الأكراد يدفعون ثمن دخول السويد الناتو
صفقة في الخفاء وتنازلات كبيرة وراء تغير قرار تركيا من المعارضة للتأييد
صفقة في الخفاء وتنازلات كبيرة وراء تغير قرار تركيا من المعارضة للتأييد
الثلاثاء - 11 يوليو 2023
Tue - 11 Jul 2023
يتحدث الإعلام الغربي عن صفقة أبرمت في الخفاء، فتحت الطريق أمام السويد للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتنازل تركيا عن معارضتها القوية لذلك.
وبات الأكراد الفارون إلى ستوكولهم يواجهون خطر الإبعاد من السويد، في إطار التنازلات التي تم تقديمها للرئيس رجب طيب إردوغان، حسبما أفاد الباحث والصحفي الاستقصائي جياكومو زاندونيني، والباحثة البرازيلية ناتاليا ألانا، في تحقيق مشترك لصالح مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
يروي زاندونيني في التقرير، أن سيليل توران الذي يعمل في مركز رياضي بضواحي بلدة ساندفيكن بمقاطعة جافليبورج السويدية، صارت ساندفيكن موطنا لتوران في 2015، عندما قرر هو وزوجته الفرار من الحرب للعثور على مأوى في دولة اسكندنافية.
وبالنسبة للزوجين، جسدت هذه المدينة السويدية الهادئة النقيض لكل ما عانوه في تركيا من الصدمة والاضطهاد، والحرمان من حرية التعبير عن أفكارهم.
آمال محطمة
في غضون سنوات، تحطمت آمال الاثنين، فقد رفض طلب لجوء توران للمرة الأولى في 2019، واستأنف محاميه القرار، مشيرا إلى حالته الجسدية - إذ كان يتعين بتر إحدى رجليه بعد أن وطأ لغما أرضيا في 1993– إضافة إلى ما ينطوي عليه الترحيل من مخاطر ملموسة قد تواجهه من تعرضه للاحتجاز والتعذيب، إذا أعيد إلى موطنه تركيا.
ورغم ذلك، كانت مصلحة الهجرة السويدية، وهي الهيئة الحكومية المكلفة بتقييم طلبات اللجوء والإقامة، ثابتة في قرارها، إذ جاء قرب توران المزعوم من حزب العمال الكردستاني، الذي تعده كل من تركيا والسويد منظمة إرهابية، سببا رئيسا لرفض طلبه، وقال توران إنه يتعاطف مع سعي الحركة من أجل حقوق الأكراد، لكنه لم يشارك في أي أعمال مسلحة.
وسعت السويد للحصول على عضوية الناتو، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرقل مساعيها، إذ يواصل السعي للحصول على تنازلات من ستوكهولم، وهي مطالب تعرض حياة النشطاء السياسيين وطالبي اللجوء من أمثال توران للخطر، وفق التحقيق الصحفي.
ثمن باهظ
رغم أن دلائل التعاون المتزايد بين السويد وتركيا في مكافحة الإرهاب تعود إلى بضع سنوات، إلا أن طلب الحكومة السويدية بالانضمام إلى الناتو، مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا كان المحفز الرئيس وراء زيادة وتيرته.
ووفقا للتقرير، وضعت تركيا ـ العضو القديم في الناتو ـ سلسلة من الشروط للتصديق على الطلب، عندما بدأت السلطات السويدية في الامتثال لهذه الطلبات، المدرجة في مذكرة ثلاثية الأطراف تم التوقيع عليها في يونيو 2022 مع فنلندا وتركيا، كان من الواضح أن الأكراد سيدفعون ثمنا باهظا للتوقيع عليها.
وجاء على رأس تلك الشروط تسليم أشخاص مرتبطين بحزب العمال الكردستاني، أو حركة رجل الدين المسلم فتح الله غولن، التي تعدها السلطات التركية مسؤولة عن محاولة الانقلاب في 2016، ولم تكشف الحكومة السويدية - المعروفة بمعاييرها العالية من الشفافية - عن عدد طلبات التسليم التي تلقتها، أو عدد أوامر الترحيل التي أصدرتها منذ أن قدمت طلبها بالانضمام إلى الناتو.
اعتقالات جماعية
تظهر البيانات التي قدمتها وكالة الهجرة السويدية زيادة كبيرة في عدد طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين الأتراك منذ 2016، عندما فتح الانقلاب الفاشل الطريق أمام اعتقالات جماعية، وقمع المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
في 2015، تم تسجيل 290 طلب لجوء جديدا من مواطنين أتراك، ثم ارتفع العدد إلى 889 في 2017.
وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم لمجلة «فورين بوليسي»، أن بلاده ملتزمة بشروط المذكرة الثلاثية الموقعة بين السويد وتركيا وفنلندا في 28 يونيو (لعضوية الناتو).
وتمثل القمة السنوية للناتو، التي تعقد في فيلنيوس، ليتوانيا، هذا الأسبوع نقطة فارقة في هذا الشأن.
ومع اقتراب موعدها وتولي إردوغان مقاليد الحكم لـ5 سنوات أخرى، يبذل الدبلوماسيون والسياسيون الغربيون قصارى جهدهم لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو.
