفرص الإصابة بداء السكري النمط الثاني المرتبط بزيادة الوزن، ولكن هذا لا يعني أن تكون الإصابة فورية بل هناك مقدمات تحدث للفرد يجب أن يدركها بأنها إشارات واضحة نحو الإصابة بالمرض، إذ يتعرض الشخص إلى مرحلة مقاومة الأنسولين أو ما يعرف بمقدمات السكري وهنا عليه تصحيح نمط حياته من خلال ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن وتجنب العادات الغذائية السيئة، وإذا أحسن الفرد كل هذه الأمور قد يتفادى الوصول إلى مرحلة الإصابة.

ويسأل أحد المصابين بالسكري: أيهما أفضل قياس نسبة السكري بالجهاز المنزلي أم استخدام التقنيات الحديثة التي لا تستوجب الوخز بالإبر؟

الجواب: كلاهما مناسبان وتتوقف على ظروف المريض وقدرته على شراء الجهاز والتعامل معه، وإن كانت التقنيات الحديثة أفضل كثيرا، لأنها تعطي مؤشرات قراءات نسبة سكر الدم على مدار الساعة، بينما في الجهاز المنزلي فإن الفرد يعرف وضع سكره عند إجراء التشخيص فقط، وهنا أنصح المرضى بمواكبة التقنيات الجديدة فهي الأفضل في التحكم والسيطرة على نسبة سكر الدم.

أيضا: أنا من مدمني تناول المشروبات الغازية.. فهل تمهد للإصابة بالسكري؟

الجواب: الأفضل صحيا تناول العصائر الطازجة والماء وتجنب المشروبات الغازية لكونها تحتوي على نسبة عالية جدا من السكريات، وبالتالي فهي غير صحية، والمشكلة الحقيقية أن المشروبات الغازية ومع تناول الأكل غير الصحي ترفع الوزن وتدريجيا ومع الوقت تزداد فرص الإصابة بمقاومة الأنسولين ومن ثم داء السكري النمط الثاني.

ويسأل والد أحد الأطفال: ابني يشكو من السمنة وظهر على رقبته خط أسود، ورغم استخدام الكريمات ظل الخط كما هو، فما سبب ذلك؟

الجواب: للأسف يعتقد البعض أن ظهور مثل هذا الخط ناتج عن قلة نظافة الجلد أو تعرضه للشمس باستمرار، بينما الصحيح هو أن الخط الأسود الذي قد يظهر على رقبة الأطفال أو في منطقة الإبط والذين يعانون أساسا من زيادة الوزن أو السمنة يعرف بـ «الشواك الأسود» وهو اضطراب يصيب الجلد، إذ تظهر بقع باللون الغامق في عدة أماكن في الجسم منها تحت الإبطين وفي الفخذين وفي الجزء الخلفي من الرقبة وتكون سميكة الملمس، ومن أسباب الإصابة بالشواك الأسود مقاومة الأنسولين الذي قد يتعرض له الأطفال أو الكبار، وقد يكون ذلك مؤشرا وتمهيدا للإصابة بداء السكري النوع الثاني، وفقدان الوزن الزائد هو عامل أساسي إذا كان الطفل أو الكبير يعاني من السمنة، حيث يمكن للأشخاص الذين يعانون من الشواك الأسود نتيجة السمنة أو مقاومة الأنسولين، أن تتحسن بشرتهم بمجرد فقدان الوزن، إذ يؤدي فقدان الوزن إلى تحسين ملمس الجلد المصاب بالشواك الأسود، والأهم في الأمر هو عدم وصول الفرد لمرحلة السكري النمط الثاني غير المعتمد على الأنسولين، أما الأشخاص المصابون بالشواك الأسود، ويعانون من اضطرابات هرمونية، فيمكن علاج حالتهم باستخدام الأدوية التي تعمل على علاج الهرمونات، وبشكل عام فإن التشخيص الطبي يحدد أسباب ظهور «الشواك الأسود» في ثنايا الجلد.