تفاصيل الصفقة:
وبات الأكراد الفارون إلى ستوكولهم يواجهون خطر الإبعاد من السويد، في إطار التنازلات التي تم تقديمها للرئيس رجب طيب إردوغان، حسبما أفاد الباحث والصحفي الاستقصائي جياكومو زاندونيني، والباحثة البرازيلية ناتاليا ألانا، في تحقيق مشترك لصالح مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.
يروي زاندونيني في التقرير، أن سيليل توران الذي يعمل في مركز رياضي بضواحي بلدة ساندفيكن بمقاطعة جافليبورج السويدية، صارت ساندفيكن موطنا لتوران في 2015، عندما قرر هو وزوجته الفرار من الحرب للعثور على مأوى في دولة اسكندنافية.
وبالنسبة للزوجين، جسدت هذه المدينة السويدية الهادئة النقيض لكل ما عانوه في تركيا من الصدمة والاضطهاد، والحرمان من حرية التعبير عن أفكارهم.
آمال محطمة
في غضون سنوات، تحطمت آمال الاثنين، فقد رفض طلب لجوء توران للمرة الأولى في 2019، واستأنف محاميه القرار، مشيرا إلى حالته الجسدية - إذ كان يتعين بتر إحدى رجليه بعد أن وطأ لغما أرضيا في 1993– إضافة إلى ما ينطوي عليه الترحيل من مخاطر ملموسة قد تواجهه من تعرضه للاحتجاز والتعذيب، إذا أعيد إلى موطنه تركيا.
ورغم ذلك، كانت مصلحة الهجرة السويدية، وهي الهيئة الحكومية المكلفة بتقييم طلبات اللجوء والإقامة، ثابتة في قرارها، إذ جاء قرب توران المزعوم من حزب العمال الكردستاني، الذي تعده كل من تركيا والسويد منظمة إرهابية، سببا رئيسا لرفض طلبه، وقال توران إنه يتعاطف مع سعي الحركة من أجل حقوق الأكراد، لكنه لم يشارك في أي أعمال مسلحة.
وسعت السويد للحصول على عضوية الناتو، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرقل مساعيها، إذ يواصل السعي للحصول على تنازلات من ستوكهولم، وهي مطالب تعرض حياة النشطاء السياسيين وطالبي اللجوء من أمثال توران للخطر، وفق التحقيق الصحفي.
ثمن باهظ
رغم أن دلائل التعاون المتزايد بين السويد وتركيا في مكافحة الإرهاب تعود إلى بضع سنوات، إلا أن طلب الحكومة السويدية بالانضمام إلى الناتو، مدفوعة بالحرب الروسية على أوكرانيا كان المحفز الرئيس وراء زيادة وتيرته.
ووفقا للتقرير، وضعت تركيا ـ العضو القديم في الناتو ـ سلسلة من الشروط للتصديق على الطلب، عندما بدأت السلطات السويدية في الامتثال لهذه الطلبات، المدرجة في مذكرة ثلاثية الأطراف تم التوقيع عليها في يونيو 2022 مع فنلندا وتركيا، كان من الواضح أن الأكراد سيدفعون ثمنا باهظا للتوقيع عليها.
وجاء على رأس تلك الشروط تسليم أشخاص مرتبطين بحزب العمال الكردستاني، أو حركة رجل الدين المسلم فتح الله غولن، التي تعدها السلطات التركية مسؤولة عن محاولة الانقلاب في 2016، ولم تكشف الحكومة السويدية - المعروفة بمعاييرها العالية من الشفافية - عن عدد طلبات التسليم التي تلقتها، أو عدد أوامر الترحيل التي أصدرتها منذ أن قدمت طلبها بالانضمام إلى الناتو.
اعتقالات جماعية
تظهر البيانات التي قدمتها وكالة الهجرة السويدية زيادة كبيرة في عدد طلبات اللجوء المقدمة من المواطنين الأتراك منذ 2016، عندما فتح الانقلاب الفاشل الطريق أمام اعتقالات جماعية، وقمع المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
في 2015، تم تسجيل 290 طلب لجوء جديدا من مواطنين أتراك، ثم ارتفع العدد إلى 889 في 2017.
وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم لمجلة «فورين بوليسي»، أن بلاده ملتزمة بشروط المذكرة الثلاثية الموقعة بين السويد وتركيا وفنلندا في 28 يونيو (لعضوية الناتو).
وتمثل القمة السنوية للناتو، التي تعقد في فيلنيوس، ليتوانيا، هذا الأسبوع نقطة فارقة في هذا الشأن.
ومع اقتراب موعدها وتولي إردوغان مقاليد الحكم لـ5 سنوات أخرى، يبذل الدبلوماسيون والسياسيون الغربيون قصارى جهدهم لتسريع انضمام السويد إلى حلف الناتو.
تفاصيل الصفقة:
- حرمان الأكراد من حق اللجوء السياسي في السويد
- تسليم أشخاص مرتبطين بحزب العمال الكردستاني
- تمكين تركيا من تسليم المرتبطين بحركة فتح الله غولن
- القبض على الناشطين أو المشتبه بالعمل بهم بالعمل ضد تركيا
- تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب